لقيت الحملة الرئاسية للمرشح الديمقراطي جو بايدن دعما قويا من مجتمع المال والأعمال الأميركي، فقد بلغ عدد المليارديرات الذين دعموا بايدن عبر تقديم تبرعات سخية 131 مليارديراً، وفقاً لسجلات حملة الانتخابات الفيدرالية في واشنطن. ومن بين المليارديرات الذين يدعمون بقوة المرشح الديمقراطي، جورج سوروس الذي أنفق 8 ملايين دولار على الحملة الانتخابية، وتبرع أخيراً لحملة بايدن بأكثر من نصف مليون دولار. ومعروف عن الملياردير سوروس عداءه الشديد للرئيس دونالد ترامب وهو من الداعمين لتيار العولمة والليبرالية. كما انضم لحملة التبرعات كذلك كل من الملياردير سين باركر ودستن موسكوفيتز والعديد من كبار أثرياء التقنية الذين يكن لهم الرئيس ترامب العداء.
ويتخوف الأثرياء في الولايات المتحدة من فوز ترامب بدورة رئاسية ثانية لأسباب متعددة، حسب خبراء في السياسة والمال في الولايات المتحدة. إذ إن بعضهم يتخوف من أن فوزه بدورة ثانية سيطلق موجة عارمة من الفوضى في الولايات المتحدة، ولذلك غادر العديد من الأثرياء المدن الكبرى في الولايات المتحدة إلى منتجعات في جزر الكاريبي والشواطئ الأوروبية، بينما يتخوف آخرون من الانتقام بسبب العداء الشخصي مع ترامب، وآخرون يرون أن لديهم مصالح في الحفاظ على العلاقات مع الصين التي تمثل سوقاً مهماً لنمو شركاتهم.
كما دعم حملة بايدن كذلك بعض أثرياء الحزب الجمهوري الذين يرون أن ترامب لا يمثل الحزب. وينضم إلى المليارديرات الداعمين للحملة مجموعة من المنظمات المدنية والجمعيات المهنية من محامين وأساتذة جامعات الذين يرون أن ترامب لا يحترم الدستور الأميركي والحريات العامة.
ويذكر أن الملياردير مايك بلومبيرغ أعلن يوم الأحد، أنه سينفق 100 مليون دولار على الأقلّ لدعم حملة المرشّح الديمقراطي جو بايدن في فلوريدا التي تُعتبر إحدى الولايات الحاسمة في الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن أوساط بلوميبرغ. ولدى بلومبيرغ وكالة تحمل اسمه، كما لدى الملياردير جيف بيزوس الذي يملك صحيفة واشنطن بوست، عداءات مع ترامب الذي منح واحدة من أكبر العقود الحكومية لشركة مايكروسوفت بدلاً عن شركة أمازون.
وكان الملياردير بلومبيرغ الذي ترشح في الانتخابات الأولية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي لمعركة الرئاسة قد أعلن أنه سيعمل على هزيمة ترامب في هذه الانتخابات. وحسب وكالة فرانس برس، قال كيفين شيكي، مستشار بلومبيرغ، للصحيفة إنّ "التصويت يبدأ في 24 سبتمبر/أيلول في فلوريدا، لذا فإنّ الحاجة إلى ضخّ رأس مال حقيقي في تلك الولاية بسرعة هو حاجة ملحّة". وأضاف "مايك يعتقد أنّ الاستثمار في فلوريدا سيُتيح استخدام موارد الحملة وبقيّة الموارد الديمقراطيّة، في ولاياتٍ أخرى، ولا سيّما في ولاية بنسلفانيا".
وفاز ترامب في فلوريدا قبل أربع سنوات، وهو يُعوّل على مشاركة قويّة للناخبين الجمهوريّين في هذه الولاية التي يمتلك فيها مقرّاً غالباً ما يقصده لقضاء الوقت فيه. ويتقدّم بايدن في فلوريدا لكن بفارق ضئيل (48,2%) عن منافسه الجمهوري ترامب (47%)، وفقًا لأحدث متوسّط استطلاعات موقع "ريل كلير بوليتيكس". ومنذ بداية عام 2019 كانت حملة ترامب قد أنفقت نحو 800 مليون دولار، وهو مبلغ أكثر من ضعفي إنفاق حملة منافسه بايدن.
لكنّ بايدن فاجأ كثيرين عندما تجاوز ترامب في جمع التبرعات في أغسطس/آب الماضي بحيث وصل ما جمعه إلى 365 مليون دولار، محطّمًا الأرقام القياسيّة للأشهر السابقة. وكان بلومبيرغ هذا العام أحد المرشّحين للانتخابات التمهيديّة لاختيار مرشّح الحزب الديموقراطي للبيت الأبيض.
وحتى الآن استعدى ترامب معظم وسائل الإعلام الأميركية، إما عبر الإساءة المباشرة أو عبر إهانة صحافييها في مؤتمرات البيت الأبيض اليومية. وبالتالي ربما سيجد صعوبة في كسب أنصار داخل وسائل الإعلام الأميركية، عدا قناة فوكس المعروفة بدعمها للتيار اليميني. لكن رغم ذلك لا يعني أن ترامب خسر المعركة الانتخابية، إذ إن بعض المصارف الأميركية الكبرى ومن بينها مصرف "جي بي مورغان" ترى في تحليلات أن على الولايات المتحدة أن تستعد لدورة ثانية من حكم الرئيس ترامب.