قرّرت الأحزاب التركيّة تعليق إقامة تجمّعاتها الجماهيرية للدعاية الانتخابيّة، بينما دعت عدة نقابات معارضة إلى إضراب لمدة يومين، وذلك في الوقت الذي استمر فيه ذوو الضحايا بدفن جثث قتلاهم، إثر التفجيرين الانتحاريين المتعاقبين بأنقرة أمس الأول.
وقرر حزب العدالة والتنمية الحاكم تعليق عقد تجمعات أنصاره الجماهيرية حتى يوم الجمعة القادم، الأمر الذي أكده عمر جيلك المتحدث باسم الحزب، بعد اجتماع اللجنة المركزية للأخير، قائلاً: "لن نقيم أي تجمعات جماهيرية لأنصارنا لغاية يوم الجمعة القادم، وبعد ذلك لن تكون التجمعات المعدودة التي سنقيمها حزبية فقط بل أيضاً ستدعو للوحدة ضد الإرهاب ولأجل الأخوة والسلام".
كما أعلن حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة) بأنه سيعلق التجمعات الجماهيرية الحزبية بدءاً من يوم غد، حداداً على ضحايا تفجير أنقرة، الأمر الذي أكده غورسيل تكين الأمين العام للحزب، قائلاً: "إن حزننا كبير، ونتوقع إلقاء القبض على المجرمين قريباً، وأيضاً الاستقالة الفورية لأعضاء الحكومة الذين لم يتخذوا الإجراءات الأمنية الكافية".
كما أكد صلاح الدين دميرتاش الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي (ذو الغالبية الكردية) بأنه لا يرى أن من الضروري أن يقيم الحزب حشوداً كبيرة ومزدحمة من الآن ولاحقاً، قائلاً: "كيف لنا أن نقيم حشداً جماهيرياً في مثل هذا المناخ الحزين، نستطيع أن نؤمن أنفسنا دون الحاجة لأحد، ولسنا قلقين لذلك، إن حياة شخص واحد أهم من كل نجاحنا الانتخابي وحشودنا الجماهيرية"، مضيفاً: "إن اللجنة المركزية للحزب ستجتمع خلال يوم أو يومين لمناقشة الأمر، ولكني شخصياً لا أرى بأنه هناك أي حاجة لإقامة حشود جماهيرية كبيرة".
وبينما عمت أجواء العزاء في مختلف المدن التركية، وفي الوقت الذي بدأ فيه ذوو القتلى بدفن الضحايا، أعلنت النقابات المعارضة التي نظمت المسيرة التي استهدفها التفجير، يوم السبت الماضي، الإضراب العام لمدة يومين، بدءاً من نهار اليوم.
وأكدت لجنة مثلت النقابات التي نظمت مسيرة أنقرة، وهي كل من اتحاد النقابات المهنية في القطاع العام، واتحاد النقابات التقدمي، والرابطة التركية الطبية، واتحاد غرف المهندسين والمعماريين الأتراك، بأن إعلان الإضراب كان احتجاجاً واستنكاراً للهجوم الانتحاري، الأمر الذي استجابت له قطاعات واسعة في مختلف أنحاء البلاد.
وكان هجومان انتحاريان قد ضربا مسيرة نظمتها عدة نقابات معارضة بالتعاون مع حزب الشعوب الديمقراطي وبمشاركة أنصار وقيادات من حزب الشعب الجمهوري، في العاصمة أنقرة، للدعوة إلى السلام ووقف إطلاق النار بين قوات الأمن التركية وحزب العمال الكردستاني، مما أسفر عن مقتل 97 شخصاً وجرح أكثر من مئتين آخرين، وذلك قبل أقل من 3 أسابيع على عقد الانتخابات البرلمانية العامة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
اقرأ أيضاً: داود أوغلو: "داعش" هو المتهم الأول بتفجيرات أنقرة