ويفصل الأحزاب والائتلافات والمستقلين المترشحين للانتخابات البلدية، التي ستجري في مايو/ أيار المقبل، قرابة الشهر عن إعطاء إشارة انطلاق الحملة بشكل رسمي في 14 أبريل/ نيسان.
وانطلقت الأحزاب الكبرى والأكثر حضورا شعبيا في حراكها الانتخابي، حيث بدأ حزب "نداء تونس" أمس في عقد ملتقيات جهوية في مختلف محافظات البلاد تجمع القيادات والقواعد الحزبية بالمترشحين.
وقال الوزير السابق ورئيس اللجنة الانتخابية بحزب "نداء تونس"، أنيس غديرة، إن الحزب بصدد عقد المجالس الجهوية الانتخابية في إطار "إحكام الإعداد والاستعداد للانتخابات البلدية في مراحلها القادمة".
وبين غديرة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن اللجنة الانتخابية المركزية بحزب "نداء تونس" انطلقت أمس، وتستأنف الأسبوع المقبل، تحديدا يومي 17 و18 من الشهر الحالي، في عقد ملتقيات المجالس الجهوية الانتخابية في مختلف محافظات البلاد من بن قردان (أقصى الجنوب) إلى بنزرت (أقصى شمال).
ولفت المتحدث ذاته إلى أن اللقاءات "ستكون فرصة لتجميع أعضاء القائمات المترشحة وأعضاء التنسيقيات الجهوية والمحلية والقاعدية للحزب، بهدف التواصل وتدارس منهجيات وأساليب العمل خلال المراحل القادمة".
من جانب آخر، يستعد حزب "النهضة"، متصدر قائمة المترشحين في الانتخابات البلدية، منذ مدة، حيث اعتبر مراقبون أن "الحزب يعمل وفق استراتيجية اتصالية وسياسية خلقت الفارق مقارنة بباقي الأحزاب والائتلافات، حيث أطلق الحزب موقعا تفاعليا خاصا بالانتخابات البلدية تحت عنوان "بلديتي"، كما سجل نوابه الأسبوع الماضي حراكا غطى جميع محافظات وقرى البلاد في إطار "أسبوع الجهات" الذي يقضي بعودة البرلمانيين إلى محافظاتهم والمدن التي انتخبتهم للاحتكاك بالناخبين والمواطنين".
وفي سياق متصل، قال رئيس كتلة حزب "النهضة" بمجلس النواب، نور الدين البحيري، إن "حملتنا الانتخابية مبنية على ما هو إيجابي وعلى برنامج ينهي معاناة المواطنين، وعلى أفق جديد للحكم المحلي".
وأضاف البحيري في تصريح للإذاعة الرسمية أن "الانتخابات البلدية مصلحة وطنية وليست حزبية يتم التنافس فيها في إطار الاحترام المتبادل، ومن أجل حماية أمن تونس ووحدتها"، مشيرا إلى أن "غاية حزب "النهضة" ليس الفوز بأكثر مقاعد، بل إنجاح العملية الانتخابية باعتبارها استحقاقا وطنيا".
من جانبه، قاد الرئيس التونسي السابق ورئيس حزب "حراك تونس الإرادة"، منصف المرزوقي، سلسلة من الأيام التكوينية لفائدة أعضاء قائمات حزب الحراك المترشحة للانتخابات البلدية في الدوائر التي سجل فيها الحزب حضورا انتخابيا، وقدم المرزوقي في مختلف محافظات البلاد حول الحكم المحلي وصلاحيات البلديات ومجالات تدخل السلطة المحلية.
وركز الرئيس السابق مداخلاته على "أهمية تحرير المبادرة والإقبال على صناديق الاقتراع، ليفرض التونسيون إرادتهم على الحكم المحلي، وحتى تنطلق عملية التغيير من المحليات والجهات لإنهاء حقبة من الحكم المركزي الذي أثبتت الثورة فشله".
وشدد المرزوقي، خلال مداخلاته، على أن "الانتخابات البلدية تمثل فرصة أمام التونسيين ليصنعوا مستقبلهم ويقرروا مصيرهم ويمارسوا حقوقهم المسلوبة، ولتكريس السلطة المحلية التي نص عليها دستور الثورة".
وتستغل غالبية الأحزاب الأنشطة والتظاهرات للترويج الانتخابي، حيث مثّل إحياء تونس لليوم العالمي للمرأة مناسبة للسياسيين لاستمالة المرأة التونسية، عبر الوعود بالارتقاء بالمرأة العاملة وفي الأرياف وفي القرى، كما عمدت الأحزاب المعارضة لانتقاد المنافسين.
من جانب آخر، تكاد تكون بعض الأحزاب غائبة عن المشهد السياسي والانتخابي، وبالخصوص على المستوى الميداني، بحراك باهت لا يتجاوز الجانب الافتراضي وصفحات التواصل الاجتماعي، والتهجم على الأحزاب الحاكمة.