الأرجنتين تنتفض بعد السقوط المدوي..سكالوني في قفص الاتهام!

26 مارس 2019
الأرجنتين تعاني الأمرين (Getty)
+ الخط -
ألقت هزيمة المنتخب الأرجنتيني المدوية أمام فنزويلا بظلالها على تطلعات وأحلام الشارع الكروي الأرجنتيني، حيث كانت خيبة الأمل كبيرة، باعتبار أن عشاق "البلوسيليستي" كانوا ينتظرون عودة النجم ليونيل ميسي بعد غياب طويل عن المنتخب، إلا أن أمل المصالحة تبخر أمام فنزويلا التي لعبت بندية، وأكدت بأنها قادمة بقوة في "كوبا أميركا".

وشهد منتخب الأرجنتين بعض التغييرات منذ المشاركة الباهتة والهزيلة في مونديال روسيا، وأصبح الشارع الكروي في الأرجنتين يطرح أكثر من نقطة استفهام حول تكديس كتيبة من النجوم المحترفين في أوروبا، لكن الكتيبة ليست قادرة على خوض مباراة وصنع الفوز فيها.

اعترافات مدرب الأرجنتين سكالوني
قبل مباراة الأرجنتين وفنزويلا قال المدرب سكالوني لوسائل الإعلام المحلية: "نحن لسنا جاهزين الآن لمواجهة المنتخبات الأوروبية الكبيرة". وما قدمه "البلوسيليستي" أمام فنزويلا أكد مخاوفه وقلقه إزاء فريق غير قادر فعلا رغم وفرة النجوم والأسماء، ويبدو أن سكالوني أصاب في تقديره لأنه أقرب شخص يعرف خفايا المنتخب.

الانتقادات لم تستهدف ميسي لوحده على اعتبار أنه أيقونة المنتخب، ولكن استهدفت بقية اللاعبين والتكتيك الذي لعب به سكالوني هذه المباراة، الصحافة اعتبرت أن المدرب أخفق إخفاقا ذريعا باللعب بخمسة مدافعين، وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "أوليه" وهي الصحيفة الأولى في الأرجنتين: "خطة سكالوني لا تعمل وفاشلة، وهناك غياب في الوضوح، واللاعبون غير قادرين على الالتزام بخطة تكتيكية واضحة تؤكد أن هناك مدربا داهية وراء الفريق يعرف كيف يمسك جميع الأوراق". كما وصفت الصحيفة نتيجة المباراة بأنها مخجلة حتى وإن كانت المباراة ودية.

ومن الأخطاء المحسوبة على المدرب سكالوني إشراك غابريال ميركادو لاعب إشبيلية في خطة ظهير أيمن وللأسف كان أسوأ لاعب في منتخب الأرجنتين، لأن مركزه الحقيقي في ناديه الإسباني هو "قلب دفاع"، وكان من الواضح أن اللاعب لم يكن مرتاحا في مركز لا يناسبه، لكن سكالوني كان مصرا على هذا الاختيار رغم أن اللاعب بدا غير مرتاح في هذا المركز.

لغز أغويرو
وطالبت صحف ووسائل إعلام أخرى، بعودة أغويرو نجم مانشستر سيتي، والذي يقدم إبداعات كروية مع فريقه في البريميرليغ مسجلا 28 هدفا في 37 مباراة، في المقابل قالت صحف أخرى إن عودة أغويرو ليست الحل والمشكلة في بقية لاعبي المنتخب.

بدوره قال هيرنان كاستيليو كبير معلقي "سبورتس نيتوورك": اللعب بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة سيجعلنا نخسر أمام منتخب قطر في كوبا أميركا، مضيفا بأن هناك لاعبين آخرين يستحقون الانضمام للمنتخب، لكن عين سكالوني قصيرة ولا ترى بعيدا. وأضاف لا يوجد لاعبون كبار في منتخب الأرجنتين باستثناء ميسي وأغويررو وديبالا، هما الآن خارج المجموعة. ويجب على سكالوني بناء فريق متوازن فيه المخضرمون واللاعبون الشبان.

من هو سكالوني؟
الباحث في مسيرة سكالوني، يجد أنه لم يعمل مدربا من قبل، وهناك من هاجمه في هذه النقطة بالذات؛ لأن الرجل ليس لديه خبرة قيادة المنتخبات، وهناك مدربون أفضل منه، لكنهم ليسوا محظوظين لشغل هذا المنصب. وقد اختاره كلوديو تابيا رئيس الاتحاد الأرجنتيني، لأنه كان مساعدا لجورج سامباولي في مونديال روسيا.

وتوقع أوسكار روجيري بطل العالم مع الأرجنتين في مونديال 86 بأن سكاولوني سيطرد فورا بعد كوبا أميركا في البرازيل، فيما تساءلت الصحافة عن مستويات بعض اللاعبين في أنديتهم ومستوياتهم مع المنتخب مثل أرماني حارس ريفير بلايت، والذي قدم مستويات باهتة مع "البلوسيليستي"، ومن الطبيعي أن يكون الشارع الكروي حزينا وأن يقل اهتمامه بالمنتخب.

ومن بين الانتقادات عقب الهزيمة فقد قال دانييل باساريلا بطل العالم السابق: "ميسي في برشلونة مختلف عن ميسي المنتخب"، وقال لويس سيزار مينوتي بطل العالم في 78 والذي يعمل مديرا فنيا لجميع المنتخبات إن ميسي لا يتحمل هزيمة فنزويلا لأنه بدأ لتوه العمل مع المنتخبات، وسيكون مينوتي مضطرا لتغيير سكالوني إذا فشل في كوبا أميركا بالبرازيل خاصة أن جماهير وعشاق البلوسيليستي لن تغفر أي إخفاق في البطولة، فبلوغ النهائي أقل شيء مطلوب من اللاعبين في هذه المسابقة.

ويمتد إخفاق المنتخب الأرجنتيني للصحافة أيضا، فهي ستجني خسائر جسيمة في حال إخفاقه لأن أرقام توزيعها مرتبطة بنجاحات المنتخب، وهذا لاحظناه في مونديال روسيا والذي تراجعت فيه أرقام توزيع الصحف الرياضية بشكل حاد!

وشهد منتخب الأرجنتين بعض التغييرات، حيث ترك كل من ماسكيرانو وبيليا الفريق وتعرض أنخيل دي ماريا للإصابة رغم دعوته، أما إيكاردي فهو لا يلعب بسبب خلافه مع ناديه الإيطالي انترناسيونالي، واللاعبون الذين تمت دعوتهم لم يقدموا مستوى يليق باسمهم مثل مونسيال لاعب ريفير بلايت وكل هذه العناصر لم تخدم سكالوني.

وبات سكالوني مطالبا باغتنام فرصة مباراة المغرب في غياب ميسي، وإيجاد توليفة أخرى في غياب الأيقونة وفي غياب دي ماريا صاحب الحلول، فهل سينجح في حفظ ماء وجهه بعد هزيمة مدوية أمام فنزويلا، وهل سيجيد توظيف الخامات التي يمتلكها؟ فالكرة في ملعب اللاعبين، ولكن المدرب هو المسؤول بالنهاية.
دلالات