يتمسك زكريا جواوده، والد محمد (17 عاماً) الذي قتل، مساء أمس الأحد، داخل شقة تستأجرها السفارة الإسرائيلية في عمّان، بحقه بالاطلاع على تفاصيل الواقعة التي أدت إلى مقتل ابنه برصاص ضابط إسرائيلي.
يقول "بدي أشوف كيف ابني انقتل أو كيف استشهد إذا استشهد (..) ما بستلم جثته إلا لما أشوف الفيديو"، ويتابع في حديثة لـ"العربي الجديد" من داخل خيمة نصبت أمام منزله لاستقبال المعزين والمتضامنين مع قضيته: "إذا كان شهيداً ربنا يتقبله، وإذا مات غدراً بناشد سيدنا ياخذ حقه من اللي غدروا فيه".
وبالإضافة إلى محمد، فقد قتل في الحادثة التي ما زال يكتفنها الغموض، طبيب العظام، بشار حمارنة، مالك الشقة التي شهدت الحادثة، وبحسب الرواية الرسمية، وهي محل تشكيك، فإن رصاصة طائشة أصابته.
ووقعت الحادثة عند الساعة السادسة والربع من مساء أمس، بعد أن حضر كل من محمد جواوده يرافقه سائق سيارة نقل، لتسليم أثاث للشقة المستأجرة، بوجود الطبيب حمارنة.
يروي الوالد (45 عاماً) الذي يمتلك معرضاً للأثاث: "ذهب ابني والسائق لتوصيل غرفة نوم لأحد الزبائن، وهناك جرى تفتيشهم من قبل أمن السفارة الإسرائيلية قبل دخولهم إلى الشقة الواقعة في محيط السفارة"، ويتابع: "آخر اتصال بيني وبين ابني أخبرني فيه أنه انتهى من تركيب الغرفة، تحدثت مع السائق وأكد نفس الشيء، بعدها اتصلت أكثر من مرة دون أن يجيب".
بعدها، علم زكريا أن إطلاق نار جرى في محيط السفارة، وبعد ساعات من الحادثة تأكد من مقتل ابنه. ويقول "لم أشاهد جثته، ما قدرت، شاهدها ابني الكبير".
وتحاط الحادثة بتعتيم كبير، وتغيب الرواية الرسمية باستثناء بيان مقتضب صدر عن الأمن العام، فيما تتعدد الروايات غير الرسمية، وفيما تتفق الروايات أن مشاحنة حدثت بين محمد والضابط الإسرائيلي، تختلف حول أسبابها، أعقبها تبادل للطعن وإطلاق النار، دون أن يتبين المبادر، كما تتعدد الروايات حول سبب مقتل الطبيب، بين من يرجعها إلى مقتله بعد محاولة إسعاف محمد، ومن يعتقد أنه قتل حتى لا يشهد على الحادثة.
وأثارت الحادثة غضب الشارع الأردني، خاصة لتزامنها مع انتهاكات قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، حيث ذهب المئات إلى منزل والد الضحية، للتعبير عن تضامنهم مع قضيته، وسط مطالب بمعاقبة القاتل وإعادة النظر في معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية.