ووجه الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء الماضي، رسائل منفصلة إلى الأمراء الثلاثة، وهم أخواه الأمير فيصل بن الحسين، والأمير علي بن الحسين، وابن عمه الأمير طلال بن محمد، يشكر فيها جهودهم خلال سنوات الخدمة، وبين أن القرار جاء "لمقتضيات مؤسسية" فرضتها عملية إعادة هيكلة وتطوير القوات المسلحة.
وتكريماً للأمراء، منح الأمير فيصل رتبة فريق فخري، فيما منحت رتبة لواء فخري للأميرين على بن الحسين وطلال بن محمد. ولم يسبق أن أثير جدل حول إحالات على التقاعد من الجيش، على غرار ما أثير حول إحالة هؤلاء الأمراء الثلاثة.
وبدأ الجدل عندما غرد الأمير علي بن الحسين، الاثنين الماضي، عبر صفحته على "تويتر"، موجها رسالة إلى القوات المسلحة، معلناً فيها عن إحالته إلى التقاعد بعد خدمة امتدت لثلاثة وعشرين عاماً، مؤكداً أنه سيبقى "جندياً وفياً له (الجيش) في ظل قيادة أخي وسيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين".
وعلى الرغم من أن الرسالة لم تخرج عن الأعراف المرعية في مناسبات كهذه في الأردن، ولم تحمل في ثناياها نقداً أو عتباً، لكن مجرد إحالة ثلاثة أمراء إلى التقاعد دفعة وأحدة أثارت جدلاً، وطرحت الكثير من الأسئلة حول الأسباب. لكن مصادر متطابقة أكدت لـ"العربي الجديد"، أن ما جرى مع الأمراء هو ما يجري على غيرهم من أفراد القوات المسلحة، بصرف النظر عن رتبهم العسكرية وانتسابهم إلى الأسرة الحاكمة.
وأعلنت القوات المسلّحة الأردنية ـ الجيش العربي، منذ قرابة عام، عن خطة لإعادة هيكلة القوات المسلحة، يتم خلالها التركيز على النوع، على حساب الكم، والتوجه نحو الفرق الخاصة القادرة على تنفيذ الواجبات بحرفية أكبر.
ويخدم غالبية الأمراء وأفراد العائلة المالكة في القوات المسلحة. وبحسب روايات متقاعدين عسكريين، فإن الأمراء يخدمون بشكل فعلي، ولا يعاملون معاملة تفضيلية عن غيرهم من أفراد القوات المسلحة.