وسط إجراءات مشددة، وإغلاق الأمن لمداخل قرية أبدر، التابعة لمحافظة أربد، شمالي الأردن، بدأت عشيرة الدقامسة، اليوم الأحد، استقبال المهنئين بإطلاق سراح ابنها الجندي المسرّح أحمد الدقامسة.
وأطلقت السلطات الأردنية، بعد منتصف ليل السبت - الأحد، سراح الدقامسة بعد أن قضت محكمة عسكرية أردنية في العام 1997 على الدقامسة بالسجن المؤبد (20 سنة) مع الأشغال الشاقة، لإدانته بقتل سبع فتيات إسرائيليات في منطقة الباقورة، أثناء خدمته العسكرية بقوات حرس الحدود.
وبرر الدقامسة، خلال محاكمته الشهيرة، قتله للفتيات بإقدامهن على الاستهزاء به أثناء تأديته للصلاة.
وقبيل طلب أحد أفراد عشيرته، وهو مسؤول عسكري، من الصحافيين مغادرة القاعة المخصصة لتقبل التهاني، أطلق الدقامسة تصريحات موجزة، قائلاً "بالنسبة للأمور الداخلية أنا ضد أي زعزعة لأمن البلد. أما موقفي من الصهاينة فأنتم تعرفونه من عشرين سنة".
وظهرت علامات الامتعاض على الدقامسة بعد الطلب من الصحافيين المغادرة والاستعانة برجال الأمن لإخراجهم. وأرجع أحد أفراد العائلة سبب معاملة الصحافيين "الفجة" إلى ضغوط رسمية مورست عليه وعلى أفراد عشيرته لتجنب الإدلاء بتصريحات صحافية.
وتعمدت السلطات الأردنية إطلاق سراح الدقامسة في وقتٍ متأخر، لتجنب إقامة مظاهر احتفالية أمام السجن، أو مواكب ترافقه، حسب ما أفادت مصادر رسمية "العربي الجديد".
وغصت القرية والشوارع المؤدية إليها بصور الدقامسة وشعارات الفرح بإطلاق سراحه، وأخرى تبجل ما فعله، على غرار وصفه بـ"أسد الأغوار" و"البطل".
كما سمعت أصوات الزغاريد من داخل بيت عائلته ابتهاجا. وبدت علامات التقدم بالسن والتعب على ملامح الرجل، الذي بلغ عمره 46 عاماً، ولديه ثلاثة أبناء.
في المقابل، التزمت الجهات الرسمية الصمت، من دون تعليق على القضية، كما لم يتبين ما إذا كانت ستوفر للدقامسة حماية أمنية.
وفي هذا السياق، أعراب أفراد من عائلته عن مخاوفهم من إمكانية إقدام إسرائيل على محاولة اغتياله، فيما أكد آخرون أنه سيكون بأمان بين عائلته وعشيرته.
وخلال سنوات سجنه، تحول الدقامسة إلى بطل شعبي، ومثّل مطلب الإفراج عنه شعارا للمعارضة ترفعه في الأحداث المتصلة بالقضية الفلسطينية.
وأشعل الإفراج عن الدقامسة مواقع التواصل الاجتماعي. وفيما ابتهج ناشطون بحرية الرجل التي اعتبروها متأخرة، وأعادوا الإشادة بعمله، خرجت أصوات أردنية تنتقده وتصفه بـ"قاتل الفتيات"، بل إن بعضهم شبه قتله للفتيات الإسرائيليات بالأعمال الإجرامية التي يقترفها الجنود الصهاينة بحق الفلسطينيين.