الأردن و"داعش".. المملكة داخل حدود "الدولة"

17 يونيو 2014
مجلس عزاء ضحايا تفجيرات ضربت فنادق عمان عام 2005(أرشيف/Getty)
+ الخط -

وضع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، الأردن، على خريطة "دولته" الساعي إلى إقامتها في المستقبل، وذلك بعد ساعات من تحذيرات أطلقها وزير الداخلية الأردني، حسين المجالي، أمس الإثنين، من أثر تنامي "التطرف" في دول الجوار على بلاده.

الأردن الواقع بين سورية شمالاً والعراق شرقاً، بكل ما فيهما، حالياً، من فوضى وأحداث دامية، شكل بيئة حاضنة للتنظيمات الإسلامية المتطرفة، ويفهم معنى الخطر الذي ينتظره مستقبلاً، ويزيد في فهمه لهذا الخطر أن حوالى ألفي أردني غادروه ليلتحقوا بتلك التنظيمات في سورية، وبدأ بعضهم بالعودة بعدما احترفوا العنف واستخدام السلاح، كما قد يحمل المستقبل القريب مغادرة آخرين إلى العراق.

وقد ألمح المجالي، خلال جلسة استماع أمام البرلمان، حول استعدادات الأردن للتعامل مع الأحداث التي يشهدها العراق، إلى أن شمال الأردن المحاذي لسورية، بات "بيئة مناسبة لتنامي التطرف"، داعياً المجتمع بكل أطيافه إلى "محاربة التطرف بكل الوسائل الممكنة حتى لا تجد الدولة نفسها مضطرة في المستقبل لمحاربته بقوة السلاح، وقتها يكون الفشل".

بعد ساعات من تلك التصريحات المعتادة من "الجنرال" المجالي، والتي حملت في ثناياها مخاوف أكبر من سابقاتها، تحدث أحد أعضاء "داعش" من فرع التنظيم في الأردن، المدعو أبو محمد البكري، ونقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية عزم التنظيم على "تحويل المملكة إلى معسكر لتجنيد المقاتلين، وإرسال الأسلحة إلى العاملين في البلدان المجاورة"، كاشفاً للوكالة عن "إنشاء فرع في الأردن لهذا الغرض".

وجعل البكري من فرع "داعش" في الأردن، "مركزاً للخدمات اللوجستية"، مؤكداً أن التنظيم لا يعتزم شن هجمات على المملكة نفسها في الوقت الراهن، لكن المستقبل له حساباته سواء بالوسائل العسكرية أو غير العسكرية، على حد تعبيره.

قد لا يكون الإعلان "الجيو ـ سياسي" للتنظيم مفاجئاً لعمّان التي تجهد منذ سنوات في تحصين نفسها من خطر "الإرهاب" الذي ضربها عام 2005، عندما نفذ تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" سلسلة تفجيرات فنادق في العاصمة الأردنية. وكانت السلطات الأردنية قد أصدرت، في أبريل/ نيسان الماضي، "قانون الإرهاب"، الذي شدد العقوبة على "الإرهابيين"، بعدما توسع في تعريف الإرهاب، شاملاً فيه قطاعات واسعة من الجرائم.

وزيادة في تحصين نفسه، وضع "فيتو" غير معلن على عودة الأردنيين المنتمين إلى التيارات الاسلامية المتشددة، من الذين غادروا إلى سورية للمشاركة في القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

المخاوف الرسمية يراها التيار السلفي الجهادي غير مبررة، ويضعها أحياناً في سياق رغبة الدولة في مزيد من التضييق عليه وعلى الشعب، تحت ذريعة "محاربة الإرهاب"، إذ يستبعد التيار أن يكون الأردن على قائمة الاستهداف من قبل "داعش"، أو أن يكون جزءاً من دولتهم المرجوة.

يواجه الأردن الأوضاع الساخنة مطبقاً المثل الشعبي القائل: "المقروص يخاف من جرة الحبل"، فتراه عصبياً في مواجهة أي خطر افتراضي، فيما يردّ منتقدو الخوف الأردني المفرط من خطر "الإرهاب"، بمثل آخر يقول "اللي بيخاف من العفريت بيطلع له".

المساهمون