تمر العلاقات الأردنية القطرية في أفضل فتراتها، وربما في الانتظار علاقات أكثر متانة على المستويين السياسي والاقتصادي خلال الفترة المقبلة؛ هذا ما يمكن استخلاصه من الحضور رفيع المستوى في حفل السفارة القطرية بـ"اليوم الوطني" في العاصمة الأردنية عمان، الليلة الماضية، فكان الاحتفال رسالة سياسية حول العلاقات بين البلدين، ورهانات المستقبل.
وتجاوزت العلاقات الأردنية القطرية حواجز الصد والمنع الإقليمية، لتسير باتجاه تصاعدي، في فصل واضح عن أي علاقة مع أي دولة في الإقليم، وبالتحديد دول الخليج الأخرى؛ فالأردنيون يراهنون على قطر في حل جزء من الأزمة الاقتصادية التي تواجه البلاد، فيما قطر تراهن على دبلوماسيتها في الحفاظ على قيمتها ودورها الإقليمي.
وللمرة الأولى، يقف سفير قطري في العاصمة الأردنية، وهو الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني، منذ اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران 2017، ليستقبل المهنئين، بمناسبة اليوم الوطني الذي يوافق 18 ديسمبر/كانون الأول. وازدحم المكان بالمهنئين، من شتى الأطياف الرسمية والخاصة، وممثلي السفارات العربية والأجنبية، وشيوخ العشائر.
الحضور كان سياسيا بامتياز، إذ لم يكن الحفل بروتوكوليا بمناسبة وطنية فقط، بل كان ذا أبعاد رمزية تشي بملامح العلاقات الأردنية القطرية حاليا وفي المستقبل، تجسّدت في حديث المهنئين الذين عبّروا عن عمق العلاقة التي تربط البلدين، والتي لا تكون على حساب العلاقات مع دول أخرى.
وقالت النائبة ديما طهبوب، وهي من النواب الذين حضروا الحفل، لـ"العربي الجديد"، إن "العلاقات الأردنية تاريخياً مع قطر كانت قوية؛ حتى في أصعب الظروف لم تصل الى درجة القطيعة، ظلت العلاقات مع قطر مستمرة رغم الظروف الإقليمية، وكان هناك تعاون في ملف التوظيف والتبادل التجاري".
وأوضحت أن العلاقات الأردنية القطرية تشهد زخماً كبيراً خلال الفترة الأخيرة، وتزداد متانة رغم كل المستجدات على الساحة العربية والإقليمية، لافتة إلى توفير قطر ما يزيد عن 10 آلاف فرصة عمل، وانعكاس ذلك على العلاقات الثنائية.
وبعث العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، برقية تهنئة إلى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمناسبة احتفالات بلاده باليوم الوطني، وأعرب في البرقية، باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية وحكومتها، عن أحر التهاني بهذه المناسبة.
يشار إلى أن قرار عودة تبادل السفراء بين الأردن وقطر في يوليو/تموز الماضي، جاء بعد عامين على قرار عمّان خفض مستوى تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة في يونيو/حزيران 2017 على خلفية الأزمة الخليجية، وشكّل القرار خطوة مهمة في إطار انفكاك الأردن عن الضغط السعودي ـ الإماراتي الذي مورس عليها خلال السنتين الأخيرتين.
وخلال العامين الماضيين، لم تنقطع العلاقات بين البلدين، إلا أنه قبل عام، تحديداً منذ الإعلان عن المنحة القطرية للأردن، بدأ التقارب التدريجي حتى بلغ ذروته، مع إصدار الديوان الملكي، مرسوماً ملكياً بتسمية السفير زيد مفلح اللوزي سفيراً فوق العادة ومفوّضاً للأردن لدى دولة قطر. كما صدرت موافقة الحكومة الأردنية على قرار الحكومة القطرية تسمية الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني سفيراً فوق العادة ومفوضاً لها في عمّان.
ويعد اللوزي الذي شغل منصب الأمين العام لوزارة الخارجية الأردنية، بمثابة الرجل الثاني في الوزارة. وهو المسؤول الأكثر اطلاعاً وخبرة في إدارة الشأن الدبلوماسي الأردني. كما أن مرتبة سفير "فوق العادة" هي الأعلى في مراتب السفراء، وتمنح صاحبها إمكانات استثنائية لأداء مهامه.