بدأ الأردن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، لوضع حد لتزايد أعداد المتسولين في العاصمة عمّان بأعداد كبيرة.
الناطق الإعلامي لوزارة التنمية الاجتماعية الأردنية، د.فواز الرطروط، قال إنّ "الوزارة سلمت فرقها المسؤولة عن مكافحة التسول أجهزة لوحية "آيباد" لمواجهة تزايد أعداد المتسولين في البلاد".
وتظهر الأرقام الرسمية، أن الجهات الرسمية ضبطت في العاصمة عمان وحدها، منذ بداية العام الحالي3537 متسولاً، وهو ما نسبته 11 في المائة عن 3200 متسول، ضبطتهم الجهات الرسمية، العام الماضي، في جميع مناطق المملكة.
وأوضح الرطروط لـ"العربي الجديد" أن "فِرق وزارة التنمية الميدانية، سترسل تقارير إلكترونية آنية ومتزامنة لحظة ضبطهم أي متسول إلى مركز الوزارة الرئيس، ووحدة مكافحة التسول بمديرية الأمن العام، مركز تأهيل المتسولين في محافظة مادبا جنوب العاصمة عمان".
وتسعى وزارة التنمية من خلال اعتمادها هذه التكنولوجيا إلى تتبع الإجراءات القانونية المتخذة في حق المتسولين بعد ضبطهم، لسدّ ثغرات كبيرة تعاني منها جهود الجهات المعنية في هذا المضمار.
وشبهت مصادر وزارة التنمية جهود مكافحة التسول، بمن ينقل مياهاً "بغربال" (وهو أداة تشبه شبكة الصيد) وتابعت المصادر التي فضلت عدم الإشارة إليها، أنّ مراكز الشرطة تخلي سبيل المتسولين بالكفالة بعد ساعات من تسليمهم إليها دون أن يصار إلى تحويلهم إلى مركز التأهيل.
وفي وقت يحتاج إيداع المتسولين في مركز تأهيل إلى قرار قضائي، فإن المحاكم تقضي عادة بعدم مسؤولية المتهمين بالتسول أو تحكم عليهم بالحبس أسبوعاً أو أسبوعين، يستبدلها أصحابها بدفع غرامة مالية وفق قانون العقوبات الأردني.
وينص القانون، إنه إذ حكم على شخص بالحبس مدة تقل عن ثلاثة شهور يجوز للمحكمة استبدال تلك العقوبة بدفع غرامة مالية، مقدارها ديناران أردنيان (2.8 دولار أيمركي) عن كل يوم حبس.
وهو مبلغ يعد زهيداً إذ تقدر مصادر وزارة التنمية، أن حصيلة المتسول العادي في أقل أيامه نحو 60 دولاراً يومياً، بينما تبلغ حصيلة المتسول الأكثر خبرة نحو 680 دولاراً يومياً.
وتسعى وزارة التنمية، من خلال اعتمادها على التكنولوجيا الحديثة، إلى رسم خريطة إلكترونية مفصلة، تبين الأماكن والأوقات المفضلة لدى المتسولين، علاوة على زيادة التنسيق بين الجهات المعنية بهذه المجالات.
وسبق لوزارة التنمية، أنّ حصلت على فتوى من دائرة الإفتاء في الأردن، دعت فيها إلى عدم التصدق على المتسولين.
وتنص الفتوى، أنه "لا ينبغي تشجيع المتسولين؛ بالتصدق عليهم". وحثت "الدائرة" على نصح المتسولين ووعظهم، كي لا يأكلوا أموال الناس بالباطل، وأضافت أنّ المتسول "يأخذ أموال الناس بغير حق، وسيسأل عنها أمام الله عز وجلّ".
بينما أكدت غالبية الدراسات العلمية المتعلقة بالمتسولين في الأردن أنهم مقتدرون، وليسوا بحاجة إلى المال، لكنهم اتخذوا التسول مهنةً، كَسْبُها سريع وسهل.
فيما سبق لوزارة التنمية أن أعلنت أكثر من مرّة أنها ضبطت متسولين يملكون شققاً طابقية فخمة، وأراضيَّ في مناطق راقية في العاصمة عمّان، إلى جانب حيازة سيارات فارهة ومبالغ مالية كبيرة.
اقرأ أيضاً: عراقيون منسيون يسكنون مكبات النفايات