داخل مجلسه الخاص في قصر البحر بالعاصمة الإماراتية، استقبل ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، شيخ الأزهر أحمد الطيب نهاية يوليو/تموز الماضي، على هامش زيارته العاصمة الإماراتية لترؤس اجتماع مجلس حكماء المسلمين الذي يعد "هيئة دينية إماراتية" كما يصفه أستاذ المنهجية والأخلاق الدكتور معتز الخطيب.
انتهى لقاء بن زايد والطيب "بقبلة على رأس شيخ الأزهر، الذي أشاد بجهود دولة الإمارات ودورها في دعم قضايا الإسلام والمسلمين"، وفقا لما جاء في بيان رسمي صادر عن وكالة أنباء الإمارات "وام".
وتعد لقاءات شيخ الأزهر وولي عهد أبوظبي جزءا من ظاهرة اتسع نطاقها، وشملت قيادات أهم مؤسسة دينية مصرية، وفقا لما يوثقه التحقيق، إذ اعتادت قيادات مشيخة الجامع الأزهر على ضيافة مسؤولي الإمارات الذين ينفقون أموالا كثيرة، بعضها على مشروعات الأزهر ومنها ما يصل إلى جيوب القيادات، "الذين تقدم نخبة مختارة منهم دروساً دينية في مناسبات مختلفة ويحصلون في مقابلها على مكافآت مالية" حسبما يقول جاد الرب أمين، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بجامعة الأزهر والذي سبق له السفر إلى الإمارات منذ ثلاث سنوات في شهر رمضان برفقة الدكتور محمد مهني مستشار شيخ الأزهر، ضمن وفد يضم 15 من قيادات الأزهر شكلوا السواد الأعظم من بين 39 عالماً هم قوام برنامج "علماء الدين من ضيوف رئيس الإمارات"، مضيفا لـ"العربي الجديد" "الإمارات تتكفل بسفرنا، تقديراً لمشيخة الأزهر".
اقــرأ أيضاً
الأزهر يروج للإمارات عالمياً
انعكست العلاقة المتنامية بين مشيخة الأزهر والإمارات، عبر تمويل أبوظبي لإرسال وفود أزهرية دورية إلى العواصم الأوروبية ضمن مشروع يسمى "قوافل السلام"، أطلقه "مجلس حكماء المسلمين"، بدءا من شهر رمضان من عام 2015 الذي شهد انطلاق الوفود إلى 14 عاصمة أوروبية بحسب الموقع الرسمي لمجلس حكماء المسلمين.
غير أن عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتور عبد المنعم فؤاد، وأحد المتحدثين باسم المشيخة، يعتبر أن هذا الدور يأتي انطلاقا من كون الأزهر مؤسسة عالمية لا ينحصر دورها داخل مصر، قائلا "المشيخة تتعامل مع التبرعات المالية من دولة الإمارات وهذه الوفود وغيرها من العلاقات المتنامية باعتبارها تقديراً لدور المشيخة ورسالتها، خصوصاً مع تطابق رؤية الإمارات والأزهر للإسلام".
يخالفه في ذلك سلام الكواكبي نائب مدير مبادرة الإصلاح العربي (مؤسسة بحثية)، الذي يرى أن تمويل المؤسسات الدينية مثل مشيخة الأزهر أدى إلى تراجع مواقفها الإصلاحية مقابل تطرفها في دعم أنظمة بعينها، أي أن هناك معادلة قائمة لصالح الأنظمة غير الديمقراطية غالباً، فيما تظل رسالة الدين الأخلاقية الخاسر الأكبر، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن التمويل يكون غالباً مرتبطاً بأجندات سياسية، أو أيديولوجية، أو تحشيدية، والعلاقة بين السلطات السياسية والمؤسسات الدينية متجذّرة في الثقافة وفي الممارسة العربية الإسلامية لدرجة الإيمان بأن الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة يجب أن تترافق مع الدعوة إلى رفع يد الدولة عن الدين.
مواجهة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يضم مجلس حكماء المسلمين في هيئته التأسيسية ثلاثة أعضاء من الأزهر، من بين 14 عضواً يقودهم الشيخ الطيب رئيس المجلس، والدكتور محمود زقزوق، والشيخ حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، وبرر السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة تشكيل المجلس "الذي تم تأسيسه ودعمه من قبل القادة الإماراتيين بهدف تحديث طريقة تدريس الإسلام في المدارس، وتطوير برامج تدريب جديدة للأئمة، وتحديث التفاسير القرآنية" وفقا لما قاله في جلسةٍ عُقدت في جامعة الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول 2015، لكن الأكاديمي في جامعة حمد بن خليفة معتز الخطيب، يرى أن الإمارات تهدف من خلال تأسيس مجلس الحكماء إلى تقويض اتحاد علماء المسلمين الذي دعم الربيع العربي الذي يخالف مصالحها، الأمر الذي جعل أبوظبي تستعين بالشيخ عبدالله بن بيه النائب السابق للشيخ يوسف للقرضاوي والطيب مؤسس الاتحاد، في محاولة لخلق كيان بديل للاتحاد ومنافس له تتحكم به الإمارات" كما يقول.
جائزتان للطيب
جمعت خمسة لقاءات بين الطيب الذي سبق له العمل في جامعة الإمارات (حكومية) ومحمد بن زايد، ففي إبريل/نيسان 2013 هنأ ولي عهد أبوظبي والرجل القوي في الإمارات الشيخ الطيب بمناسبة اختياره شخصية العام الثقافية التي أعلنت عنها جائزة "الشيخ زايد للكتاب" في دورتها السابعة ونال بموجبها مليون درهم إماراتي (272 ألف دولار)، وفقا لبيان صادر عن وكالة أنباء الإمارات، وسرعان ما نال الطيب مليون درهم أخرى عقب تلك الجائزة، إذ فاز في يوليو/تموز من العام التالي بجائزة شخصية العام الإسلامية عبر جائزة دبي للقرآن الكريم.
وتناول اللقاء الثاني بين الطيب وبن زايد، "العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات في المجال الديني" في سبتمبر/أيلول 2014، حسب بيان بثته "وام"، وكان اللقاء الثالث في 13 فبراير/شباط 2015 خلال رئاسة الطيب للاجتماع الثالث لمجلس حكماء المسلمين لبحث التطورات الجارية في المنطقة العربية، حسب ما جاء في "وام"، وتضمن اللقاء الرابع زيارة بن زايد لشيخ الأزهر في مقر إقامته بالعاصمة الإماراتية خلال رئاسته جلسات الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وفقا لبيان صادر عن مشيخة الأزهر، بينما تضمن اللقاء الخامس مناقشة القضية الفلسطينية في 31 يوليو/تموز 2017، حسب "وام".
الإغداق المالي وفقاً للاعتبارات السياسية
عبر تتبع ستة تقارير صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، والبيانات الصادرة عن مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية (تأسست بمرسوم أميري في 1992)، توصل معد التحقيق إلى أن المساعدات الإماراتية لدعم الأزهر كانت مقتصرة قبل ثورة 25 يناير على 25 مليون درهم (6.81 ملايين دولار)، فيما توقف الدعم الفعلي طوال العام الذي قضاه الرئيس المعزول محمد مرسي في الحكم، باستثناء مذكرة تفاهم لم تفعّل وقت حكمه.
وظهرت نتيجة الدعم المتوسع في ما بعد 30 يونيو/حزيران 2013، إذ شارك وفد رفيع من الأزهر برئاسة الشيخ الطيب في مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة؟" المنعقد في عاصمة إقليم الشيشان غروزني، والذي نظمته مؤسسة "طابة"، التي دشنها في أبوظبي، الحبيب علي الجفري، والذي بدأت علاقته بالإمارات منذ مارس/آذار من عام 2003 وفقا لما جاء في الموقع الرسمي له، "وهو ما يدخل ضمن سياق سعي دولة الإمارات إلى لعب دور إقليمي من خلال وسائل متعددة، منها ما يتم عبر الدين من خلال الاستثمار في مؤسسة الأزهر لدعم المواقف السياسية الإماراتية، الأمر الذي بدا جليا في بيان الأزهر في يونيو/حزيران الماضي الداعم لحصار قطر من قبل الإمارات والسعودية ومصر والبحرين"، كما يقول الدكتور الخطيب والذي يرى بيان الأزهر "سياسيا لا علاقة له بالجانب الفقهي ولا الديني عامة، وناتج عن علاقة مصلحية معقدة بين الطرفين".
ويبدو تأثير تماهي المؤسسة الدينية الرسمية المصرية والمصالح المصرية الإماراتية فيما قاله مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في بيان صحافي نشره على موقعه نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، إذ ذكر في بيان صحافي "إن المؤشرات الدالة على تنامي السخط الدولي تجاه قطر وجماعة الإخوان في تزايد مستمر، مستندا إلى مؤتمر نظمه معهد هدسون المعروف بميوله الصهيونية في التوقيت ذاته بعنوان "مواجهة التطرف العنيف: قطر وإيران والإخوان".
ويتطابق ما حدث مع الأزهر والمؤسسة الدينية، مع ما قامت به شركات اللوبي الممثلة للمصالح الإماراتية في واشطن، كما يقول محمد المنشاوي الصحافي المتخصص في الشؤون الأميركية، موضحا أن الإنفاق السخي على الأزهر يشبه ما تم مع مراكز أبحاث وتمويل باحثين يخدمون هدف الإمارات وتوجهاتها"، قائلا "العلاقة أساسها معادلة بسيطة أدفع لك وتقول ما أريد، هذا مع توافر الإطار الأيديولوجي الذي يجمع الطرفين".
انتهى لقاء بن زايد والطيب "بقبلة على رأس شيخ الأزهر، الذي أشاد بجهود دولة الإمارات ودورها في دعم قضايا الإسلام والمسلمين"، وفقا لما جاء في بيان رسمي صادر عن وكالة أنباء الإمارات "وام".
وتعد لقاءات شيخ الأزهر وولي عهد أبوظبي جزءا من ظاهرة اتسع نطاقها، وشملت قيادات أهم مؤسسة دينية مصرية، وفقا لما يوثقه التحقيق، إذ اعتادت قيادات مشيخة الجامع الأزهر على ضيافة مسؤولي الإمارات الذين ينفقون أموالا كثيرة، بعضها على مشروعات الأزهر ومنها ما يصل إلى جيوب القيادات، "الذين تقدم نخبة مختارة منهم دروساً دينية في مناسبات مختلفة ويحصلون في مقابلها على مكافآت مالية" حسبما يقول جاد الرب أمين، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بجامعة الأزهر والذي سبق له السفر إلى الإمارات منذ ثلاث سنوات في شهر رمضان برفقة الدكتور محمد مهني مستشار شيخ الأزهر، ضمن وفد يضم 15 من قيادات الأزهر شكلوا السواد الأعظم من بين 39 عالماً هم قوام برنامج "علماء الدين من ضيوف رئيس الإمارات"، مضيفا لـ"العربي الجديد" "الإمارات تتكفل بسفرنا، تقديراً لمشيخة الأزهر".
الأزهر يروج للإمارات عالمياً
انعكست العلاقة المتنامية بين مشيخة الأزهر والإمارات، عبر تمويل أبوظبي لإرسال وفود أزهرية دورية إلى العواصم الأوروبية ضمن مشروع يسمى "قوافل السلام"، أطلقه "مجلس حكماء المسلمين"، بدءا من شهر رمضان من عام 2015 الذي شهد انطلاق الوفود إلى 14 عاصمة أوروبية بحسب الموقع الرسمي لمجلس حكماء المسلمين.
غير أن عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتور عبد المنعم فؤاد، وأحد المتحدثين باسم المشيخة، يعتبر أن هذا الدور يأتي انطلاقا من كون الأزهر مؤسسة عالمية لا ينحصر دورها داخل مصر، قائلا "المشيخة تتعامل مع التبرعات المالية من دولة الإمارات وهذه الوفود وغيرها من العلاقات المتنامية باعتبارها تقديراً لدور المشيخة ورسالتها، خصوصاً مع تطابق رؤية الإمارات والأزهر للإسلام".
يخالفه في ذلك سلام الكواكبي نائب مدير مبادرة الإصلاح العربي (مؤسسة بحثية)، الذي يرى أن تمويل المؤسسات الدينية مثل مشيخة الأزهر أدى إلى تراجع مواقفها الإصلاحية مقابل تطرفها في دعم أنظمة بعينها، أي أن هناك معادلة قائمة لصالح الأنظمة غير الديمقراطية غالباً، فيما تظل رسالة الدين الأخلاقية الخاسر الأكبر، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن التمويل يكون غالباً مرتبطاً بأجندات سياسية، أو أيديولوجية، أو تحشيدية، والعلاقة بين السلطات السياسية والمؤسسات الدينية متجذّرة في الثقافة وفي الممارسة العربية الإسلامية لدرجة الإيمان بأن الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة يجب أن تترافق مع الدعوة إلى رفع يد الدولة عن الدين.
مواجهة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يضم مجلس حكماء المسلمين في هيئته التأسيسية ثلاثة أعضاء من الأزهر، من بين 14 عضواً يقودهم الشيخ الطيب رئيس المجلس، والدكتور محمود زقزوق، والشيخ حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، وبرر السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة تشكيل المجلس "الذي تم تأسيسه ودعمه من قبل القادة الإماراتيين بهدف تحديث طريقة تدريس الإسلام في المدارس، وتطوير برامج تدريب جديدة للأئمة، وتحديث التفاسير القرآنية" وفقا لما قاله في جلسةٍ عُقدت في جامعة الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول 2015، لكن الأكاديمي في جامعة حمد بن خليفة معتز الخطيب، يرى أن الإمارات تهدف من خلال تأسيس مجلس الحكماء إلى تقويض اتحاد علماء المسلمين الذي دعم الربيع العربي الذي يخالف مصالحها، الأمر الذي جعل أبوظبي تستعين بالشيخ عبدالله بن بيه النائب السابق للشيخ يوسف للقرضاوي والطيب مؤسس الاتحاد، في محاولة لخلق كيان بديل للاتحاد ومنافس له تتحكم به الإمارات" كما يقول.
جائزتان للطيب
جمعت خمسة لقاءات بين الطيب الذي سبق له العمل في جامعة الإمارات (حكومية) ومحمد بن زايد، ففي إبريل/نيسان 2013 هنأ ولي عهد أبوظبي والرجل القوي في الإمارات الشيخ الطيب بمناسبة اختياره شخصية العام الثقافية التي أعلنت عنها جائزة "الشيخ زايد للكتاب" في دورتها السابعة ونال بموجبها مليون درهم إماراتي (272 ألف دولار)، وفقا لبيان صادر عن وكالة أنباء الإمارات، وسرعان ما نال الطيب مليون درهم أخرى عقب تلك الجائزة، إذ فاز في يوليو/تموز من العام التالي بجائزة شخصية العام الإسلامية عبر جائزة دبي للقرآن الكريم.
وتناول اللقاء الثاني بين الطيب وبن زايد، "العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات في المجال الديني" في سبتمبر/أيلول 2014، حسب بيان بثته "وام"، وكان اللقاء الثالث في 13 فبراير/شباط 2015 خلال رئاسة الطيب للاجتماع الثالث لمجلس حكماء المسلمين لبحث التطورات الجارية في المنطقة العربية، حسب ما جاء في "وام"، وتضمن اللقاء الرابع زيارة بن زايد لشيخ الأزهر في مقر إقامته بالعاصمة الإماراتية خلال رئاسته جلسات الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وفقا لبيان صادر عن مشيخة الأزهر، بينما تضمن اللقاء الخامس مناقشة القضية الفلسطينية في 31 يوليو/تموز 2017، حسب "وام".
الإغداق المالي وفقاً للاعتبارات السياسية
عبر تتبع ستة تقارير صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، والبيانات الصادرة عن مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية (تأسست بمرسوم أميري في 1992)، توصل معد التحقيق إلى أن المساعدات الإماراتية لدعم الأزهر كانت مقتصرة قبل ثورة 25 يناير على 25 مليون درهم (6.81 ملايين دولار)، فيما توقف الدعم الفعلي طوال العام الذي قضاه الرئيس المعزول محمد مرسي في الحكم، باستثناء مذكرة تفاهم لم تفعّل وقت حكمه.
وظهرت نتيجة الدعم المتوسع في ما بعد 30 يونيو/حزيران 2013، إذ شارك وفد رفيع من الأزهر برئاسة الشيخ الطيب في مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة؟" المنعقد في عاصمة إقليم الشيشان غروزني، والذي نظمته مؤسسة "طابة"، التي دشنها في أبوظبي، الحبيب علي الجفري، والذي بدأت علاقته بالإمارات منذ مارس/آذار من عام 2003 وفقا لما جاء في الموقع الرسمي له، "وهو ما يدخل ضمن سياق سعي دولة الإمارات إلى لعب دور إقليمي من خلال وسائل متعددة، منها ما يتم عبر الدين من خلال الاستثمار في مؤسسة الأزهر لدعم المواقف السياسية الإماراتية، الأمر الذي بدا جليا في بيان الأزهر في يونيو/حزيران الماضي الداعم لحصار قطر من قبل الإمارات والسعودية ومصر والبحرين"، كما يقول الدكتور الخطيب والذي يرى بيان الأزهر "سياسيا لا علاقة له بالجانب الفقهي ولا الديني عامة، وناتج عن علاقة مصلحية معقدة بين الطرفين".
ويبدو تأثير تماهي المؤسسة الدينية الرسمية المصرية والمصالح المصرية الإماراتية فيما قاله مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في بيان صحافي نشره على موقعه نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، إذ ذكر في بيان صحافي "إن المؤشرات الدالة على تنامي السخط الدولي تجاه قطر وجماعة الإخوان في تزايد مستمر، مستندا إلى مؤتمر نظمه معهد هدسون المعروف بميوله الصهيونية في التوقيت ذاته بعنوان "مواجهة التطرف العنيف: قطر وإيران والإخوان".
ويتطابق ما حدث مع الأزهر والمؤسسة الدينية، مع ما قامت به شركات اللوبي الممثلة للمصالح الإماراتية في واشطن، كما يقول محمد المنشاوي الصحافي المتخصص في الشؤون الأميركية، موضحا أن الإنفاق السخي على الأزهر يشبه ما تم مع مراكز أبحاث وتمويل باحثين يخدمون هدف الإمارات وتوجهاتها"، قائلا "العلاقة أساسها معادلة بسيطة أدفع لك وتقول ما أريد، هذا مع توافر الإطار الأيديولوجي الذي يجمع الطرفين".