الأسئلة التي لا تنتهي في العلاقات العربية - الأميركية

شهد اليوم الأخير من مؤتمر "العرب والولايات المتحدة"، الذي عقده "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، اليوم الإثنين، نقاشاً بين الباحثين تناول أبعاد هذه العلاقة. واتسم هذا النقاش باختلاف وجهات النظر حول تأثير القوى الإقليمية والدولية في المنطقة، وتداخل وتناقض تأثير هذه القوى مع الحضور الأميركي في العالم العربي.

وطُرحت وجهات نظر مختلفة حول العلاقة الإيرانية ــ الأميركية، وإمكانية قيام تعاون أو تحالف بينهما وتأثير ذلك على المنطقة، وعلى دول الخليج خصوصاً. كما شغلت قضية فلسطين وما يحصل في العراق اليوم، والموقف الأميركي منهما، حيزاً كبير من الحوار والجدال.

وإن كان قد حصل شبه اتفاق بين المجتمعين حول تقييمهم للموقف الأميركي الضعيف والمرتبك بما لا يتناسب مع قوة الولايات المتحدة، فإنهم قد اختلفوا على سبل إصلاح هذه العلاقة وتكييفها لمصلحة الشعوب العربية.

وكانت جلسات اليوم الأخير قد ناقشت القضايا الإشكالية في العلاقات العربية - الأميركية: فلسطين والعراق، إذ قدّم الباحث مروان بشارة، ورقة حول موقع فلسطين في السياسة الخارجية الأميركية، لاحظ فيها استمرار السياسة الأميركية على حالها من أيام الرئيس ويلسون 1914 إلى باراك أوباما 2014، من ناحية عدم اعتراف واشنطن بفلسطين بوصفها دولة.

كما تحدث في الجلسة أسامة أبو ارشيد من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عن "واقع التسوية وآفاقها في ظل إدارة أوباما"، وأشار فيها إلى أن أوباما انتقد إدارة سلفه جورج بوش بسبب التلكؤ بملف التسوية، لكن إدارته لم تستطع تحقيق أي إنجاز في هذا الإطار، وبقيت مواقف أوباما ضبابية.

أما هيفاء زنكة، فقد تمحورت ورقتها حول استخدامات القوة الناعمة بعد الانسحاب العسكري الأميركي من العراق، بينما تحدث مازن الرمضاني، من جامعة النهرين، عن مستقبل السياسة الأميركية تجاه العراق. 

وبحث المؤتمر علاقات الولايات المتحدة مع القوى الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الدول العربية، إذ لم تعد الولايات المتحدة اللاعب الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، بل عادت روسيا إليها، وباتت قادرة على تحدي النفوذ الأميركي، وسورية نموذج على ذلك، بحسب تعبير جون باركر من "مركز وودرو ويلسون".

بدوره، تناول حميد دباشي من جامعة كولومبيا، أثر التقارب الأميركي ــ الإيراني على العالم والعرب، على ضوء تزايُد قوة إيران في المنطقة، وانطلاقاً من إدراك الإدارة الأميركية لذلك، مع طرحه احتمال "أن تصل إلى تفاهمات مع إيران". ولم يستبعد الباحث السعودي عمر الزبيدي، رئيس مركز "سيرس استراتيجيا" في باريس، قيام تحالف حقيقي بين إيران وأميركا في المستقبل المتوسط زمنياً.