كان يوم أمس الجمعة، يوما داميا لأطفال اليمن، حيث توفي ما لا يقل عن عشرة أطفال وأصيب آخرون، في أربعة تفجيرات انتحارية متزامنة أثناء صلاة الجمعة، هزت مسجدي الحشوش وبدر في حيي الجراف والصافية، جنوبي العاصمة وشماليها.
وأكدت المصادر سقوط عدد من الأطفال كانوا في المسجدين، حيث يحرص كثير من اليمنيين على اصطحاب صغارهم لصلاة الجمعة.
وقال محمد عبد الولي، أحد المصلين والناجين من العملية، إنه شاهد عدداً من الأطفال كانوا توفوا بعد إصابتهم بشظايا في أماكن مختلفة من أجسادهم. مشيرا إلى أن أصوات البكاء تعالت بعد الانفجار مباشرة، إما بسبب جراحهم أو فزعهم من صوت وضغط الانفجار. مؤكدا لـ "العربي الجديد" أنه تم نقل الجرحى إلى مستشفيات مختلفة، منها مستشفى الثورة والشرطة والعسكري والمؤيد وغيرها من المستشفيات.
وتبادل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي اليمنيون عدة صور، لأطفال داخل المسجدين قتلى أو مصابين أو مصدومين. وعبّر حقوقيون عن إدانتهم للأطراف السياسية والدينية المتطرفة، واتهموها باستمرار تعريض الأطفال للعنف والموت في صراعاتها المسلحة. كما استنكروا مواصلة استقطاب الأطفال مذهبيا وسياسيا، مما يعرض حياتهم للفناء.
الأطفال ضحايا
وليست هي المرة الأولى التي يسقط فيها أطفال جراء عمليات انتحارية في اليمن، حيث قتل عشرات الأطفال بشكل جماعي في هجمات مشابهة منذ نهاية العام الماضي، كان أولها تفجير انتحاري في تجمع تابع لأنصار الله (الحوثيين) في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، بينما استهدف تفجير آخر حافلة طلاب مدرسة، عند توقفها في نقطة تفتيش تتبع المسلحين الحوثيين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وكان التفجير الأخير أثناء فعالية ذكرى المولد النبوي بمدينة إب في نفس الشهر.
وكانت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة (اليونيسف) في وقت سابق، قد ناشدت الأطراف المتصارعة في اليمن، الامتناع عن استهداف المناطق السكنية والمدارس والمستشفيات والأماكن التي يوجد فيها أطفال، وضمان حمايتهم بحسب متطلبات القانون الإنساني الدولي.
وأكدت أن شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي 2014 على وجه الخصوص، كان الشهر الأكثر فتكاً بالأطفال في اليمن، حيث شهد مقتل وتشويه 83 طفلاً في صراعات مسلحة.
وأوضحت المنظمة أن هذا الرقم يمثل ثلاثة أضعاف عدد الضحايا من الأطفال المسجلين في ديسمبر 2013، والبالغ عددهم 31 طفلاً يمنياً.
ولفتت إلى أن الاستهداف العشوائي والمتعمد ضد المدنيين، بمن فيهم الأطفال، يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، مطالباً الأطراف اليمنية بضرورة حماية الأطفال وإبعادهم عن الصراعات والحروب.
اقرأ أيضاً:
اليمن: أطفال شرّدهم الصراع.. يحلمون بالمدرسة