أعلن الأكراد في سورية، اليوم الخميس، النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، رفضها الاعتراف بمناطق للحكم الذاتي داخل سورية.
وأقرَ المشاركون في الاجتماع المنعقد في بلدة رميلان الحدودية في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، "وثيقة النظام الاتحادي الديمقراطي لإقليم شمال سوريا" بعد إجراء التعديلات على مسودة الوثيقة التي اقترحت من المجتمعين، يوم أمس، والتي عرضت مسودتها للتصويت في الاجتماع بعد إجراء تعديلات عليها.
وأكد سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب "الاتحاد الديمقراطي" لوكالة "فرانس برس" أنه "تم إقرار النظام الفيدرالي في روج آفا - شمال سورية، مشيراً إلى أنه "تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك".
وقال الدار خليل، عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي الكردية: "نبارك مشروع النظام الفيدرالي روج آفا - شمال سورية".
وقبيل الإعلان، برزت مجموعة من الخلافات حول مسودة وثيقة "النظام الاتحادي الديمقراطي لإقليم شمال سورية"، الأمر الذي تسبب في تأجيل الإعلان إلى اليوم.
وعلم "العربي الجديد"، من مصادر داخل اجتماع مكونات "الإدارة الذاتية"، أن اليوم الأول من الاجتماع، الذي يحضره نحو 200 ممثل عن الأحزاب والجمعيات والمنظمات المنضوية ضمن "الإدارة الذاتية"، انتهى بالاتفاق على تشكيل لجنة مكونة من 9 أعضاء من الحاضرين، تعمل على إجراء تعديلات على مسودة وثيقة "النظام الاتحادي الديمقراطي لإقليم شمال سورية"، وإضافة البنود التي تم الاتفاق عليها في اجتماع أمس الأربعاء.
اقرأ أيضاً: "فيدرالية شمال سورية"... مناورة كردية أو بداية تقسيم؟
ولفتت المصادر إلى أن الخلاف الأبرز كان حول مصطلح "حكومة اتحادية" الذي تضمنته المسودة، حيث اعتبر بعض الحاضرين أنه يشير إلى وجود نية للاستقلال عن سورية والانفصال عنها مستقبلاً، وطلبوا ضمانات بأن لا تحتوي وثيقة النظام على ما يسهل هذا الانفصال مستقبلاً.
ولفتت المصادر ذاتها، من مجلس سورية الديمقراطية، الذي تشكل الإدارة الذاتية أحد مكوناته، ويرأسه المعارض السوري هيثم مناع، إلى أن "الإدارة الذاتية" طلبت من المجلس أن يقوم هو بإعلان "الحكومة الاتحادية" في مناطق سيطرتها، وأن يطرح "مجلس سورية الديمقراطية" هذا النموذج على السوريين كشكل لسورية المستقبل، بحيث تصبح الدولة الاتحادية الفيدرالية مكونة من أقاليم، أحدها إقليم "شمال سورية"، الذي تسيطر عليه "الإدارة الذاتية" الكردية، والتي يهيمن عليها، فعلياً، حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، بزعامة صالح مسلم، لكن "مجلس سورية الديمقراطية" رفض أن يعلن ذلك، ورفض تبني المشروع، فقررت الإدارة أن تقوم بالإعلان بعيداً عن "مجلس سورية الديمقراطية" وبشكل منفرد، وبغض النظر عن رفضه.
رفض أميركي
وسارعت وزارة الخارجية الأميركية، إلى إعلان رفضها الاعتراف بمناطق للحكم الذاتي داخل سورية، بحسب وكالة "رويترز".
وقال المتحدث باسم الوزارة، جون كيربي "لا نؤيد قيام مناطق ذات حكم ذاتي أو شبه مستقلة داخل سورية".
وتابع: "ما نريده هو سورية موحدة بكاملها بها حكومة لا يقودها بشار الأسد تستجيب لتطلعات الشعب السوري. سورية كاملة موحدة غير طائفية.. هذا هو الهدف"، موضحاً أن "دولاً أخرى تؤيد، أيضاً، هذا الهدف".
وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، قد قال، مساء يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة لن تعترف بمنطقة ذات حكم ذاتي للأكراد في سورية، مشيراً إلى أن واشنطن تؤيد وحدة أراضي سورية.
وقال تونر، في حديث لوكالة "سبوتنيك": "لن نعترف بأي "حكم ذاتي" أو بمنطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي. نحن ما زلنا ملتزمين بوحدة وسلامة أراضي سورية"، مضيفاً أن "قضية الأكراد السوريين يجب أن تثار من مواطني البلاد خلال المرحلة السياسية الانتقالية".
اقرأ أيضاً: مؤتمر "الرميلان" لأكراد سورية: الانتقال من "الكانتونات" إلى الفيدرالية