الأمطار تنعش الموسم الزراعي في غزة

06 ديسمبر 2015
محاصيل زراعية وفيرة في غزة (فرانس برس)
+ الخط -


يستبشر المزارع الفلسطيني أحمد عزيز، خيراً بموسم زراعي مميز مع بدء موسم هطول الأمطار ليعوض من خلاله الخسائر المالية التي تكبدها بفصل الصيف جراء الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وتضرر الكثير من المحاصيل بالحشرات والآفات الزراعية.

ويقول عزيز لـ"العربي الجديد" إن المزارعين في قطاع غزة استبشروا خيراً بكميات الأمطار التي هطلت والتي ستؤثر بشكل إيجابي على المحاصيل الزراعية في فصل الشتاء وستعمل على تخفيف النفقات المالية المرتبطة بالري.

ويوضح المزارع أن غالبية الأراضي لم تعتمد على مياه الآبار في عملية ري الأراضي والمحاصيل الزراعية بدءاً من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي جراء هطول الأمطار واعتماد المزارعين على هذه المياه في عملية الري لتخفيف النفقات.

ويضيف أن "الأمطار التي سقطت تخفف من ملوحة التربة وترفع منسوب المياه الجوفية في أراضي القطاع وتفيد مزارعي الحمضيات كون هذه الأجواء تمنع الحشرات التي تصيب تلك الأشجار وتوفر على المزارعين رش المبيدات الحشرية".

ويوضح أن استمرار تساقط الأمطار بكميات كبيرة سيعمل على تخفيف النفقات المالية على المزارعين وسيؤدي إلى انخفاض التكلفة الإجمالية للمحاصيل الزراعية كالحمضيات والخضروات في فصل الشتاء وانعكاسه إيجاباً على المواطنين.

ويؤكد عزيز أن الأراضي الزراعية تضررت بشكل كبير بفعل ارتفاع درجات الحرارة بشكل أعلى من مستوياتها السنوية في فصل الصيف الأمر الذي أدى لتعرض بعض الأراضي للجفاف في ظل عدم قدرة المزارعين على الاعتماد على الآبار في عملية الري.

أما المزارع أحمد قاسم، فيؤكد لـ"العربي الجديد" على أن الكميات التي سقطت منذ بداية فصل الخريف تترك انطباعاً إيجابياً عن موسم شتاء سيكون أفضل حالاً وسيعوض المزارعين عن الخسائر التي لحقت بهم في فصل الصيف بفعل ارتفاع درجات الحرارة.

ويوضح قاسم أن حجم الأمطار التي هطلت منذ مطلع الشهر الماضي دفعت الكثيرين من المزارعين لإيقاف الاعتماد على مياه الآبار وتخفيف حجم النفقات وهو ما سينعكس إيجاباً على أسعار المحاصيل الزراعية خلال الأسابيع المقبلة.

اقرأ أيضاً: زراعة غزة تتحدى حصار الاحتلال

ويشير المزارع الغزي، إلى أن المزارعين في غزة يتكبدون تكاليف مالية ضخمة في عملية ري أراضيهم الزراعية في فصل الصيف بالإضافة للاعتماد على المبيدات الحشرية التي تظهر بشكل كبير جراء ارتفاع درجات الحرارة.

بدوره، يقول مدير عام الإرشاد والتنمية في وزارة الزارعة، نزار الوحيدي، إن كمية الأمطار التي هطلت بلغ مجموع أيامها حتى اللحظة سبعة أيام كاملة وتجاوزت 25% من معدل الأمطار التي تهطل سنوياً في ذات التوقيت من كل عام.

ويلفت الوحيدي في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن نسبة الأمطار التي هطلت على القطاع في فصل الخريف لهذا العام تميزت بالتنوع وتغطيتها لمختلف المناطق الزراعية وستعمل على زيادة في كمية المحاصيل الزراعية المنتجة وانخفاض أسعارها للمستهلك.

ويشدد المسؤول الحكومي على أن هطول الأمطار بكميات وفيرة سيخفف من حجم التكاليف المالية التي يدفعها المزارع الغزي من أجل ري المحاصيل الزراعية بمياه الآبار وسيؤدي للقضاء على الآفات والحشرات الضارة التي تضرب الأراضي الزراعية جراء ارتفاع درجات الحرارة.

ويوضح أن هطول الأمطار بكميات كبيرة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول عمل على إنقاذ الموسم الزراعي من التلف جراء تعرض جزء كبير من الأراضي الزراعية للجفاف بفعل ارتفاع درجات الحرارة وعدم قدرة المزارعين على تحمل تكاليف الري المرتفعة.

ويتابع الوحيدي: "استمرار هطول الأمطار بشكل منتظم في فصلي الخريف والشتاء سيعمل على تخفيف تكلفة الري التي يتحملها المزارعين في القطاع وسيقود إلى تحسن جودة المحاصيل الزراعية كالحمضيات والخضروات".

ويؤكد الوحيدي على أن الغطاء النباتي سيشهد تحسناً ملحوظاً خلال الأسابيع المقبلة جراء استمرار هطول الأمطار التي ستعمل على تزويد التربة بالمياه معدومة الملوحة وستعوضها بعض المعادن التي فقدتها جراء الحرارة والرطوبة المرتفعة خلال فصل الصيف.



اقرأ أيضاً: "بلح" غزة بأسواق الضفة لأول مرة منذ 2007