وقع البرنامج الإنمائي بمنظمة الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، مذكرة لتمويل مشروع توفير مياه الشرب لما يزيد عن مليون عراقي من سكان محافظة السليمانية، إضافة إلى 200 ألف من النازحين بسبب الحرب.
وقالت الممثلة المقيمة للبرنامج ومنسّقة الشؤون الإنسانية في العراق، ليز غراندي، في بيان حصل "العربي الجديد" على نسخة منه اليوم، إن "محافظة السليمانية وأهلها استضافوا آلاف الأسر النازحة واللاجئة، وكثير منها بحاجة إلى خدمات، ما يجعل البنى التحتية في المحافظة تحت ضغط هائل".
وأعربت غراندي، عن سرورها "البالغ لتمكن البرنامج من المساعدة بإعادة تأهيل شبكة مياه السليمانية ـ دوكان، وهي خط الأنابيب الرئيس لأكثر من مليون ومائة ألف شخص من السكان واللاجئين والنازحين في مدينة السليمانية بدعم سخي من حكومة اليابان".
من جانبه، قال محافظ السليمانية آسو فريدون في تصريح صحافي، إن النازحين يثقلون كاهل الحكومات المحلية في إقليم كردستان، ولا سيما في ظل الأزمة المالية التي تواجهها، وقلة دعم الحكومة الاتحادية"، مبيناً أن "ضغط الأزمة الإنسانية على البنى التحتية والخدمات في المحافظة يجعل شراكتنا مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حيوية".
وقال الناشط في مجال المجتمع المدني والمقيم في مدينة السليمانية، مجيد التميمي، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك الآلاف من النازحين داخل مدينة السليمانية بحاجة ماسة للخدمات، وعلى رأسها مياه الشرب، خاصة أن المدينة تعاني أصلا من ضرر شبكات المياه التي كانت بحاجة إلى الإصلاح لتعمل بشكل جيد".
وأشار إلى أن العديد من المنظمات الإنسانية حفرت آباراً ارتوازية بسبب شح الماء في مناطق وجود النازحين وقرب المخيمات، وثبتت أجهزة فلترة وتصفية لمياه الآبار، ووفرت مياهاً صالحة للشرب والاستهلاك البشري لمئات النازحين، ما يقلل من نفقات الأسر النازحة.
ولفت إلى أن مشروع تأهيل شبكات المياه الرئيسية سيكون له الأثر الأكبر على سكان السليمانية وعلى النازحين، خاصة مع وجود نحو 200 ألف نازح، فضلاً عن بضعة آلاف من اللاجئين السوريين والإيرانيين، حسب تقديرات غير رسمية.
ويوفّر البرنامج الإنمائي عبر برنامج "الاستجابة للأزمات وبناء القدرة على مواجهتها في العراق"، فرصاً لتحسين المعيشة، وتشجيع الحوار بين النازحين والأسر المضيفة وكذلك اللاجئين السوريين. ويقدّم خدمات قانونية للاجئات والنازحات، بمن فيهن ضحايا العنف الجنسي. ويركز أيضاً على تحسين الخدمات العامة وتوفير دعم مباشر لآليات التنسيق والمؤسسات الحكومية.
وتقع محافظة السليمانية 364 كم شمال شرق بغداد، ويصل عدد سكانها إلى نحو مليوني نسمة. وبسبب التوسع في المناطق الحضرية وعدد سكانها خلال السنوات العشر الاخيرة أخذت تواجه مشاكل في الخدمات الأساسية للمحافظة.