أقرّ اثنان من المسؤولين السابقين في كبرى المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، مساء أمس، أن استمرار اعتداءات عصابات "جباية الثمن" اليهودية المتطرفة، ناجم عن تقاعس الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ورغبة الوزراء في الحكومة الحالية في عدم الخوض والتدخل لاعتبارات سياسية حزبية وأخرى دينية، وذلك في ظل تواصل اعتداءات هذه الجماعة الإرهابية ضدّ ممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وداخل أراضي فلسطين 48.
وأعلن كل من رئيس "الموساد" السابق، شبتاي شبيت، ورئيس "الشاباك" الأسبق، كرمي جيلون، أمس، في ندوة في بئر السبع، نقلتها الصحف العبرية، أنه لو شاء "الشاباك" لمنع هذه الاعتداءات، مضيفاً أن "لا مجال للقول إن (الشاباك) لا يستطيع، ولكن الحقيقة هي أن (الشاباك) لا يريد".
كذلك حذر رئيس "الشاباك"، الأسبق، كرمي جيلو، الذي كان رئيساً للجهاز عند اغتيال رئيس الحكومة الأسبق إسحاق رابين، من أن تقود هذه العمليات مرة أخرى إلى اغتيال رئيس وزراء آخر في إسرائيل. وأضاف أن "يغئال عمير اغتال رابين، إرضاءً، ووفقاً لفتوى الحاخام، الذي يتبعه، ووفقاً لتطلعات الجمهور الذي جاء منه".
وقال رئيس "الموساد" الأسبق، شبتاي شابيت، إنّ "دولة إسرائيل هي دولة قانون لا تطبق القانون في كل مكان ومجال"، وإنه "كان يمكن منع اعتداءات (جباية الثمن)، لو كانت قدسية القانون نصب أعين أولئك الذين يرفضون التدخل لأن للموضوع تبعات واعتبارات سياسية ودينية".
وجاءت هذه الاعترافات في الوقت الذي أعلن فيه اليوم مجدداً عن قيام عصابات "جباية الثمن" أمس، بإتلاف سيارة مواطن فلسطيني من عكا في أحد المنتزهات، كما اقتلع المستوطنون أكثر من 30 شجرة زيتون في قرية رحالين في الضفة الغربية المحتلة.
إلى ذلك، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أنّ المستوطنين في يتسهار حاولوا، أمس، عرقلة عمل الجنود والشرطة الإسرائيلية عندما كانوا يفتشون منزل مستوطنين تشتبه الشرطة الإسرائيلية في أنهما نفذا الاعتداء في أم الفحم، وحاولا حرق المسجد في المدينة قبل عشرة أيام، وقام مستوطنون برشق الجنود بالحجارة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد عرضت أشرطة فيديو تبين السيارة التي يمكلها المستوطنان في يتسهار. وقالت الشرطة إنه توجد في إسرائيل 40 سيارة فقط من هذا الطراز، وإن كاميرات المراقبة المنتشرة على الطرق الرئيسية رصدت السيارة وهي تصل إلى مدينة أم الفحم.
في غضون ذلك، وجهت اللجنة القطرية للسلطات المحلية الفلسطينية في الداخل رسالة رسمية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، طالبت من خلالها بالعمل على وقف اعتداءات منظمة "جباية الثمن"، والإعلان عنها منظمة إرهابية، وعدم الاكتفاء بالمصطلح الذي تتداوله الصحف العبرية وهو "جرائم الكراهية".
وحذرت السلطات المحلية العربية من مغبات استمرار هذه الاعتداءات وخطورة تداعياتها على انفجار الوضع في الداخل الفلسطيني. يأتي ذلك بعد أن أعلنت لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل، قبل نحو أسبوعين، أنها تدرس إمكانية تشكيل لجان حراسة داخل البلدات الفلسطينية في حال تواصلت هذه الاعتداءات.