هل تَعِبت سوق الحفلات الفنية في العالم العربي؟ سؤالٌ بديهي ينطلق من حال الركود الذي يشهده هذا القطاع. خصوصاً بعد تفضيل عدد من مغنّي لبنان إقامة حفلاتهم في دولٍ أكثر هدوءاً، أمنياً وسياسياً.
راغب علامة وأليسا حضرا بقوَّةٍ، هذا الشهر، على صعيد الحفلات، وذلك من خلال جولةٍ في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، جولةٌ وصفها مدير أعمال الفنان، راغب علامة وشقيقه خضر، لـ "العربي الجديد": "كانت جولة أكثر من ناجحة من ناحية الحضور والمتلهّفين لحضور الفنانين العرب". ويؤكّد خضر أنّ عدداً كبيراً من الحضور، هم أميركيو الأصل، وليسوا فقط من ضمن الجاليات العربيَّة.
أما الفنانة نانسي عجرم فكانت، أيضاً، حاضرة، من خلال مهرجانات في المغرب، إذْ أحيت، قبل أيام، حفل مهرجان "مازاغان"، والذي شهد إقبالاً جماهيرياً ملحوظاً، وأمامها مجموعة من الحفلات التي تسبق نهاية العام الحالي في أكثر من دولة. لكنها، حتى اليوم، لم تقرر أين ستقف ليلة رأس السنة، فيما من المرجح أن تكون حاضرة في دبي هذا العام.
القاهرة ليست أفضل حالاً من بيروت، أزماتٌ متتالية تعانيها سوق الحفلات، هذا العام، وربما سيتّجه بعض الفنانين إلى الخليج، هذا العام، لإحياء حفلاتهم. تامر حسني مرتبط مع شركة "روتانا"، ومن المتوقّع أنْ يتّخذ قراراً قريباً بشأن حفلته المتوقّعة، هذا العام، في دبي. أمّا الفنانة شيرين، فهي، حتى الساعة، غائبة عن أي حفل خاصّ بليلة رأس السنة، وكذلك زميلتها أنغام. فيما عُلِم أن الفنان عمرو دياب، أيضاً، لم يعطِ موافقته النهائيّة على حفل عُرض عليه في القاهرة، وهو ينتظرُ أيضاً الوضع الأمني، لكن بعض المصادر ترجّح قبول عمرو دياب الحفل الذي يُعتبَر الأوّل له بعد خروجه من شركة "روتانا"، وما أعقب فضّ التعاون مع الشركة السعودية من مشاكل وقضايا ذهبت باتجاه المحاكم للبتّ فيها.
أقرأ أيضاً: عمرو دياب يرد على "روتانا" بأغنية "القاهرة"
لا تبدو سوق الحفلات الفنية نشِطًة هذا الموسم في لبنان، وذلك بعد صيف كان جيداً مع الوضع الأمني والسياسي الذي شهد هدوءاً ملحوظاً، وسلسلةً من المهرجانات والحفلات. وعلى الرغم من انشغال معظم الفنانين في العالم العربي بالمشاركة في البرامج الخاصة بالمواهب والهواة، إلا أنّ الخريطة العامة لحفلات رأس السنة الميلادية ما زالت ضبابية، أو تائهة، والسبب هو انتظار المتعهّدين الفنيين لما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية والسياسية، ليس فقط في لبنان بل في العالم العربي.
ويؤكد أحد المتعهدين اللبنانيين لـ "العربي الجديد"، أنّ الوضع تغير كثيراً بعد الانفجار الذي وقع في ضاحية بيروت الجنوبيّة في الثاني عشر من نوفمبر الحالي. ويقول: "وضعنا خطة شاملة لأبرز الحفلات، وبدأنا اتصالاتنا بشأن حجز الفنانين، لكننا تمهلنا قليلاً بعد الانفجار الأخير. ثم عدلنا عن ذلك بعد طلب الخارجية الروسية بتغيير خط الطيران اللبناني لمدة أيام، الأمر الذي أوقع عدداً من شركات الطيران في حيرة حول حجوزات الراغبين في المجيء إلى بيروت لقضاء عيدي الميلاد ورأس السنة، ودفع الناس لاختيار وجهة سفر ثانية".
أقرأ أيضاً:مغنو لبنان: حفلات خارج لبنان فقط
ويؤكد المتعهد: "نحن أمام خطة ثانية "ب"، وهي تحضيرات عدد من الفنانين لإحياء حفل رأس السنة في لبنان، وهو ما جعلنا لا نلتزم أمامهم، بل إخبارهم أن كل التحضيرات التي وضعت، هي رهن بالوضع الأمني إلى ذلك الوقت. بعضهم قبل ذلك، وبعضهم الآخر فضل إحياء حفلات رأس السنة خارج لبنان". ولا ينفي المتعهّد أنَّ بعض الفنانين يفضل دولاً قريبة مثل تركيا أو اليونان لمتابعة نشاطه الفني أو الغنائي.
ويعتقد المتعهد نفسه، أن الوضع في أوروبا لا يعتبر جيداً، أيضاً، قياساً إلى لبنان. ويقول إنَّ التهديدات التي طاولت أوروبا في الأسبوعين الأخيرين، ألقت بظلالها على سوق الحفلات الفنية، "ربما سيكون هناك حفل واحد للجالية العربية في بريطانيا، سيشارك به بعض الفنانين الخليجيين، لكن حتى ذلك غير مؤكد حتى الساعة".
الفنان فارس كرم، هو أوّل الفنانين الذين سيحيون حفلة رأس السنة في اليونان. الفنان عاصي الحلاني لم يحسم خياره بعد، فهو ينتظر بداية الشهر المقبل للبتّ في مكان حفلة رأس السنة، ولو أن بيروت حاضرة في ذهنه، لكنّ قرار بيروت وتعيين مكان الحفل يبقى رهنًا للظروف اليومية. في حين أنَّ مجموعةً أخرى من نجوم الغناء اللبنانيين، وفي لائحة جمعت أيمن زبيب وملحم زين ونادر الآتات، يحضّرون لحفلات رأس السنة بعيداً عن الضوء، وستكون حفلاتهم في بيروت، وسيتعهدها عماد قانصو، على أنْ تبدأ الإعلانات بداية الشهر المقبل.
أما باقي الفنانين، فهم حتى الساعة، لم يوقّعوا على عقود الحفلات، وذلك بانتظار المفاجآت أو الطلبات الخارجية، ويعيشون في حيرة من أمرهم. شركة "روتانا" ستحاول المشاركة في عدد من الحفلات التي تُطبَخ بين بيروت والقاهرة ودبي. وعلى الأرجح، ستكون دبي الوجهة الأساسية للفنانين اللبنانيين وبعض الخليجيين والمصريين.
وتحاول "روتانا"، اليوم، الاستفادة من الأجواء الهادئة في الإمارات، وفي مدينة دبي تحديداً، وذلك لإطلاق مجموعة من حفلات رأس السنة، في وقت يغيب جزء من الفنانين الخليجيين عن سهرات رأس السنة، والمتوقّع أن تجتمع إليسا وكاظم الساهر وهيفا وهبي وراغب علامة في دبي، لكن هذا التوقّع ليس نهائياً. وفي الوقت نفسه، فقد أعْلِن رسميّاً أن عدداً من الفنادق في دبي، امتلأت بحجوزات رأس السنة للعام المُقبل. وهذا يؤكد أن وجهة بعضهم، في هذا العام، ستكون دبي مرة أخرى، بعدما استحوذت، العام الماضي، على أبرز حفلات ليلة رأس السنة. وأمام سباقٍ فني واضح هذه الأيام، إذْ يحيي عدد من المغنين العرب مهرجانات، على هامش نشاط سباق "الفورمولا 1".
أقرأ أيضاً: فنانو لبنان يواجهون صعوبة في التأشيرات إلى أوروبا