تراجعت وزارة الأوقاف المصرية، اليوم الجمعة، رسمياً عن موقفها المتمسك بتطبيق خطبة الجمعة المكتوبة، والتزمت بموقف هيئة كبار العلماء التي يرأسها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الرافض للفكرة، لكنها في الوقت نفسه لم تتنازل عن "الخطبة الاسترشادية".
ورصد "العربي الجديد" شعائر صلاة الجمعة في بعض مساجد وسط القاهرة، وخصوصًا مسجد التلفزيون، حيث أمَّ المصلين الدكتور محمد نبيل غنيم، الذي ظهر في الخطبة من دون ورقة مكتوبة كما كان يحدث من قبل، تطبيقًا لقرار وزير الأوقاف، ولكنه التزم بموضوع الخطبة الذي حددته الوزارة في وقت سابق، وهو "الأمن الغذائي وحرمة التلاعب به".
وحثّت وزارة الأوقاف الأئمة على الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 إلى 20 دقيقة كحد أقصى. وأضافت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أنها "واثقة في سعة أفقهم العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي". كما دعت الأئمة إلى المشاركة في اختيار موضوعات الخطبة في الخطة قصيرة المدى لمدة عام.
وسبق للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن دعا لاجتماع بمكتبه في المشيخة، الخميس الماضي، كلاً من مختار جمعة وزير الأوقاف، ووكيل الأزهر،عباس شومان، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، محيي الدين عفيفي، ومفتي الديار المصرية شوقي علام، وذلك فور انتهاء اجتماع الطيب مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي حاول خلاله الأخير احتواء غضب الطيب من إصرار وزير الأوقاف على تطبيق الخطبة المكتوبة، وتحدي قرار هيئة كبار العلماء.
وكانت مصادر قد أكدت لـ"العربي الجديد" أن موقف هيئة كبار العلماء، قد تسبب في حرج بالغ للسيسي، وحليفه في خطة "الخطبة المكتوبة" مختار جمعة، ما جعله يستدعي الطيب لاحتواء الموقف، الذي كاد أن ينفجر وخصوصًا مع تصاعد غضب علماء الأزهر.
وأفادت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" بأن "السيسي اضطر للتراجع عن موقفه المؤيد لوزير الأوقاف مختار جمعة "مؤقتًا" في مواجهة حالة الغضب التي تجتاح الأزهر وهيئة كبار العلماء. لكنه في الوقت ذاته، لن يسامح الطيب على موقفه "المتحدي" له".
وفي سياق منفصل، أصدر محمد مختار جمعة اليوم بيانًا هاجم فيه جماعة الإخوان المسلمين. وقال إن "خطر الإخوان مازال قائماً ويزداد، وأعوانهم يقاتلون من أجل العودة إلى المشهد السياسي عبر تقسيم الأدوار".
وأضاف أن "الإخوان وأعوانهم يقاتلون من أجل العودة إلى المشهد السياسي عبر تقسيم الأدوار، ما بين عملاء خونة يتطاولون علنًا على أوطانهم، ويشهّرون بها عبر بعض الفضائيات التي تستضيفها دول راعية للإرهاب، وأخرى مستخدمة للإخوان كشوكة في ظهر أوطانهم وسلاح لتفتيت دولهم وتمزيقها".
وتابع وزير الأوقاف، أن "العملاء يغيّرون جلودهم كالحيّات ويعملون على اختراق المؤسسات والسيطرة عليها، من خلال خلاياهم النائمة، ومن يستطيعون استقطابهم من المخدوعين والمغرر بهم وأصحاب المطامع والأهواء".
ودعا وزير الأوقاف إلى "ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر والتنبه لمؤامرات هذه الجماعة الإرهابية وعناصرها وخلاياها الحية والنائمة، ومن يرعاها، ومن يستخدمها، حتى لا نندم حين لا ينفع الندم، فالسعيد من وُعِظَ بغيره، والشقي من وُعِظَ بنفسه".