1.
في الأول من أيار، أو الغد، أو في وقت ما من دورة اليوم،
سآخذ بيدكِ يا أختاه، وبيدكَ، يا أخي، ونرفع
سواعدنا سويةً تحيةً لعيد العمّال،
ونشيد الأممية الذي سنغنّيه غداً سوف
يذكّرنا بأنه في مثل هذا اليوم منذ 72 عاماً نسف هتلر رأسه
كما ينبغي لسائر مجرمي الحروب أن يفعلوا في أية لحظة، وأنه
في هذا اليوم منذ 42 عاماً حقق شعب فيتنام العظيم نصراً
لا يُنسى لصالح الاشتراكية على الآلة الجهنمية ذاتها التي ضربتْ
رودني كينغ فتى لوس أنجليس منذ 26 عاماً ففجّرتِ الحراكَ
في ولايات مثل واشنطن ونيفادا وإلينوي، بسبب الجوع
إلى العدالة التي ستأتي، التي تُقدم بيانَ مطالبها بالغذاء
في هايتي ومصر ونيكاراغوا والباكستان وفنزويلا، فالجوع
قد انضمّ إلى الإرادة الأزلية التي لا تُقهر لاتحاد
روح الثورة، ذلك الجوع الذي
أنجب 23 عاماً من المقاومة الماياوية، في تحدّيها
الإنتاج الغزيرَ للأكاذيبِ الصريحةِ عن العيش كم يلذُّ
بالخيارات الفردية ويتناسى الأطفالَ
الذين يموتون بسبب الجوع، حتى هنا في الجانب الآخر من أميركا ---
آه لو يأتي زمن نستنهض فيه شقفتيّ أردافنا
ونتفقّد الطنجرة حتى القاع فنجدها فارغة
والأولاد يتضورون جوعاً. آه لو كان ثمة ما يلحّ علينا كي نتذكر
اليوم وغداً أن هذه السنة هي الذكرى المئوية
لأنبل وأجرأ تحوّل في مسيرة الطبقة العاملة
في تاريخ العالم، ذلك الذي يتزامن مع
الهراء الترامبي النيو - فاشي الذي يلوّح هذه الأيام بحبس
التعاطف الإنساني بجرم عدم قبول عملية
ترحيل مزيد من الإخوة والأخوات، لكي يفرقَ عائلاتٍ بأكملها
ويشنّ مزيداً من الحروب --- آه، إنْ هناك حاجة
إلى ثورة صريحة في الولايات المتحدة الأميركية، فيجب أن تكون
الآن!
2.
ما لا يُعدّ من حروب، مجازر جماعية، تسونامي من الترحيل، اغتصاب
الأطفال تحت سنّ العاشرة، الجوع الذي يعصف بالملايين إثر الملايين
ممن يطلبون كسرة خبز، المكنسة الكهربائية التي تمتصّ
الحليب من صدر أفريقيا، لذلك نشعر اليوم أننا أكثر من ذي قبل
في الأول من أيار! الأول من أيار! صرخة الضرورة، نداء الاستغاثة لأن
حروبَ المخدرات والعصابات والغوانتناموات --- أنّى التفتَّ
تجد سجناً ينتظرك كي يتنامى يأسُك وعطالتك وتشردك
وجوعك لكسرة الخبز تلك، حتى لو كنتَ بلا عمل، حتى لو كنتَ
على الإعانة الحكومية بانتظار الفُتات بدلاً من أن ترفل بالكفاية، سينشر قلبك
الراية الأمثل في الحي أو المدينة أو الأمة
أو القارّة، الراية التي تصرخ عالياً عيد عمالٍ سعيد!
وتجرّ جرذ الفاشية من ذيله حتى لا يبان بعدها.
منيُّ الرأسمالية الفاسدُ يفرخ أطفالاً آليين وواشين وافرين مجهولي الأصل
يسرقون طمأنينة الإنسان كما ينشلون جيوب الجميع، لذلك نعم،
آنَ الأوان لأن تأخذ المنظومة إلى متجر الخردوات وترهنها، تنسى
بطاقةَ استعادتها وتبدأ التفكير بالإضراب (ولستُ أعني
السور بل الثورة!)، ثم ستنطلق وسيكون
عيد العمال وليس بلا حول وقوة أو مجرد الأول من أيار! ---
الأزهار التي لم تكن تعلم ماذا كان يُطلق عليها من قبلُ سوف تسمع
أسماءها، وستنطق الأشجار وتسبح الأسماك طليقةً
في البحيرات التي تشملها أعين الإنسان، وسأسمع عن ابتساماتكم
على بُعدِ ألوف الأميال. ارفعوا أعين الأول من أيار – أعينكم، أيها الكاميرادوس.
ما قالته جودي إن ما غناه جو هيل منذ سنوات من كثير الأغنيات المبدئية
لا يزال صحيحاً: لا تَنُحْ أو تندب. انتظم. لأجلي. لأجلك. لأجل الجميع.
3.
دُلَّنا إلى التسريب الجديد من ويكيبيديا، ولا تسأل لماذا، فقط
لا تسأل لماذا. لأننا يجب أن نعرف الحرب الوسخة القادمة حيث
سيموت ناس، سيموت أطفال، لعلنا نستطيع وضعَ منظومتنا بين فكّي ملزمة،
تلك نصيحتي، نصيحتي الناجعة العتيقة، ونوقف أكاذيب القوّادين الإمبرياليين
التي تصنع من بناتنا وزوجاتنا عاهراتٍ، ومن كلِّ ذيولهم
حول العالم قتلَةً لأبنائنا وبقية الشباب.
دلّنا على درب يوصلنا إلى جوليان أسّانج وتشيلسي ماننغ
--- الحرية لـ تشيلسي ماننغ! --- لأننا نشمّ كلَّ رائحةِ هذا القذَر
العفن، وما لم نشمّ كلّ رائحة هذا القذَر العفن، فلن
ننجوَ من الاثنين، وهما قذارة واحدة
لحزب رأسمالي صنعته طغمة رأسمالية وسنكون أبداً
المسخرة، أبداً واقعين تحت نير الجمهوقراطيين.
أَرِنا الطريق إلى انتصار الشعب. حسناً، أتريد أن تعرف كيف؟
بدايةً، اقتلِ الديمقراطية البورجوازية، لأنك لن تستعيد قطُّ
العملَ الذي طّردتَ منه، وأنت لستَ العملاق المخيف
الذي يقول fee-fi-fo-fum فيكون المليونير الوحيد الذي يبرز أمامك
هو تيمي لينسكوم، والمهمة الوحيدة للأول من أيار هي هذه: تخلّص
من المؤخرات - المتاجرين بالحروب، نعم ذلك هو السبيل.
أحلام الطبقة الجديدة من "كلّ حسب جهده" إلى
"كلّ حسب حاجته" --- لا أكثر ولا أقلّ،
لكم ولذويكم ولكلّ الذين سيكونون أبناءَ جِلدتنا في المستقبل.
*شاعر أميركي من مواليد عام 1933
** ترجمة: أحمد. م أحمد