عيّن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أمس الجمعة، رسمياً، المرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام العراقية الأيزيدية ناديا مراد، التي تعرضت للاختطاف والاغتصاب على أيدي مسلحي تنظيم "داعش"، سفيرة للنوايا الحسنة من أجل كرامة الناجين من الاتجار بالبشر.
وأوضحت المنظمة الأممية، عبر موقعها الإلكتروني أمس، أن هذا التعيين الرسمي، الذي جرت وقائعه في المركز الرئيسي للمنظمة في نيويورك، يمنح للمرة الأولى لأحد الناجين من الفظائع.
وكانت ناديا مراد باسي طه البالغة من العمر 23 عاماً، نقلت معاناتها لمجلس الأمن خلال جلسة خاصة عقدت في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، وروت فيها تجربتها كشابة أيزيدية كانت محتجزة لدى "داعش".
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعزم ناديا لتكون بمثابة صوت لمن لا صوت له، مشيراً إلى أن "نادية نجت من جرائم مروعة. بكيتُ عندما سمعت قصتها، ليس حزناً فقط، ولكن للقوة والشجاعة والكرامة التي أبدتها. وهي تدعو بحق لعالم يعيش فيه جميع الأطفال في سلام".
من جانبه، قال المدير التنفيذي للمكتب، يوري فيدوتوف، "إن تعيين ناديا سفيرة للنوايا الحسنة، يوفر فرصة فريدة لحث الآخرين على الانضمام إلينا في كفاحنا ضد الاتجار بالبشر. ونحن نعلم أن التزام نادية غير العادي بالتصدي لمحنة ضحايا الاتجار سيثير مشاعر البشر لاتخاذ إجراءات ضد هذه الآفة".
ومن خلال دورها كسفيرة للنوايا الحسنة لكرامة الناجين من الاتجار بالبشر، تهدف نادية إلى التركيز على مبادرات المناصرة وزيادة الوعي حول محنة الملايين من ضحايا الاتجار بالبشر، خاصة اللاجئين والنساء والفتيات. وتلقت ناديا دعوة أيضاً للتحدث في افتتاح مؤتمر قمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمهاجرين الذي سيعقد بعد غدٍ الإثنين.
يشار إلى أن ناديا تناضل من أجل تصنيف الانتهاكات التي ارتكبت بحق الأيزيديين عام 2014 في خانة الإبادة.
وكان مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" احتجزوا ناديا في قريتها كوشو قرب بلدة سنجار في أغسطس/آب 2014 واقتادوها إلى الموصل، معقل التنظيم في العراق.
وذكرت أنها تعرضت لاغتصاب جماعي من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وبيعت مرات عدة في إطار الاستعباد الجنسي.
وأعربت عن مخاوفها "أنه في حال مُني تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بالهزيمة، أن يحلق إرهابيوه لحاهم ويذوبوا بين الحشود وكأن شيئاً لم يكن".
الجدير ذكره أن المحامية الدولية أمل كلوني تمثل ناديا، وهي التي اعتبرت أن تنظيم "الدولة الإسلامية" ارتكب إبادة ويجب أن يُحاسب.
وأضافت كلوني، التي حضرت مراسم تعيين ناديا سفيرة للنوايا الحسنة أن "آلاف الأيزيديات استعبدن من قبل تنظيم إرهابي، تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي ارتكب إبادة ولم يعاقب على جريمته بعد".
وتابعت "أشعر بالخجل كإنسان حين أرى أن نداءاتهم للاستغاثة لا تلقى آذاناً صاغية".
والأيزيديون أقلية تُعدّ أكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها خصوصاً قرب الحدود السورية في شمال العراق.
ويكنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عداءً شديداً لهذه المجموعة الناطقة بالكردية باعتبار أن أفرادها "كفار".
قتل التنظيم عام 2014 أعداداً كبيرة من الأيزيديين في سنجار في محافظة نينوى في شمال العراق، وأرغموا عشرات الآلاف منهم على الهرب، كما احتجزوا آلاف الفتيات والنساء كسبايا حرب.
(العربي الجديد، فرانس برس)