وصل الإدمان على التكنولوجيا لمستويات خطرة، ليس فقط في منطقتنا وإنما في كل أنحاء العالم، فماذا يجب علينا فعله للسيطرة على هذه الظاهرة والحد من مخاطرها؟ وكيف يمكننا توجيه أطفالنا وإبعادهم عن هذه الظاهرة؟
من أهم المخاطر التي تواجه الأطفال في كل أنحاء العالم في أيامنا هذه هو الإدمان على التكنولوجيا، وللأسف الشديد فإن هذه المخاطر تزداد يوماً بعد يوم. وفي هذا الصدد يكتب كاتب صحيفة القومية التركية عباس كوتشلو أنه مع الأخذ بعين الاعتبار الإضافات التي قدمتها وما زالت تقدمها التكنولوجيا لحياة الإنسان والراحة التي أضافتها إليها، إلا أنه يجب الحذر في التعامل معها، فهي سلاح ذو حدين يمكن استخدامه في الخير والشر وفي رفع مستوى المعيشة وتحسين صورها، وكذلك في الإضرار بالناس والتنغيص عليهم. وأكد أن مخاطر التكنولوجيا من الممكن أن تصل إلى مستويات خطرة لا يمكن تخيلها.
وأضاف أن هذه المشاكل يجب أن تكون موضوع بحث في جميع المؤسسات وعلى رأسها الجامعات. وأهم هذه المشاكل التي يجب دراستها وإيجاد حل لها هو دراسة تأثر الكمبيوتر والإنترنت والتلفاز والألعاب الافتراضية على الحياة الاجتماعية للشباب، حيث إنها تعزلهم عن العالم الاجتماعي المحيط بهم. يبدأ الطفل في سنة مبكرة بإعارة هذه الأشياء اهتماماً كبيراً لتتحول مع الزمن إلى حالة إدمان مزمنة يصعب التخلص منها.
ومن أكثر الأسئلة طرحاً، هو لماذا لم يعد الطفل يلعب في الشارع كما في السابق؟ وتكمن إجابة هذا السؤال في أن مفهوم الطفل للألعاب قد تغير، في السابق كان الأطفال يلعبون في الحدائق حتى ساعات المساء أما الآن فإن الأمر قد تغير، فحالياً يستطيع الطفل اللعب على الحاسوب في الغرف المغلقة حتى ساعات الفجر دون رقيب أو حسيب. كما أن وجود الأجهزة الذكية في أيدي الأطفال أينما حلو وارتحلوا يذكرهم دائما باللعب مما يجعلهم ينزوون جانباً ليلعبوا لعبتهم المفضلة من دون مضايقة أحد. وبذلك يبدأ الطفل بالانعزال عن العالم المحيط به تدريجياً.
عند النظر للموضوع من الناحية السوسيولوجية تتكشف لنا الكثير من الأمور والمسؤوليات. ولكن في هذا المقام تقع المسؤولية الكبيرة على عاتق العائلة والأسرة. الواجبات الواقعة على عاتق الأسرة هي تحديد وسائل التكنولوجيا التي يمكن للأطفال أن يستخدموها وكيفية استخدامها والأوقات المسموح استخدامها فيها لجعل الأمر تحت سيطرتهم. مع التأكيد على أهمية سماح الأسرة لأطفالها بلعب بعض الألعاب التي تقوي الشخصية عندهم وتشعرهم بالحرية وتقوي عندهم مهارة الخلق والإبداع. لأن هذه هي الطريقة الوحيدة القادرة على حماية الطفل من الانعزال عن محيطه الاجتماعية، كما أنها هي الطريقة الوحيدة لحماية الطفل من الوصول إلى حد الإدمان على التكنولوجيا بمفهومها السلبي.
(النص الأصلي)