الإسهال قاتل الأطفال الأول عالمياً

الإسهال أحد الأمراض الأكثر انتشاراً في العالم. ومع أنّه لا يشكّل مضاعفات خطيرة لدى معظم المرضى، فقد يكون مميتاً لدى الأطفال، خصوصاً أولئك الذين يعانون من سوء تغذية أو ضعف في المناعة. وتذكر منظمة الصحة العالمية أنّ الإسهال هو السبب الرئيسي الأول للوفاة لدى الأطفال ما دون الخامسة، ويؤدي إلى موت نحو 525 ألف طفل سنوياً.

تتنوّع أسباب الإسهال، فهناك نوبة لا تزيد عن أسبوعين، وتُعرف باسم الإسهال الحاد، وغالباً ما يكون سببها عدوى فيروسية. وهناك "نوروفيروس" المعروف بـ"إسهال سفن الرحلات البحرية" نتيجة إصابة المصطافين به. وهناك فيروس الروتا، الذي يحفّز على الإسهال، وهو شائع جداً لدى الأطفال. وتشمل الأسباب الأخرى للإسهال الحاد، العدوى البكتيرية، التي غالباً ما يشار إليها باسم "إسهال المسافر"، أو "انتقام مونتيزوما". والسبب الأخير للإسهال الحاد الطفيليات التي يمكن تدخل الجسم عندما يتناول الشخص طعاماً أو مياهاً ملوثة، وذلك وفق الدكتور إيان لوستبادر، الأستاذ المشارك في الطب والمتخصص في أمراض الجهاز الهضمي في مركز "لانغون" الطبي بجامعة نيويورك. ويستمرّ الإسهال المزمن أربعة أسابيع.

تكثر الوفيات الناجمة عن الإسهال في بلدان العالم الثالث، بسبب الافتقار لمياه الشرب النظيفة، وسوء شبكات الصرف الصحي، مع الإشارة إلى أنّ عدوى الكوليرا تسبب إسهالاً قاتلاً.

معظم حالات الإسهال تتلاشى في غضون بضعة أيّام، وكل ما هو مطلوب هو منع الجفاف عن طريق تناول السوائل. ويوصي العديد من مراكز الصحة، بشرب 2 إلى 3 ليترات من السوائل يومياً، حتى يتعافى المريض من الإسهال. والماء وحده لا يعوّض ما يخسره الجسم من أملاح وفيتامينات، لذلك ينصح بتناول الشاي والمرق والعسل والعصائر الخالية من اللب، مقابل تجنّب منتجات الحليب والكافيين وعصير التفاح والكمثرى لأنّها تفاقم الإسهال.

في هذا الإطار تقول آمال (60 عاماً) لـ "العربي الجديد"، إنّ حفيدها الذي لم يتجاوز السبعة أشهر، كاد أن يموت بسبب إصابته بإسهال حاد، وجهل والديه بخطورة الأمر، لولا تدخّلها الفوري لإنقاذه حين رأت حالته المتدهورة وجلده الجاف. تكمل أنّها هرعت بالطفل إلى الطبيب، الذي أدخله إلى العناية المركّزة على الفور، أمام ذهول والديه اللذين لم يقدّرا حجم الخطر المحدق بطفلهما، وعجز جسمه الصغير عن المقاومة. تعلق: "من الضروري أن تتوفر برامج توعية للأهالي الجدد، لأنّ الكثيرين منهم غافلون عن المخاطر التي قد تودي بحياة أطفالهم".