ومنذ الدقائق الأولى للبرنامج، بدأ المقدّم أندريه نوركين، بالسخرية من تغريدات ترامب وصواريخه "الجميلة والذكية"، وسط موجة من الضحك بين الجمهور في الاستوديو، وبث لقطات قال إنها تظهر "ترحيب" السكان باستعادة النظام سيطرته على المنطقة.
أما أحد ضيوف البرنامج، فوصف السيطرة على الغوطة الشرقية بـ"الانتصار الكبير"، معتبراً أن مشاهد الهجوم الكيميائي على دوما "مفبركة".
بدوره، وصف ضيف آخر الضربة الأميركية المحتملة بـ"جريمة ضد الإنسانية"، متوقعاً أن يعمل ترامب على تقاسم ما سمّاه "مسؤوليته الإجرامية" مع حلفائه، وفي مقدمتهم بريطانيا.
وعلى غرار "إن تي في" التابعة لشركة "غازبروم ميديا"، ركزت القنوات الموالية للكرملين في برامجها ونشراتها الإخبارية وتقاريرها على السخرية من إعلان ترامب عن قرارات هامة عبر "تويتر" وعدم إجماع الغرب على شن الضربة.
وفي تقرير بعنوان: "أصدقاء الولايات المتحدة لا يريدون قصف سورية"، عملت قناة "روسيا 24" الإخبارية على إبراز تصريحات المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بأن بلادها لن تشارك في الضربة المحتملة، وكذلك موقف إيطاليا الرافض للمشاركة، وشكوك فرنسا، مذكرة بسابقة تراجع الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، عن عملية عسكرية في سورية عام 2013.
من جانب آخر، بدت الصحافة الليبرالية الروسية أكثر اتزاناً في تقييم الأوضاع في سورية، مرجعة تردد واشنطن إلى سعيها لتجنب الصدام العسكري المباشر مع موسكو.
وذكّرت صحيفة "نوفايا غازيتا" الليبرالية المعارضة بأن أعمال القتال في سورية أسفرت عن سقوط نحو نصف مليون قتيل، مؤكدة أن استمرار النظام السوري في الحكم ليس إلا نتيجة للدعم العسكري الروسي والإيراني.
وتوقعت الصحيفة ساخرة أنه حتى في حال أقر خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية باستخدام مواد سامة في دوما، فإن السلطات الروسية ستصر على رواية "قيام السوريين بتسميم أنفسهم نكاية في الأسد وفلاديمير بوتين"، معتبرة أن روسيا باتت في عزلة دولية غير مسبوقة حتى مقارنة بالحقبة السوفييتية.