شهد الإعلام السعودي منذ صعود ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، تغييرات كبيرة على مستويات الخطاب والإدارة والأفراد. إذ حصل اعتماد كبير على الجيوش الإلكترونية والإغراق وسياسة تسريب الأخبار الرسمية عبر حسابات إخبارية في وسائل التواصل الاجتماعية لـ"جس نبض المجتمع"، بالإضافة إلى إحداث تغييرات جذرية في بنية الإعلام التقليدي الذي بدا أكثر صدامية في ظل إدارة أفراد جدد له.
وانقسمت التغييرات الإعلامية في السعودية إلى نوعين: تغيير على مستوى الأفراد وذلك بتقدم إعلاميين موالين لابن سلمان إلى الساحة وتصدرهم المشهد عبر إعطائهم مناصب في القنوات الإعلامية المملوكة للحكومة السعودية، مثل التلفزيون السعودي، أو الممولة مثل قناة "العربية" وغيرها، وتغيير ثانٍ في نوعية الخطاب الديني على شاشات التلفزة وأعمدة الصحف.
وبدأت سلسلة التغييرات الكبرى بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم بداية عام 2015، بتعيين تركي الدخيل كمدير لقناة "العربية" الممولة من السعودية. لكن وظيفة تركي الذي كان متشدداً أصولياً في ما سبق لم تكن تقتصر على إدارة القناة التي تبث من دبي بل امتدت إلى عمله كمستشار إعلامي للأمير الشاب الذي كان يتقدم بخطوات متسارعة نحو كرسي الحكم وذلك من خلال جعل تركي حلقة وصل بينه وبين ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد.
وأدت وفاة الصحافي المخضرم تركي السديري، رئيس تحرير صحيفة "الرياض"، في عام 2017، إلى تواري نجم الصحيفة التي وصفت دوماً بأنها الناطق الرسمي باسم الحكومة، مقابل صعود نجم صحيفة "عكاظ" بقيادة رئيس تحريرها جميل الذيابي، صاحب تصريح "المعدة القطرية" الشهير.
وجاء تتويج التغيير الإعلامي على مستوى الأفراد باعتقال رجال الأعمال، الوليد بن طلال مالك قنوات "روتانا" الفنية وقناة "الرسالة" الدينية، وقناة "العرب" الإخبارية التي لم ترَ النور، والشيخ وليد الإبراهيم مالك مجموعة "أم بي سي" وقناة "العربية" التي تعد أضخم قناة إخبارية سعودية، ومالك قنوات "إيه آ ر تي" صالح كامل.
وسارع بن سلمان إلى "تأميم" هذه القنوات، حيث بدأ رئيس هيئة الرياضة وكاتب الأشعار الغنائية وأحد أشد الموالين لابن سلمان تركي آل شيخ بإدارة عقود المطربين والفنانين التابعين لشركة الإنتاج "روتانا"، كما بدأ بإصدار الأوامر والتوجيهات لطريقة عمل القنوات التابعة للشركة.
وبدا واضحاً أن بن سلمان قرر انتهاج نهج جديد في التعامل مع الخطاب الإعلامي السعودي وذلك بتعيين خالد مدخلي، مذيع قناة العربية، كمدير للقناة الإخبارية، ومن ثم تعيين الصحافي داود الشريان كمدير تنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون، في محاولة منه لتقديم "خطاب وطني" جديد، يتمثل في الهجوم على الوافدين والأقليات والدعوة إلى سيطرة السعودية على بقية الدول الخليجية بحجة الهيمنة الطبيعية لها. حيث لوحظ منذ اليوم الأول لتغيير الطاقم الإداري للقنوات الحكومية السعودية هذا الخطاب والذي توج أيضاً في الهجوم على التيارات الدينية التي حالفتها المملكة طوال عقود وعلى رأسها تيار الصحوة.
وكانت قد سبقت وصول الشريان إلى منصبه تغييرات اعتبرت صادمة بالنسبة لما عهده التلفزيون المحلي، بينها بثّ الأغاني.
ولم يقتصر تغيير الخطاب الإعلامي السعودي على القنوات المملوكة للحكومة فحسب، إذ شهدت برامج الإفتاء المباشرة والتي يجلس فيها رجال الدين السعوديون على القنوات الخاصة المحسوبة على النظام مثل (المجد والرسالة واقرأ) تغييرات كبيرة، حيث اضطرت قناة المجد إلى إيقاف برنامج "مع سماحة المفتي" الأسبوعي والذي يفتي فيه رئيس هيئة كبار العلماء – أعلى سلطة دينية في البلاد – الشيخ عبدالعزيز آل شيخ على الهواء مباشرة، بحجة وجود "ظروف في العمل". لكن المراقبين الإعلاميين يؤكدون أن تغييب برامج الإفتاء المباشرة هو جزء من السياسة الإعلامية الجديدة للسعودية بقيادة محمد بن سلمان.
أما على صعيد الإعلام الجديد، فقام ولي العهد محمد بن سلمان بتعيين سعود القحطاني، وهو مستشار متواضع الرتبة في الديوان الملكي سابقاً، كمسؤول عن الجيوش الإلكترونية التي تقوم بالحملات الإلكترونية المنظمة وتدير عشرات الحسابات الإخبارية التي تملك ملايين المتابعين، وهي سياسة سعودية جديدة في الإعلام لم تكن موجودة من قبل.
واستهلكت السعودية جيشها الإلكتروني في أثناء أزمة حصار قطر بالإضافة إلى الهجوم الشديد على منافسي بن سلمان على الحكم وعلى رأسهم الأمير متعب بن عبدالله، وزير الحرس الوطني السابق، والذي سربت حسابات إخبارية خبر اعتقاله واتهامه بالفساد لجس نبض الشارع السعودي ومن ثم إعلان اعتقاله رسمياً.
كذلك بدأ خطاب التطبيع يتبلور بشكل واضح على مواقع التواصل من خلال دعوات ومقالات إلكترونية تدعو للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في مقابل الهجوم على الفلسطينيين.
اقــرأ أيضاً
وانقسمت التغييرات الإعلامية في السعودية إلى نوعين: تغيير على مستوى الأفراد وذلك بتقدم إعلاميين موالين لابن سلمان إلى الساحة وتصدرهم المشهد عبر إعطائهم مناصب في القنوات الإعلامية المملوكة للحكومة السعودية، مثل التلفزيون السعودي، أو الممولة مثل قناة "العربية" وغيرها، وتغيير ثانٍ في نوعية الخطاب الديني على شاشات التلفزة وأعمدة الصحف.
وبدأت سلسلة التغييرات الكبرى بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم بداية عام 2015، بتعيين تركي الدخيل كمدير لقناة "العربية" الممولة من السعودية. لكن وظيفة تركي الذي كان متشدداً أصولياً في ما سبق لم تكن تقتصر على إدارة القناة التي تبث من دبي بل امتدت إلى عمله كمستشار إعلامي للأمير الشاب الذي كان يتقدم بخطوات متسارعة نحو كرسي الحكم وذلك من خلال جعل تركي حلقة وصل بينه وبين ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد.
وأدت وفاة الصحافي المخضرم تركي السديري، رئيس تحرير صحيفة "الرياض"، في عام 2017، إلى تواري نجم الصحيفة التي وصفت دوماً بأنها الناطق الرسمي باسم الحكومة، مقابل صعود نجم صحيفة "عكاظ" بقيادة رئيس تحريرها جميل الذيابي، صاحب تصريح "المعدة القطرية" الشهير.
وجاء تتويج التغيير الإعلامي على مستوى الأفراد باعتقال رجال الأعمال، الوليد بن طلال مالك قنوات "روتانا" الفنية وقناة "الرسالة" الدينية، وقناة "العرب" الإخبارية التي لم ترَ النور، والشيخ وليد الإبراهيم مالك مجموعة "أم بي سي" وقناة "العربية" التي تعد أضخم قناة إخبارية سعودية، ومالك قنوات "إيه آ ر تي" صالح كامل.
وسارع بن سلمان إلى "تأميم" هذه القنوات، حيث بدأ رئيس هيئة الرياضة وكاتب الأشعار الغنائية وأحد أشد الموالين لابن سلمان تركي آل شيخ بإدارة عقود المطربين والفنانين التابعين لشركة الإنتاج "روتانا"، كما بدأ بإصدار الأوامر والتوجيهات لطريقة عمل القنوات التابعة للشركة.
وبدا واضحاً أن بن سلمان قرر انتهاج نهج جديد في التعامل مع الخطاب الإعلامي السعودي وذلك بتعيين خالد مدخلي، مذيع قناة العربية، كمدير للقناة الإخبارية، ومن ثم تعيين الصحافي داود الشريان كمدير تنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون، في محاولة منه لتقديم "خطاب وطني" جديد، يتمثل في الهجوم على الوافدين والأقليات والدعوة إلى سيطرة السعودية على بقية الدول الخليجية بحجة الهيمنة الطبيعية لها. حيث لوحظ منذ اليوم الأول لتغيير الطاقم الإداري للقنوات الحكومية السعودية هذا الخطاب والذي توج أيضاً في الهجوم على التيارات الدينية التي حالفتها المملكة طوال عقود وعلى رأسها تيار الصحوة.
وكانت قد سبقت وصول الشريان إلى منصبه تغييرات اعتبرت صادمة بالنسبة لما عهده التلفزيون المحلي، بينها بثّ الأغاني.
ولم يقتصر تغيير الخطاب الإعلامي السعودي على القنوات المملوكة للحكومة فحسب، إذ شهدت برامج الإفتاء المباشرة والتي يجلس فيها رجال الدين السعوديون على القنوات الخاصة المحسوبة على النظام مثل (المجد والرسالة واقرأ) تغييرات كبيرة، حيث اضطرت قناة المجد إلى إيقاف برنامج "مع سماحة المفتي" الأسبوعي والذي يفتي فيه رئيس هيئة كبار العلماء – أعلى سلطة دينية في البلاد – الشيخ عبدالعزيز آل شيخ على الهواء مباشرة، بحجة وجود "ظروف في العمل". لكن المراقبين الإعلاميين يؤكدون أن تغييب برامج الإفتاء المباشرة هو جزء من السياسة الإعلامية الجديدة للسعودية بقيادة محمد بن سلمان.
أما على صعيد الإعلام الجديد، فقام ولي العهد محمد بن سلمان بتعيين سعود القحطاني، وهو مستشار متواضع الرتبة في الديوان الملكي سابقاً، كمسؤول عن الجيوش الإلكترونية التي تقوم بالحملات الإلكترونية المنظمة وتدير عشرات الحسابات الإخبارية التي تملك ملايين المتابعين، وهي سياسة سعودية جديدة في الإعلام لم تكن موجودة من قبل.
واستهلكت السعودية جيشها الإلكتروني في أثناء أزمة حصار قطر بالإضافة إلى الهجوم الشديد على منافسي بن سلمان على الحكم وعلى رأسهم الأمير متعب بن عبدالله، وزير الحرس الوطني السابق، والذي سربت حسابات إخبارية خبر اعتقاله واتهامه بالفساد لجس نبض الشارع السعودي ومن ثم إعلان اعتقاله رسمياً.
كذلك بدأ خطاب التطبيع يتبلور بشكل واضح على مواقع التواصل من خلال دعوات ومقالات إلكترونية تدعو للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في مقابل الهجوم على الفلسطينيين.