أكّد رئيس لجنة التحقيقات لدى مكتب النائب العام في العاصمة الليبية طرابلس، الصديق الصور، صدور قرار الإفراج عن عدد من رموز نظام معمر القذافي، أبرزهم مسؤول الأمن الخارجي أبو زيد دوردة، والضابط في الشؤون الإدارية بإدارة الاستخبارات العسكرية، عبد الحميد عمار أوحيدة، بالإضافة إلى معاون رئيس أركان الدفاع الجوي لشؤون الطيران، عبد الكريم الكاديكي.
وقال الصور، اليوم الإثنين، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن "دوردة وعددا من شخصيات النظام السابق سيفرج عنهم خلال الساعات المقبلة بشكل متوال"، مبيناً أنّ الإفراج جاء على خلفية حالتهم الصحية.
وأضاف أنّ "قرار الإفراج صدر بموجب تقرير من قسم الإفراج الصحي، بمكتب النائب العام، الذي تولى إعداده مجموعة من الأطباء أكدوا أن حالة دوردة ورفاقه الصحية حرجة ويتعذر علاجهم داخل السجن، وعليه يتوجب الإفراج عنهم بناء على هذا التقرير".
ويعد أبو زيد دوردة (74 عاماً) من أهم الشخصيات التي شكلت أركان حكم القذافي إبان عهده، الذي امتد لأكثر من أربعين عاماً؛ إذ تولى عديد المناصب القيادية منذ عام 1970، أهمها وزيراً للخارجية ومندوباً عن ليبيا في الأمم المتحدة ورئيساً للوزراء، قبل أن تنتهي سلسلة مناصبه برئاسة جهاز الأمن الخارجي عند سقوط النظام.
وفي سبتمبر/أيلول عام 2011 قبض على دوردة في منزله بمنطقة الرحيبات غرب البلاد، وقدم للمحاكمة بعد سجنه ليواجه تهماً منها إهدار المال العام، وسوء التصرف فيه وقمع ثورة فبراير، لتصدر محكمة استئناف طرابلس في يوليو/تموز من عام 2015 حكماً بالإعدام رمياً بالرصاص بحقه وبحق عدد آخر من رموز حكم القذافي.
أما أوحيدة فهو من الشخصيات العسكرية، التي لم تبرز بشكل كبير إبان حكم القذافي إلاّ في العقد الأخير من عمر النظام، إذ تولى منذ عام 2009 منصب مساعد مدير إدارة الاستخبارات العسكرية، وعقب الثورة صدر بحقه حكم بالإعدام على خلفية تورطه بأعمال قمع للمتظاهرين.
بينما حكم على الكاديكي بالسجن لمدة 12 سنة وحرمانه من الحقوق المدنية. والكاديكي من الشخصيات العسكرية التي تعد في الصف الثالث من حيث الأهمية في نظام القذافي إلا أنه تولى إبان اندلاع الثورة رئاسة أركان الدفاع الجوي، مما جعله هدفاً للمحاكمات بسبب مشاركته في قمع الثورة.
وتحتضن السجون الليبية في طرابلس ما يقارب ثلاثين شخصية بارزة في عهد القذافي، صدرت بحقهم أحكام قضائية متفاوتة عام 2015، أبرزهم أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس وزراء) البغدادي المحمدي، ورئيس جهاز الاستخبارات في نظام القذافي وصهره، عبدالله السنوسي.