"أخطر حوادث القتل الجماعي في تاريخ مصر الحديث"، بهذه الكلمات وصفت منظمات حقوقية مذبحة قتل أكثر من ألف وثلاثمائة مدني من أنصار الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، من المعتصمين السلميين بميدان رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، في 14 أغسطس/ آب من العام 2013.
ورغم تأييدهم لسلطة الانقلاب العسكري الحاكمة منذ يوليو 2013، والانتهاكات الواسعة بحق المعارضين، إلا أن عدداً محدوداً من الإعلاميين المصريين، يعد على أصابع اليد الواحدة، دان مجزرة رابعة، وتعاطف مع ضحاياها على استحياء، فعُوقب بالإقصاء الإعلامي، والنفي إلى خارج البلاد.
الإعلامية، ريم ماجد، تورطت أيضا في تأييد الانقلاب، وجرائمه، وادعت أن مرسي ليس منتخباً بالمعنى الصحيح، وفاقد للشرعية، إلا أنه بعد عرضها لصور دموية لضحايا فض اعتصام رابعة من المدنيين، التقطتها المصورة الصحافية، إيمان هلال، صدر الأمر العسكري بإيقاف برنامجها "جمع مؤنث سالم" في مايو من العام الماضي.
وقف البرنامج المُذاع بالتزامن على قناتي "أون تي في" و"دويتشه فيله" جاء بعد عرض حلقتين فقط، استناداً إلى إثارة الحلقة تعاطفاً مجتمعيا مع ضحايا المذبحة، خاصة أن الصور أظهرت وحشية في تعامل قوات الشرطة مع المعتصمين.
الإعلامي يسري فودة، الذي اختار الحياة في العاصمة الألمانية برلين، ليقدم برنامجه الجديد
"الطبعة الخامسة" على قناة "دويتشه فيله"، لم يدن في البداية مجزرة "رابعة" بشكل صريح، وصمت طيلة الأعوام التالية للانقلاب، إلا أنه تحدث بين حين وآخر عن بعض الانتهاكات بحق المعتقلين، والتوسع في القبض على نشطاء التيار الليبرالي من المعارضين.
واختار فودة كلماته بعناية عن التحدث عن "رابعة"، وحاول إلقاء المسؤولية على الطرفين (قوات الأمن، والمعتصمين)، بعد زعمه بغموض الحدث، وأن الذي "لا نعرفه عن ذلك اليوم، يبدو أكثر مما نعرفه"، بعد أن كان أحد رواد "المقدمات النارية" لحلقاته المُذاعة على قناة "أون تي في" المملوكة للملياردير المصري نجيب ساويرس.
إلا أن فودة غير من موقفه بعد سفره للخارج، وقال في حوار له مع القناة الألمانية في يوليو الماضي، إن ما حدث في رابعة "مذبحة كبرى"، وأن هذا هو التوصيف الصحيح، مشيراً إلى أن مصر وصلت إلى محطة غير مسبوقة من السوء، قد تُنذر بالوصول إلى "الثورة العنيفة"، حسب قوله.
فض رابعة مذبحة دموية كبرى "ملهاش اسم غير كده"، هكذا قال فودة، في لقائه مع برنامج "شباب توك" المذاع على قناة "DW عربية"، في 12 يوليو/ تموز الماضي، إن "السيسي أقنعنا أنه وراء ثورة يناير، لكن أفعاله بعدما اعتلى السلطة أثبتت عكس ذلك، أنا أتمزق من الداخل، لأني أرى بلدي ممزقاً اجتماعيًا، ولا أرى أي بادرة ممن هو في السلطة الآن أن يتخذ إجراءً يمكن أن يفتح آفاقاً للأمل، نحن في مرحلة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى". وتابع: "ما حدث في مصر خلال 2013 "زلزال"، وأن فض اعتصام رابعة مذبحة دموية كبرى".
الأجواء الفاشية ضد جميع المنتمين لثورة يناير من المبدعين، لا تسمح بالاجتماع داخل عمل يخالف رؤية النظام. وقد حُكم على بعض الأعمال الفنية بالموت وعدم العرض في التلفزيون المصري لأن أبطاله ليسوا ممن يروقون لنظام 30 يونيو/ حزيران، مثلما حدث مع مسلسل "أهل الإسكندرية" للسيناريست بلال فضل. الذي منع عرضه بأوامر أمنية، وقد ربط فضل بين هذا المنع المستمر منذ 2014 وحتى الآن، وبين موقفه من بطش الشرطة في رابعة. يذكر أن المسلسل يشارك في بطولته بسمة وعمرو واكد، وهما من المغضوب عليهم من نظام السيسي لأسباب سياسية.
أما الإعلامية اللبنانية ليليان داوود، فعارضت على استحياء طريقة فض رابعة، والملاحقة الأمنية للنشطاء والصحافيين، رغم دعمها للانقلاب، وصمتها عن مذابحه، إذ استضافت في برنامجها "الصورة الكاملة" عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ناصر أمين، الذي دافع عن تقرير المجلس الحكومي بشأن فض الاعتصام، الصادر في مارس/آذار 2014، وحمل المعتصمين السلميين مسؤولية الدماء التي سالت، وبرأ قوات الأمن من الأرواح التي زُهقت. ورُحلت داوود من القاهرة إلى بيروت ليلة فسخ عقدها بقناة "أون تي في"، عقب شرائها من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، بعد أن اقتحمت قوة من الأمن منزلها، وأجبرتها على الذهاب إلى المطار دون أخذ حقيبة ملابسها.
وكتب الصحافي، عبد الحليم قنديل، مقالاً في جريدة صوت الأمة التي يرأس تحريرها، في يوليو/ تموز الماضي أيضًا، إنه لا يمكن "إغلاق الباب على جراح أخرى دامية، فقد جرى دهس الحريات العامة، وامتلأت السجون بعشرات الألوف من المعتقلين أو المحتجزين السياسيين، إضافة لدماء كثيرة سالت، سواء في "صدام" فض اعتصام ميدان "رابعة"، أو في وقائع الحرب المتصلة ضد جماعات الإرهاب".
اقــرأ أيضاً
الإعلامية، ريم ماجد، تورطت أيضا في تأييد الانقلاب، وجرائمه، وادعت أن مرسي ليس منتخباً بالمعنى الصحيح، وفاقد للشرعية، إلا أنه بعد عرضها لصور دموية لضحايا فض اعتصام رابعة من المدنيين، التقطتها المصورة الصحافية، إيمان هلال، صدر الأمر العسكري بإيقاف برنامجها "جمع مؤنث سالم" في مايو من العام الماضي.
وقف البرنامج المُذاع بالتزامن على قناتي "أون تي في" و"دويتشه فيله" جاء بعد عرض حلقتين فقط، استناداً إلى إثارة الحلقة تعاطفاً مجتمعيا مع ضحايا المذبحة، خاصة أن الصور أظهرت وحشية في تعامل قوات الشرطة مع المعتصمين.
الإعلامي يسري فودة، الذي اختار الحياة في العاصمة الألمانية برلين، ليقدم برنامجه الجديد
واختار فودة كلماته بعناية عن التحدث عن "رابعة"، وحاول إلقاء المسؤولية على الطرفين (قوات الأمن، والمعتصمين)، بعد زعمه بغموض الحدث، وأن الذي "لا نعرفه عن ذلك اليوم، يبدو أكثر مما نعرفه"، بعد أن كان أحد رواد "المقدمات النارية" لحلقاته المُذاعة على قناة "أون تي في" المملوكة للملياردير المصري نجيب ساويرس.
إلا أن فودة غير من موقفه بعد سفره للخارج، وقال في حوار له مع القناة الألمانية في يوليو الماضي، إن ما حدث في رابعة "مذبحة كبرى"، وأن هذا هو التوصيف الصحيح، مشيراً إلى أن مصر وصلت إلى محطة غير مسبوقة من السوء، قد تُنذر بالوصول إلى "الثورة العنيفة"، حسب قوله.
فض رابعة مذبحة دموية كبرى "ملهاش اسم غير كده"، هكذا قال فودة، في لقائه مع برنامج "شباب توك" المذاع على قناة "DW عربية"، في 12 يوليو/ تموز الماضي، إن "السيسي أقنعنا أنه وراء ثورة يناير، لكن أفعاله بعدما اعتلى السلطة أثبتت عكس ذلك، أنا أتمزق من الداخل، لأني أرى بلدي ممزقاً اجتماعيًا، ولا أرى أي بادرة ممن هو في السلطة الآن أن يتخذ إجراءً يمكن أن يفتح آفاقاً للأمل، نحن في مرحلة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى". وتابع: "ما حدث في مصر خلال 2013 "زلزال"، وأن فض اعتصام رابعة مذبحة دموية كبرى".
الأجواء الفاشية ضد جميع المنتمين لثورة يناير من المبدعين، لا تسمح بالاجتماع داخل عمل يخالف رؤية النظام. وقد حُكم على بعض الأعمال الفنية بالموت وعدم العرض في التلفزيون المصري لأن أبطاله ليسوا ممن يروقون لنظام 30 يونيو/ حزيران، مثلما حدث مع مسلسل "أهل الإسكندرية" للسيناريست بلال فضل. الذي منع عرضه بأوامر أمنية، وقد ربط فضل بين هذا المنع المستمر منذ 2014 وحتى الآن، وبين موقفه من بطش الشرطة في رابعة. يذكر أن المسلسل يشارك في بطولته بسمة وعمرو واكد، وهما من المغضوب عليهم من نظام السيسي لأسباب سياسية.
أما الإعلامية اللبنانية ليليان داوود، فعارضت على استحياء طريقة فض رابعة، والملاحقة الأمنية للنشطاء والصحافيين، رغم دعمها للانقلاب، وصمتها عن مذابحه، إذ استضافت في برنامجها "الصورة الكاملة" عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ناصر أمين، الذي دافع عن تقرير المجلس الحكومي بشأن فض الاعتصام، الصادر في مارس/آذار 2014، وحمل المعتصمين السلميين مسؤولية الدماء التي سالت، وبرأ قوات الأمن من الأرواح التي زُهقت. ورُحلت داوود من القاهرة إلى بيروت ليلة فسخ عقدها بقناة "أون تي في"، عقب شرائها من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، بعد أن اقتحمت قوة من الأمن منزلها، وأجبرتها على الذهاب إلى المطار دون أخذ حقيبة ملابسها.
وكتب الصحافي، عبد الحليم قنديل، مقالاً في جريدة صوت الأمة التي يرأس تحريرها، في يوليو/ تموز الماضي أيضًا، إنه لا يمكن "إغلاق الباب على جراح أخرى دامية، فقد جرى دهس الحريات العامة، وامتلأت السجون بعشرات الألوف من المعتقلين أو المحتجزين السياسيين، إضافة لدماء كثيرة سالت، سواء في "صدام" فض اعتصام ميدان "رابعة"، أو في وقائع الحرب المتصلة ضد جماعات الإرهاب".