كشفت بيانات دولية في قطاع الطاقة عن مواجهة الإمارات مأزقاً كبيراً في بيع النفط، حيث امتلأت الخزانات في إمارة الفجيرة، مركز تخزين النفط وتزويد السفن بالوقود في الشرق الأوسط، إلى مستويات قياسية، بينما كانت "العربي الجديد" قد نشرت قبل نحو ستة أسابيع تقريراً أشارت فيه إلى قرب امتلاء خزنات الوقود في الإمارات، ما يهدد بغلق صنابير النفط.
وذكرت بيانات منصة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس لمعلومات الطاقة، الأربعاء، أن مخزونات المنتجات النفطية في الفجيرة قفزت إلى مستويات قياسية في الأسبوع المنتهي في الأول من يونيو/حزيران الجاري. وقال مصدران تجاريان إن ضعف الطلب على الوقود بسبب إجراءات العزل العام العالمية الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا، ساهمت في ارتفاع المخزونات إلى مستويات قياسية.
وأظهرت البيانات أن مخزونات المنتجات النفطية في الفجيرة ارتفعت إلى 30.71 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من الشهر الجاري، وهو ما يزيد على المستوى القياسي السابق عند 30.262 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 مايو/أيار. وسجلت المخزونات النفطية الأسبوعية بصفة عامة في الفجيرة ارتفاعا قياسيا في ثلاثة من الأربعة أسابيع الماضية.
وأضحت الدول المنتجة للنفط، لا سيما في الخليج العربي، مقبلة على سيناريو كارثي، فامتلاء الخزانات ليس مقتصراً على الولايات المتحدة التي تعرضت أسعار النفط فيها إلى الانهيار قبل نحو شهرين.
وأظهر مسح نشره "العربي الجديد" في 21 إبريل/نيسان الماضي، ضمن تقرير بعنوان "الخليج مهدد بغلق صنابير النفط... سيناريو كارثي للسعودية والإمارات" أنّ الخزانات التي استعانت بها الدول، لا سيما السعودية والإمارات باتت ممتلئة عن آخرها، ما يضع هذه البلدان في مأزق خطير، خاصة أنه ليس من السهولة تصريف المخزون أو غلق صنابير الإنتاج.
وتقع الفجيرة على الساحل الشرقي للإمارات عند مدخل مضيق هرمز، وتعد أحد ميناءين رئيسيين في المنطقة، وهي نقطة مزدحمة لإعادة التزود بالوقود لناقلات تنقل الخام لمسافات طويلة من الخليج.
ولدى شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" منشآت تخزين وتحميل في الفجيرة، وهي تشيّد منشأة جديدة لتخزين النفط أسفل جبال المنطقة من المقرر أن يكتمل بناؤها هذا العام، وفق تقرير لوكالة "رويترز"، في وقت سابق من هذا الشهر.
وقبل انتشار أزمة كورونا، بلغ مخزون النفط في الفجيرة في يناير/كانون الثاني الماضي، نحو 20.7 مليون برميل، وفق بيانات صادرة عن منطقة الفجيرة للصناعة البترولية.