أكد الائتلاف السوري المعارض في تصريح رسمي، اليوم الجمعة، على لسان المتحدث باسمه، سالم المسلط، إن "الائتلاف ينتظر رد (هيئة التنسيق الوطنية) على مذكرة التفاهم، التي أرسلها، يوم الثلاثاء الماضي، للتوقيع عليها قبل لقاء القاهرة المزمع عقده في الفترة المقبلة".
وأضاف المسلط إنه "لن يكون هناك مكان لرأس النظام الحالي ولكل من تسبب في الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري". وأكدت مذكرة التفاهم على أن قيام نظام ديمقراطي تعددي في سورية يتيح التداول السلمي للسلطة لا يكون إلا بالقضاء على الاستبداد، وتغيير النظام السياسي بشكل جذري وشامل بما فيه رموز النظام وجهازه الأمني.
كما تضمنت المذكرة اعتماد بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن السوري كأساس للحل السياسي في سورية، وإطار للعملية التفاوضية برعاية دولية، وحثت المذكرة على التعاون لعقد لقاءات تشاورية وطنية للمعارضة السورية كمقدمة لعقد مؤتمر وطني جامع، بالإضافة إلى تشكيل لجنة من الطرفين من أجل استكمال الحوار بينهما.
وأوضح المسلط، أن "المذكرة تمثل ثوابت الثورة التي حددها السوريون، ولا يملك الائتلاف حق تغيير هذه المبادئ والثوابت أو التلاعب بها، وأن الائتلاف حدد أفكار هذه المذكرة بعد التشاور مع القوى الثورية والعسكرية والمجالس المحلية، وذلك لبلورة موقف مشترك يخدم أهداف الثورة السورية"، لافتاً إلى عدم تشكيل أي وفد من الائتلاف حتى الآن للذهاب إلى القاهرة.
وعلى الرغم من رفض عدة جهات معارضة مؤتمر "موسكو 1" الذي دعت له الخارجية الروسية، إلا أنه لا يزال مراقبون يتوقعون أن يكون اجتماع القاهرة تمهيداً لـ"موسكو 1"، مقابل انتشار تسريبات تفيد بأن القاهرة تشترط انعقاد المؤتمر الوطني لأطراف المعارضة السورية، من دون تمثيل لجماعة "الإخوان المسلمين"، الفصيل الطاغي ضمن المعارضة.
وعن تلك المعلومات، يوضح مصدر من داخل الائتلاف، تحفّظ على ذكر اسمه، أنه "لم تخطرنا مصر بهذا الشرط، ولكن توحيد المعارضة السورية إن اتفقت جميع الأحزاب والأطراف على رؤية واحدة، سيتم بمعزل عن أية شروط دولية، فهو ضرورة وطنية سورية قبل أن يكون مطلب أية دولة، والانفتاح على قوى المعارضة كان قرار الهيئة السياسية في الائتلاف منذ ثلاثة أشهر".
ويذكر أن وفداً من الائتلاف السوري ضم بدر جاموس، عبد الأحد اصطيفو، وقاسم الخطيب، التقى الشهر الماضي في القاهرة بوفد من "هيئة التنسيق الوطنية"، ضمّ حسن عبد العظيم، صفوان عكاش، وأحمد العسراوي، في إطار اللقاءات التشاورية، التي تُمهّد لعقد لقاء وطني جامع وشامل، يضع خريطة طريق واضحة للمعارضة باتجاه التفاوض.
وقد تضمنت الرؤية التي طرحت في اجتماع القاهرة، بحضور بعض قوى المعارضة السورية؛ وكان الائتلاف و"هيئة التنسيق الوطني" أبرزها، 6 نقاط أساسية، أهمها بيان "جنيف1"، وقرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن السوري، أساساً للحل السياسي في سورية، "جنيف1" هو الإطار المعتمد أثناء التفاوض مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتبنى وثيقة بيان المبادئ الأساسية للتسوية السياسية لمؤتمر "جنيف 2"، التي قدمها وفد الائتلاف لمؤتمر جنيف بتاريخ 9 فبراير/شباط 2014، وخريطة الطريق لإنقاذ سورية، التي أقرتها قوى معارضة عدّة.
وأكّدت الوثيقة المطروحة للنقاش على ضرورة تشكيل لجنة مشتركة للتواصل وإدارة العلاقات بين الائتلاف و"هيئة التنسيق"، مهمتها التعاون والتنسيق مع فصائل وتنظيمات وتيارات وأحزاب المعارضة الأخرى.
وكانت الخارجية المصرية قد أعلمت عدة جهات معارضة، منها هيئة التنسيق والائتلاف، أن الموعد الرسمي لعقد لقاء القاهرة التشاوري للمعارضة السورية هو 22 من الشهر الجاري، ليصادف موعد عقد جنيف2، بشكل مقصود، إضافة لحضور مجموعة من القوى الأخرى، منها "الإدارة الذاتية" و"جبهة التغير والتحرير"، و"المنبر الديمقراطي"، إضافة إلى شخصيات معارضة في الداخل والخارج.