ذكرت الوحدة الخاصة بالتحقيق مع أفراد الشرطة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أن جنود الاحتلال في معبر قلنديا، شمالي القدس المحتلة، قد تصرفوا وفقا للتعليمات خلال حادثة إطلاق النار على الشهيدين الشقيقين مرام وإبراهيم صالح طه، من بلدة قطنة شمالي القدس، في معبر قلنديا، الأربعاء الماضي.
ووفق بيان لشرطة الاحتلال، فإن الوحدة نقلت ملف التحقيق في هذه القضية إلى الشرطة، علما أنه يشتبه في حراس تابعين لشركة خاصة، تعمل لحساب وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية، كانوا في المكان، وأطلقوا النار باتجاه الشهيدين مرام (24 عاما) وصالح (16 عاما).
وفي تعقيبه على ما ورد بالبيان، أكد صالح طه، والد الشهيدين، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أنه لا يستغرب استخلاص الاحتلال بشأن جريمة إعدام نجليه، وقال: "كلهم شركاء في الجريمة، بدءا من رئيس الحكومة الاسرائيلية، وصولاً إلى من نفذوا عملية الإعدام على الحاجز".
وروى والد الشهيدين أن مرام وهي أم لطفلين وحامل، وإبراهيم كانا في طريقهما إلى القدس للعلاج في مستشفى المقاصد من أثر جلطة بساقها، إذ كانت مرام قد غادرت حينها مركز الكرمل الطبي في البلدة، بموجب تحويل من طبيب المركز".
وأضاف "لم تكن مرام تدري أن تحويل الطبيب بحاجة إلى موافقة من الارتباط الفلسطيني، كي يرفعها إلى سلطات الاحتلال لتعطي التصريح بالدخول للقدس، لذلك ذهبت دون إدراك وعلم منها، واستقلت وشقيقها إبراهيم سيارة أجرة، وأنزلهما السائق على مدخل الحاجز، وأشار إليهما بسلوك المسرب اللذين سارا فيه قبل أن يرتقيا شهيدين".
وذكر والد الشهيد، أنه ونقلا عن شهود في المكان لاحقا، فإن ولديه سارا في المسرب الخطأ، وهو المسرب المخصص لسير المركبات، حيث تقدمت مرام في السير وتبعها شقيقها، "حينها بدأ الجنود بالصراخ، وكانت الشهيدة في حالة هلع، فتسمرت في المكان، قبل أن يكتشفا أنهما سلكا الطريق الخطأ، لكن فجأة رأى شقيقته تسقط بعد أن أطلق الجنود الرصاص عليها، وحين سارع إليها أمطروه هو الآخر بالرصاص".
كذلك، أكد الوالد "لم يكن بحوزتهما أي سكين، وقد تحديت ضابط جيش الاحتلال الذي حقق معي أن يكشف ما التقطته كاميرات الحاجز حتى يتبين صدق قولي، وأن ما جرى كان قتلا وإعداما متعمدا لولدي دون ذنب اقترفاه".
على حاجز قلنديا العسكري، ما زال بعض شهود العيان يتذكرون ما جرى يوم قتل الشقيقان، بحيث لم يسمح للشهود أو لطواقم الإسعاف الفلسطينية بتقديم الإسعاف لهما، ويصر هؤلاء الشهود على روايتهم وقد نقلوها إلى والد الشهيدين، كما رأوها بتفاصيلها.
وقال أحدهم لـ"العربي الجديد"، "لم نر سكينا بحوزة الشهيدين، حين بدأ الجنود بالصراخ انتبهنا لهم ولم يجري في مسرب الإعدام، قبل أن يطلق الجنود أكثر من 20 رصاصة، وكنا نصيح ونطلب منهم أن يتوقفوا عن إطلاق الرصاص، لكن دون جدوى".
أما نمر، وهو سائق سيارة أجرة، يقول "توقفت في المكان لحظة بدأ الجنود بإطلاق الرصاص: "أطلقوا النار عليهم من مسافة تزيد عن 30 مترا، حتى لو كان بحوزتهم سكاكين، هل كانا يشكلان أي خطر على جنود مسلحين ببنادق رشاشة؟، لماذا لم يعتقلوهما؟". "ما رأيته كان مؤلما، وقفنا جميعا عاجزين، ووقف الكل يتفرج، حتى حين أتوا بالأكياس السوداء ووضعوا الجثتين فيها ببرودة تامة، أشد من برودة عملية الإعدام".