تحولت جدران وسقوف أربع عشرة شقة سكنية في منطقة الشيخ عنبر من أراضي حي الزعيم، إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس، اليوم الثلاثاء، إلى أنقاض، في غضون نحو ثلاث ساعات فقط أو أقل، فيما لم تجد إحدى العائلات التي تقطن واحدة من البنايات المهدمة ملجأ يؤويها بعد أن أخرجت بالقوة من داخل شقتها لتتولى طواقم الهدم تنفيذ أوامر هدم صادرة عن الإدارة المدنية لجيش الاحتلال ووزارة الداخلية الإسرائيلية، بعد محاصرة المباني المستهدفة بقوات كبيرة، ومنع الدخول إلى منطقة الهدم.
في البداية، كما يروي الناشط المقدسي، أنس صب لبن، من سكان الحي لـ"العربي الجديد"، هدمت الجرافات غرفة زراعية، واقتلعت أشجارا في محيطها كما جرفت الأرض، ثم اتجهت إلى البنايات لتباشر عملية الهدم بتسارع كبير، فدمرت 14 شقة سكنية، وهدمت 5 أسوار استنادية.
وأضاف في وصفه المشهد بعد ذلك: "كانت المنطقة بعد انسحاب قوات الاحتلال أشبه بمنطقة تعرضت لهزة أرضية، فالخراب كان واسعا، والأنقاض ملأت المنطقة، فيما لم تنج مؤقتا سوى بناية واحدة طلب من صاحبها الاعتراض على أمر الهدم، وأمهل لأقل من شهر لذلك".
ولم يكن بوسع المواطن المقدسي، عثمان أبو سبيتان، صاحب إحدى الشقق التي تعرضت للهدم في واحدة من البنايات التي دمرت، أن يقترب من موقع الهدم، إلا بعد أن انتهت الجرافات من تدميره بالكامل.
يقول أبو سبيتان لـ"العربي الجديد": "منعونا بالقوة من الاقتراب من المبنى. جميع الشقق التي هدمت ومنها شقة عائلتي كانت في مراحل التشطيب، وكان من المفروض الانتقال إليها قريبا".
البناية الوحيدة التي نجت من عملية الهدم تعود للمواطن المقدسي، عيسى المطور، وتتألف من أربع شقق، لكن عملية الهدم مؤجلة إلى وقت آخر كما قال المطور لـ"العربي الجديد"، بموجب أمر الهدم الذي سلم إليه، وطلب منه خلال ذلك مراجعة الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال للمثول في جلسة تحقيق واستماع.