وعقد جيش الاحتلال الإسرائيلي على مستوى قياداته العسكرية المسؤولة عن الضفة الغربية، سلسلة مناقشات بحثاً عن حل لهذه المعضلة، يكون غطاؤه مدنياً. ويوجه الاحتلال رسائل لفئة الشباب بشكل خاص، في ظل تشخيص قوات الأمن الإسرائيلية وأجهزة مخابرتها أن هذه الفئة العمرية في صفوف الشعب الفلسطيني، هي التي تقود الهبّة الفلسطينية، وتتأثر بشكل خاص بالنشاط الهائل على شبكات التوصل الاجتماعية المختلفة.
وكشف موقع "والا" الإسرائيلي، أول من أمس الجمعة، عن أن وزارة الأمن صادقت على توسيع فضاءات الاتصال بين منسِّق أنشطة الاحتلال في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي، وبين أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. وفي هذا السياق، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي توصيات وضعها مسؤولون كبار، ومعهم المؤسسات الأمنية، ورصد ميزانية كبيرة لإقامة وحدة جديدة تختص بالميديا الجديدة، عبر السعي إلى أن تشمل خبراء مهنيين يختصون في الشبكات الاجتماعية.
وبحسب الموقع فإن القيادات العسكرية في جيش الاحتلال لا تجد سبباً لانتظار استئناف حوار سياسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بقيادة رئيسها محمود عباس، والتنازل "جزئياً"، بحسب تعبير الموقع، عن دور الوساطة، سعياً إلى الوصول إلى الفلسطينيين أنفسهم بشكل مباشر. وتدّعي أجهزة الاحتلال أنها رصدت وجود رغبة عند المواطنين الفلسطينيين للحوار المباشر مع المؤسسات الرسمية للاحتلال، في القضايا المدنية.
ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية فإن توسيع نشاط الاحتلال الإعلامي والدعائي باللغة العربية سيزيد من تأثير إسرائيل نفسها على الشارع الفلسطيني، ويعزز من العلاقة بين المواطنين الفلسطينيين وبين دوائر ومؤسسات الإدارة المدنية، التي يمثلها الجنرال مردخاي. كما أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى ترشيد عمليات إصدار تصاريح عمل في داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وتمكِّن الاحتلال من رصد وقراءة الروح السائدة في المجتمع الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
وبحسب الموقع، فإن الحديث يدور عن رصد ملايين الشواقل لقسم الميديا الجديدة، وتحسين المنظومة الإسرائيلية القائمة، ويتيح توجيه كمٍّ أكبر من الرسائل الإسرائيلية المباشرة للمجتمع الفلسطيني من خلال شبكات تواصل وصفحات اجتماعية مختلفة، ووسائل توجيه هذه الرسائل مثل كمٍّ كبير من أشرطة الفيديو المصورة، صور عادية، نصوص قصيرة ونسخ تجربة قناة الجزيرة في مخاطبة الشباب في العالم العربي من خلال "الجزيرة يانغ".
وكشف الموقع في هذا السياق عن أن جنود وحدة منسق أنشطة الاحتلال في الأراضي المحتلة، يديرون حاليا موقع إنترنت باللغة العربية، ناهيك عن وجود مواقع أخرى مشابهة، مثل موقع تواصل التابع لوزارة الخارجية، وموقع يحمل اسم المصدر، تقوم على بث الدعاية الإسرائيلية.
كما يدير جنود قسم الجنرال مردخاي صفحة فيسبوك لها، بحسب ادعاء الموقع، 30 ألف متابع ، لكن حجم النشاط فيها ضعيف مقارنة بما تدعي إسرائيل بحجم الطلبات والتوجهات التي ترد الصفحة من متابعين فلسطينيين، لذلك تقرر توسيع النشاط في هذه الصفحة وعلى شبكة الإنترنت.
وتشكّل صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة والوسائط المتنوعة للميديا الحديثة ساحة منافسة شديدة ومساحة تحدٍّ كبير لدولة الاحتلال، التي تحاول باستمرار إغلاق الصفحات الفلسطينية، أو تلك المؤيدة للموقف الفلسطيني عموماً، تحت ذريعة التحريض على العنف وعلى معاداة السامية، إلى جانب اعتقالها عدداً من الناشطين والمدوّنين، بسبب ما تقول إنه "اشتباه فيهم بسبب منشورات لهم على موقعي فيسبوك وتويتر".
في المقابل، عززت الجهات الإسرائيلية المختلفة في الأعوام الأخيرة من نشاطها في الحضور الإعلامي في الفضائيات العربية، بحجة "التوازن والرأي الآخر" والضغط على وسائل الإعلام الدولية، خاصة التي تملك قنوات بالعربية لاستضافة مسؤولين من دولة الاحتلال، كما يبرز ذلك جلياً في محاولات الضغط المتواصلة، مثل شبكات عالمية كالـ"بي بي سي" البريطانية، و"سي إن إن" الأميركية و"سكاي نيوز"، من دون تورع عن التهديد بسحب أوراق اعتماد ممثلي ومندوبي هذه الشبكات في إسرائيل، أو عن رفع شكاوى ضد هذه الشبكات واتهامها بالتحيز ضد إسرائيل.