فوجئ التاجر المقدسي المعروف الحاج مصطفى أبو زهرة، أمس الأربعاء، بقوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، وطواقم من بلدية الاحتلال في القدس، تغلق محيط متجره الكائن في سوق "المصرارة" بمدينة القدس المحتلة، لتباشر ودون سابق إنذار بإزالة لافتات كتب عليها عبارات التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وآيات قرآنية معلقة على جدران متجره منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وكان الحاج أبو زهرة قد حصل على رخصة من بلدية الاحتلال، بوضع تلك اللافتات فوق محله التجاري الذي يتوسط سوقاً تجارياً نشطاً، وشهد منذ اندلاع الهبة الشعبية الحالية، سلسلة عمليات طعن لجنود ومستوطنين، والتي أوقعت شهداء من منفذي هذه الهجمات.
أبو زهرة، الذي التقاه "العربي الجديد" قرب متجره المحاصر بعشرات الجنود وعمال آسيويين وإثيوبيين، الذين وضعتهم سلطات الاحتلال في فوهة المدفع لمواجهة المقدسيين، بدا مصدوماً مما تقوم به قوات الاحتلال، واصفاً ما جرى بأنه "حرب إسرائيلية على لافتات لا تحمل سوى آيات قرآنية وعبارة التوحيد التي يلتف حولها مئات الملايين من المسلمين في العالم"، وتساءل أبو زهرة: "هل ممنوع علينا أن نرفع راية التوحيد هذه، ونحن الذين نرددها على مدار الساعة (..)"؟
ما ادعته بلدية الاحتلال في تبريرها لما قامت به، كما قال أبو زهرة، هو أن "هذه اللافتات تحمل رمزاً من رموز الإسلام يمنع تعليقها"!!، ووفقاً للتاجر أبو زهرة، فهو لم يسمع عن قانون يمنعه من أن يرفع عبارات التوحيد، أو أن يعلق آيات من القرآن الكريم.
بالنسبة للحاج أبو زهرة، ما جرى اليوم كان رسالة له شخصياً، ولكل المقدسيين الذين يتعرضون منذ اندلاع الهبة لأسوأ حملة من التنكيل والعقاب الجماعي، استهلوها بملاحقة التجار وفرض الغرامات والضرائب الباهظة عليهم.
اقرأ أيضاً: نهر البارد.. حي فقير أهله عائلة واحدة
في حين أن هذه الحملة مستمرة سواء داخل أسوار البلدة القديمة أو خارجها، وهي تستهدف بسطاتهم وبضائعهم المعروضة أمام محلاتهم، بل تغريم محلات لتجار على النرجيلة والسيجارة، وإنزال عشرات المركبات عن الشارع ومنع أصحابها من قيادتها بدعوى عدم صلاحيتها للسير.
البعد الآخر لـ "الحرب الإسرائيلية الجديدة" على لافتات التجار المقدسيين، يستهدف أبرز وجوه النشاط الاقتصادي في القدس، كما يستهدف أبو زهرة بصفته شخصية وطنية إسلامية اعتبارية، حيث يشهد له مواطنو المدينة بدوره في الدفاع عن الحضور الإسلامي والعربي في القدس، خاصة لموقعه رئيساً للجنة المقابر الإسلامية في القدس، ودفاعه عن عنها، خاصة مقبرة "مأمن الله" الإسلامية التي تتعرض منذ سنوات لأبشع الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، كما يقول حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، وعضو الهيئة الإسلامية العليا، في حديث لـ"العربي الجديد".
وأبو زهرة أحد أعضاء أعلى هيئة إسلامية في القدس، وسبق أن شارك أكثر من مرة مع المدافعين عن المسجد الأقصى في وجه الاقتحامات اليومية له من قبل المستوطنين.
في المقابل يشير حاتم عبد القادر، إلى حملة التنكيل التي يتعرض لها تجار القدس، خاصة بلدتها القديمة، ويقول: "ما حدث مع التاجر أبو زهرة اليوم يمثل ذروة التنكيل هذا، ولا نستبعد بعد الذي قاموا به أن يزيلوا الآيات القرآنية من بيوتنا ومساجدنا، وقد حاولوا من قبل أن يمنعوا الأذان من المساجد بذريعة انزعاجهم منه، وبأنه يلوث البيئة".
اقرأ أيضاً: إسرائيل تحظر جمعيّات في أراضي الـ 48