ومنذ أمس، صور الإسرائيليون أربع قرى في منطقة المالح هي: الفارسية، وحمصة، والرأس الأحمر، والبقيعة، وهذه القرى يعرف ساكنوها الفلسطينيون من خلال تجارب عديدة سابقة، أن هدم خيامهم يسبقه عادة تصوير الموقع.
ويقول رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار، عارف دراغمة، في اتصال بـ "العربي الجديد" إن "الأمر مخيف، فالتصوير يعني الهدم أو إخطارات إضافية للهدم".
وسلمت إسرائيل سكان منطقة المالح وقراها، منذ بداية العام الحالي فقط، 400 إخطار بعناوين متنوعة ما بين وقف بناء، وهدم بناء، وترحيل وإخلاء.
ويضيف دراغمة "يسلمون السكان الفلسطينيين إخطارات تحت بند وقف البناء، مع أن الخرب (القرى) البدوية مبنية منذ سنين، فوق أرض فلسطينية مسجلة بأسماء أصحابها الأصليين".
وتتفنن إسرائيل في تعذيب الفلسطينيين العُزل في غور الأردن، حيث يقف عناصر الإدارة المدنية الإسرائيلية بهدوء أمام خيام الفلسطينيين، ويختارون ببطء مرعب زاوية تصوير الخيمة، دون أن يردوا على أسئلة سكانها، ثم يغادرون بصمت، ليعود الجيب المدني الأبيض خاصتهم بعد أيام، على رأس رتل عسكري من الجرافات، والتي تمسح القرية عن بكرة أبيها.
يقول ياسر أبو الكباش من سكان قرية حمصة الفوقا في المالح، لـ"العربي الجديد": "صورونا من الجو والأرض، في الوقت الذي كانت الإدارة المدنية تصور كل خيامنا، كانت طائرة صغيرة بيضاء تلتقط الصور من فوقنا".
ويضيف "أعرف أن التصوير يسبق الهدم، وخصوصاً أنهم سلمونا إخطارات هدم، يريدوننا أن نرحل من هنا نهائياً".
وتزامناً مع تصوير "خرب" المزارعين الفلسطينيين البدائية، تمهيداً لهدمها أو إخطارهم بالهدم من جديد، علق المحتلون يافطات دعائية في شوارع الأغوار، تحث المستوطنين على اللجوء إلى مستوطنات غور الأردن العصرية والسكن فيها".
ويؤكد دراغمة "الأمور تتم بصمت. يبني المستوطنون بيوتاً جديدة في مناطق جبلية بعيداً عن عيون الفلسطينيين الساكنين في الأودية، وفجأة تمتلئ الشوارع بيافطات تدعو الإسرائيليين إلى السكن في مستوطنة حمدات ومستوطنات المالح في الأغوار".
لكن أبو الكباش لا يرى في هدم بيته نهاية الوجود الفلسطيني في الغور، مشدداً "فليهدموه، والله العظيم ما بطلع من هون لو بموت".