وتزامنت عملية الهدم مع أذان المغرب، وسط أصوات التكبيرات من حناجر آلاف المواطنين الفلسطينيين الذين كانوا على شرفات وأسطح بناياتهم السكنية.
وتتألف بناية محمد أبو طير من تسعة طوابق، كان بدأ ببنائها قبل حوالي ثلاث سنوات، واضطر لإيقاف العمل فيها، في محاولة لترخيصها، بعد قرار المحكمة القاضي بوقف العمل، حتى صادقت المحكمة الإسرائيلية العليا على قرار هدمها الشهر الماضي.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت صباح اليوم صاحب البناية وأفرجت عنه مساء، بشرط الإبعاد عن قرية صور باهر ليوم الخميس القادم.
وبهدم بناية أبو طير مساء اليوم، تكمل قوات الاحتلال هدم 16 بناية، باشرت بهدمها فجر اليوم، وتضم 100 شقة سكنية، منها 11 عمارة سكنية، ومنزل، إضافة إلى أربع أساسات لبنايات.
وخلال ساعات الصباح الأولى، أخلت قوات الاحتلال سكان تلك الأبنية بالقوة، كما اعتدت على المواطنين وعلى الطواقم الصحافية، بالتزامن مع إعلان سلطات الاحتلال عن قرية صور باهر منطقة عسكرية مغلقة.
وتعد عملية الهدم هذه أوسع عملية هدم تنفذها سلطات الاحتلال في القدس المحتلة، بعد عملية هدم مماثلة نفذتها تلك السلطات في قرية قلنديا شمالي المدينة المقدسة، قبل ثلاث سنوات.
وأثارت جريمة الهدم الإسرائيلية ردود فعل فلسطينية غاضبة على المستويات كافة، تجسدت بإعلان منظمة التحرير الفلسطينية وضع آليات لإلغاء الاتفاقيات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
كما أثارت عملية الهدم تلك إدانات عدّة عربيّا ودوليًّا، لا سيما من قبل الأردن وقطر ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي وفرنسا.
وكانت محكمة الاحتلال العليا رفضت محاولة أهالي حي وادي الحمص، الأخيرة للحفاظ على بنايتهم- بعد أن تقدموا بطلب لتأجيل وتجميد قرارات هدم 16 بناية مستندين لوجود ثغرات قانونية بقرار المحكمة الأخيرة.
وانتهت مهلة جيش الاحتلال لأهالي حي وادي الحمص لهدم منشآتهم السكنية بأيديهم في الثامن عشر من الشهر الجاري، وخلال الأسابيع الماضية تعمدت قوات الاحتلال بعناصرها المختلفة اقتحام الحي لتحضير عملية الهدم الجماعية.