كشف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، أن حكومة الاحتلال تتبع مؤخراً جملة من الأدوات بهدف محاولة مواجهة الهبة الشعبية في القدس، خاصة مع حلول الأعياد اليهودية لشهر (تشري) حسب التقويم اليهودي.
وقال أردان، في مقابلة بمناسبة حلول رأس السنة اليهودية الجديدة: "لقد توفرت لدينا معلومات استخبارية بأن هناك نوايا لدى الجانب الفلسطيني برفع حجم ومستوى التحريض، ومحاولة دعوة الشباب الفلسطيني لتنفيذ عمليات فردية، وإطلاق حملة لتنفيذ عمليات قتل إرهابية، وكل ذلك بوحي من شبكات التواصل الاجتماعية".
وزعم أردان أن هذا هو ما يفسر العمليات الأخيرة التي وقعت قبل أسبوعين، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن الاحتلال عزز من عمليات مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية، إذ تتم مراقبة المضامين المنشورة فيها، ومن ثم تنفيذ خطوات مختلفة تشمل الاعتقالات الفورية لأصحاب هذه المنشورات، بهدف فحص مدى جدية دعواتهم لتنفيذ العمليات، ووضع بعضهم تحت الاعتقال الإداري، أو تقديم لوائح اتهام ضدهم".
وقال أردان إن هناك مخاوف في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من احتمالات عودة هذه العمليات، خاصة مع وجود تقديرات بأن نحو مليون إسرائيلي سيصلون خلال الأعياد اليهودية في هذا الشهر إلى القدس المحتلة ومحيطها، وبالتالي فإن "من شأن العمليات أن تتجدد، لكننا نتخذ هذه المرة خطوات جديدة لم يسبق لنا اعتمادها في الماضي؛ فهناك اليوم نشاط أكبر في مراقبة الشبكات الاجتماعية وحذف مضامين منها، وتعاون وثيق بين الشرطة وجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، ووزارة القضاء وذلك بهدف تعقب واعتقال الجهات المسؤولة عن "التحريض"، ووضعهم رهن الاعتقال الإداري، كما تتم محاكمة أئمة مساجد، وإبعاد العناصر عن القدس، وكل ذلك إضافة إلى نشر قوات معززة للشرطة في القدس، وعلى امتداد محاور الطرق الرئيسية، ومشارف القرى الفلسطينية المحيطة، والتي اعتادت قوات الاحتلال على إغلاق مداخلها في السنوات الماضية في فترة الأعياد.
وزعم أردان أن هذه الخطوات والأدوات مجتمعة تزيد كثيراً من فرص النجاح في "إحباط عمليات ينفذها الأفراد".
وتزامنت تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي مع تقارير فلسطينية في القدس أشارت إلى اعتقال الاحتلال عشرات من النشاطين الفلسطينيين الذين يرابطون في المسجد الأقصى، والذين يوجدون في محيطه، بهدف التصدي لمحاولات الجماعات اليهودية اليمينية اقتحام المسجد، ومحاولة إقامة وتأدية شعائر دينية يهودية، ومنها استفزازية على نحو خاص، مثل محاولات إتمام مراسم زواج يهودية في باحات المسجد الأقصى.
وفي هذا السياق سلم الاحتلال، اليوم، رئيس هيئة المرابطين في القدس الشريف، يوسف مخيمر، أمراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك لمدة أربعة أشهر. كما قامت قوات الاحتلال، في وقت سابق، باعتقال عشرات الشبان المقدسيين، ثم تسليمهم أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، لفترات تراوح بين عدة أسابيع وعدة أشهر، عدا عن تحويل بعضهم للاعتقال المنزلي.
اقــرأ أيضاً