اتّخذت قوات الاحتلال اليوم الجمعة، تدابير أمنية مشدّدة في القدس المحتلّة، تخوّفاً من أي تصعيد محتمل، بعد حادثة إغلاق المسجد الأقصى، واغتيال الشهيد معتز حجازي.
ونشر الاحتلال قرابة ثلاثة آلاف عنصر من الشرطة، وحرس الحدود في شوارع وأزقة القدس المحتلة، وكثّف من انتشاره حول بوابات المسجد الأقصى المبارك. وأعلن أنّه سيسمح فقط لمن فوق الخمسين عاماً، من الرجال الدخول لأداء صلاة الجمعة.
ونقلت تقارير إسرائيلية مختلفة، أن إسرائيل رفعت حالة التأهب في القدس لأقصى درجة، فيما تبادل اليمين مع الشرطة الإسرائيلية الاتّهامات، بعد محاولة اغتيال المتطرّف ايهودا جليك، بدعوى أنّ الأخير قدّم عدة شكاوى حول تلقّيه تهديدات في القتل.
وفي سياق متّصل، اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم، أربعة مواطنين من حي وادي حلوة في بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى المبارك.
وأكّدت مراسلة "العربي الجديد" في القدس المحتلة، أنّ العشرات من جنود الإحتلال داهموا الحي فجراً، واقتحموا عدداً من المنازل، قبل أن تعتقل مدير مركز معلومات وادي حلوة، جواد صيام، وابن شقيقه جواد صيام، ومنتصر فرج، ومحمود غيث، وتقتادهم إلى جهة مجهولة.
وتتوقّع قوات الإحتلال أن يكون اليوم الجمعة، يوم غضب، سيشهد مواجهات بعد تشييع الشهيد معتز حجازي، منتصف ليل أمس، إذ فرضت قوات الإحتلال قيوداً مشدّدة على دفنه، إشترطت فيه وجود45 فرداً من عائلته، لكن مئات المقدسيين فاجأوا قوات الاحتلال، عندما ظهروا في باب الساهرة، حيث دفن حجازي، وشاركوا في تشييعه رغم أوامر الإحتلال.
وأكّدت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الإحتلال سارعت بتسليم جثمان الشهيد معتز حجازي، الذي اغتالته صباح أمس، في محاولة منها لإغلاق ملف حجازي، ومحاصرة أي تصعيد متوقّع وتنفيس التوتر الشديد، الذي تعيشه المدينة.
ودعت حركة "فتح" إلى اعتبار اليوم، يوم غضب لنصرة المسجد الأقصى، الذي يتعرّض لاقتحامات تهدف إلى تقسيمه مكانياً وزمانياً، وكان آخرها إغلاقه يوم أمس الخميس أمام المصلّين، في سابقة لأول مرّة منذ احتلال المدينة المقدسة في العام 1967.