شرعت قوات الاحتلال، صباح اليوم الأربعاء، بهدم مبنى ضخم على المدخل الرئيس لمخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، معروف بمبنى "الكوكا كولا"، ومملوك لعائلة الدجاني المقدسية، حيث يشتمل على عشرة محال تجارية.
وحاصرت قوات الاحتلال محيط المبنى، وانتشرت فوق أسطح البنايات العالية المطلة عليه، فيما أغلق جنود الاحتلال الحاجز العسكري المقام على مدخل المخيم ومنعوا الانتقال عبره، كما اندلعت مواجهات عنيفة مع الشبان أطلق جنود الاحتلال خلالها الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق.
وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قررت العام الماضي هدم نحو 20 مخزناً على مدخل مخيم شعفاط تتبع أيضاً لنفس المبنى، المقام على أرض تعود ملكيتها لعائلة الدجاني، وتبلغ مساحتها 11 دونماً ونصفاً، لصالح توسيع الحاجز المقام على مدخل المخيم.
وقال أحد أفراد العائلة المالكة للمبنى، جواد الدجاني، لـ"العربي الجديد"، إن سلطات الاحتلال كانت قد استولت على ست دونمات عام 2006 من مساحة الأرض الإجمالية من أجل بناء جدار الفصل والتوسع العنصري، واستكملت الاستيلاء على الأرض بعد هذا القرار.
وترافق قرار المحكمة آنذاك مع دفع مبلغ مالي بقيمة 116 ألف دولار من أصل 454 ألف دولار، كضرائب على المنشآت المقامة على الأرض لبلدية الاحتلال في القدس، مع العلم أن المنشآت مغلقة منذ عام 1990.
ولفت الدجاني إلى أن سلطات الاحتلال عرضت عليه في السابق شراء الأرض مقابل مبالغ مالية طائلة، إلا أنه وعائلته رفضوا العرض جملة وتفصيلاً.
من جهتهم، ندد أصحاب المحال التجارية التي شرعت سلطات الاحتلال بهدمها بما قامت به سلطة وبلدية الاحتلال، وأكدوا أنهم لن يتوانوا عن إعادة بنائها.
وقال أحد أصحاب المحال التجارية التي هدمت، محمد جرادات، لـ"العربي الجديد" إن عملية الهدم مست بأرزاق أكثر من مئة نسمة غالبيتهم من الأطفال والنساء، وهم يعتاشون منها.
ووصف جرادات ما جرى بأنه عقاب جماعي، وانتقام من أهالي المخيم، وليس تطبيقاً للقانون الذي لا تعرفه سلطات الاحتلال ولا تطبقه في تعاملها مع المقدسيين.
أما الناطق باسم حركة "فتح" في المخيم، ثائر الفسفوس فقد أكد لـ"العربي الجديد" أن مواطني المخيم سيعيدون بناء ما دمره الاحتلال، واصفاً ما جرى من عملية هدم اليوم بالعمل الوحشي والإجرامي.