واكتشف ويليامز في شهر إبريل/نيسان الماضي أنه أصبح هدفا لتلك المجموعة الغامضة ردّاً على محاولاته لنشر معلومات عن البرامج والأدوات الإلكترونية، التي كانت تستخدمها "إن إس إيه" في عمليات التجسس على دول أجنبية.
وحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مجموعة "شادو بروكرز" أرادت الانتقام من الخبير الإلكتروني بعدما نشر على مدونة الوكالة على الإنترنت، في شهر إبريل/ نيسان الماضي، تحذيرات ومعلومات عن البرامج التجسسية التي قرصنتها المجموعة من "إن إس إيه" فسربت معلومات دقيقة عن دوره في الوكالة.
ونقل التقرير عن ويليامز أنه صدم بتسريب مجموعة القراصنة تفاصيل تقنية تظهر بوضوح أنها حصلت على معلومات عن عمليات التجسس السرية، التي شارك بها خلال عمله منذ سنوات مع الوكالة مع أنه يعمل بشكل سري.
وأعرب ويليامز عن قلقه من أن القراصنة أصبح لديهم معلومات أمنية حساسة عن آلية عمله، لا يعرفها حتى زملاؤه في وكالة الأمن القومي، محذراً من المخاطر الكارثية لهذا الاختراق بمعزل عما إذا كانت التسريبات تمت عبر موظف يعمل داخل الوكالة أم من خلال القرصنة الإلكترونية.
وكانت وكالة الأمن القومي الأميركية قد تعرضت في شهر أغسطس/ آب عام 2016 لعملية اختراق إلكتروني. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين أن ما يجري حاليا في الوكالة، التي تعتبر أقوى الأجهزة الأميركية في مجالات الحرب الإلكترونية، أشبه بكارثة كونها تنال من الثقة بقدرة الوكالة على مجابهة التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات الحديثة. وهذا بالتحديد الدور المناط بها؛ أي حماية الفضاء الإلكتروني الأميركي. فكيف تقوم بهذا الدور القومي وهي غير قادرة على حماية نفسها من الاختراق؟
ويتزامن ذلك مع تصاعد الحرب الكلامية بين الرئيس، دونالد ترامب، والقادة السابقين لأجهزة الاستخبارات على خلفية تصريحات ترامب عن تصديقه نفي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية. وهو ما يعني التشكيك بتقرير أجهزة الأمن الأميركية وتحقيقاتها التي توصلت إلى أن بوتين هو من أعطى الأوامر بقرصنة بريد الحملة الانتخابية لمرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، هيلاري كلينتون.
وقد حاول الرئيس الأميركي تدارك ردود الفعل السلبية على تصريحاته بعد لقائه الأخير مع الرئيس الروسي، بالإعلان لاحقا أنه يتبنى ما جاء في تقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية، بشأن التدخل الروسي بمعزل عن نفي بوتين. كما أعلن ذلك أيضا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مايك بامبيو. لكن المدير السابق للوكالة، جون برينان، اعتبر أن الرئيس الأميركي يتعرّض لعملية ابتزاز من الرئيس الروسي، وأنّه تحول إلى دمية في يده.