وذكر جهاز الاستخبارات العسكرية الدانماركي "إي إف"، أن "تقييمنا لإمكانية اسقاط الطائرات المقاتلة من قبل داعش، يعتمد على قدرات هذا التنظيم في المدن والمرتفعات التي تقل عن 5 آلاف متر، إذ يمكن إصابة المروحيات والطائرات المقاتلة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم وأثناء عمليات الإغارة".
دفع هذا التحذير حزب "اللائحة الموحدة اليساري"، اليوم الثلاثاء، إلى تأكيد معارضته مجدداً إرسال المقاتلات الدنماركية ومشاركتها في التحالف الدولي بطلب أميركي، وذلك أثناء اجتماع البرلمان الدنماركي لتخويل وزارة الدفاع قصف "داعش".
واعتبر الحزب، المعترض الوحيد من بين الأحزاب البرلمانية على إرسال جنود ومقاتلات، أن الأفضل للدنمارك والدول الأوروبية الأخرى "دعم قوات الأكراد في سورية، باعتبارها القوى الديمقراطية الوحيدة القادرة على مقاتلة داعش".
ويطالب حزب "اللائحة الموحدة"، منذ فترة برفع حزب "العمال" الكردستاني عن لائحة الإرهاب "ليتسنى دعمه عسكرياً ودعم جناحه السوري (الحزب الديمقراطي)". هذا المطلب عارضه وزير الخارجية الدنماركي، مارتن ليدغيرد، ومختصون في الشؤون العربية، قائلين إنه "سيبدو الأمر كمن يخلق فجوة بين العرب والأكراد، وتسليح حزب معين يمكن أن يرتكب فظاعات انتقامية، لن يجلب الكثير لمشاريع محاربة (داعش)، بل قد يزيد شعبيته".
وتنوي حكومة الدنمارك إرسال 140 خبيراً وضابطاً مع الطائرات المقاتلة إلى العراق، وهي تطالب بتفويض لمدة عام مع إمكانية التجديد، مما جعل البعض من المعترضين على هذه المشاركة اعتبار الأمر "تكراراً لتجربة أفغانستان والعراق، وتورطاً أكبر من دون سقف زمني".
تأييد شعبي
يتذرّع مؤيدو المشاركة الدنماركية بقصف العراق بالقول:"لقد طلب الحلفاء والأصدقاء (الولايات المتحدة) مشاركتنا في مساعدتهم للتخلص من (داعش)، وها هي بريطانيا تفعل أيضاً، فلماذا لا نساعد هؤلاء ونبقى على الهامش؟".
وأظهرت دراسة اقتصادية، اليوم الثلاثاء، أن التكلفة الدنماركية قد تصل إلى 204 ملايين دولار في العام، وتقول وزارة الدفاع الدنماركية إن هذا المبلغ سوف يجري تأمينه من موازنة الوزارة للعام الحالي.
على هذه الخلفية جرى، اليوم الثلاثاء، الكشف عن نتائج استطلاع رأي أجراه مركز "فوكسميتر" لقياس الرأي بأن 62 في المائة من الشعب الدانماركي يؤيد مخططات الحكومة في قصف "داعش" والمشاركة في التحالف، بينما يعارض 18 في المائة أية مشاركة للدنمارك.
وكانت قد سبقت هذا الاستطلاع حملة إعلامية ضخمة تجلت في إقناع الدنماركيين بخطورة "داعش" على الدنمارك. ويقول مهتمون في الشؤون العربية وصحافيون معارضون لمشاركة بلادهم في التحالف الأميركي، لـ"العربي الجديد"، إنه "صحيح أن داعش قدم مبررات كبيرة للتعطش العسكري الغربي، لكن في الواقع سيكون التحالف في ورطة كبيرة طالما أنه يغض الطرف عن مسببات ما جرى في سورية والعراق".