12 نوفمبر 2024
الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان وجنوب آسيا
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، ما وصفه بـ"الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان وجنوب آسيا".
ولم يقدم ترامب تفاصيل كثيرة عن استراتيجيته الجديدة، غير أنّه قرر إرسال حوالى 4000 جندي أميركي لينضموا إلى 8400 جندي أعلن أوباما في نهاية رئاسته أنهم سيبقون هناك، بعد أن صرّح في مطلعها أنّ التورط الأميركي في أفغانستان سينتهي في نهاية رئاسته الثانية.
وكان ترامب انتقد، خلال حملته الانتخابية، طريقة تعامل إدارة سلفيه جورج بوش وباراك أوباما مع الحرب في أفغانستان، داعيًا إلى الانسحاب منها وإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، كلفتها نحو 2400 قتيل من دون أن تهزم طالبان، بعد ستة عشر عامًا من القتال، بل على العكس باتت طالبان تسيطر اليوم على 40 في المائة من أفغانستان. لقد ناقض ترامب في إعلانه الأخير حول أفغانستان دعايته الانتخابية، وانصاع لموقف وزارة الدفاع والجيش الأميركي.
خلفيات القرار
في فبراير/شباط 2017، طالب قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال جون نيكلسون، في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، بزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان لكسر الجمود الذي يسيطر على الوضع فيها.
وبناءً عليه، قدمت وزارة الدفاع الأميركية توصية إلى البيت الأبيض بإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان. وقد أثار
الأمر خلافات واسعة بين مستشاري ترامب، وتشككًا لديه. غير أن ترامب قرر تلبية طلب البنتاغون، مبررًا ذلك بالقول: "حدسي الأساسي كان يلحّ عليّ بالانسحاب، وتاريخيًا أحب أن أتبع حدسي. ولكن طيلة حياتي أسمع أن القرارات تكون مختلفة جدًّا عندما تتخذها وأنت تجلس وراء مكتب الرئيس". وأضاف أنه بعد اجتماعات كثيرة، على مدى الأشهر الماضية، توصل في اجتماع في منتجع كامب ديفيد الرئاسي مع وزراء في حكومته وجنرالات في الجيش، يوم 18 آب/أغسطس الجاري، إلى ثلاث نتائج حول مصالح أميركا الأساسية في أفغانستان، هي:
• على الولايات المتحدة أن تسعى إلى نتيجة تتلاءم مع التضحيات الهائلة التي بُذلت هناك.
• ضمان "عواقب خروج سريع يمكن التنبؤ بها". فترامب يرى أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر تم التخطيط لها وتوجيهها من أفغانستان؛ بسبب تأمين حكومة طالبان مأوى "للإرهابيين". ومن ثمّ، فإن انسحابًا سريعًا سيخلق فراغًا لهؤلاء "الإرهابيين"، بما في ذلك "القاعدة" و"داعش". وأعاد التذكير بالانسحاب الأميركي "المتسرع والخاطئ" من العراق عام 2011، وأدى إلى "أن تنزلق مكاسبنا التي حصلنا عليها بصعوبة إلى أيدي أعدائنا الإرهابيين".
• تعاظم التهديدات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة في أفغانستان وعموم منطقة جنوب آسيا. وبحسب ترامب توجد "عشرون جماعة مصنفة أميركيًا منظمات أجنبية إرهابية ناشطة في أفغانستان وباكستان، وهذه النسبة هي الأعلى تركيزًا من أي منطقة أخرى في العالم".
جدل داخلي
قدّم ترامب عددًا من المبررات لقرار زيادة عدد القوات في أفغانستان، لكن هذه الخطوة لم تحظَ بإجماع داخل إدارته وبين مستشاريه. ويبدو واضحًا أنه اتخذ قرار زيادة القوات تحت تأثير
الجنرالات المحيطين به وضغطهم، وتحديدًا وزير الدفاع، الجنرال جيم ماتيس، وكبير موظفي البيت الأبيض، الجنرال جون كيلي، ومستشاره للأمن القومي، الجنرال أتش. آر ماكماستر. في المقابل، وقف "الأيديولوجيون" الانعزاليون داخل إدارته (لم يبق منهم كثير بعد خروج ستيف بانون، وسيباستيان غوركا)، ضد مزيد من التورط في أفغانستان، على أساس أن هذه حرب لا يمكن الانتصار فيها، كما أنها تمثل تراجعًا من جهة ترامب عن وعد قطعه لقاعدته الانتخابية عنوانه "أميركا أولًا"، ولذلك فإنهم كانوا يطالبون بانسحاب كامل. وكان لافتًا أن موقع "برايتبارت" الإخباري Breitbart الذي يمثل اليمين المتطرف، والذي عاد إليه بانون رئيسًا تنفيذيًا بعد خروجه من الإدارة، نشر عناوين ناقدت خطاب ترامب، من قبيل "ترامب غيّر مساره" و"دونالد ترامب يردد شعارات أوباما".
ويرى بعض حلفاء ترامب المطلعين على عملية اتخاذ قرار زيادة عدد القوات في أفغانستان، أنه اختار طريقًا تقليدية ومال إلى الجنرالات الذين باتوا يسيطرون على الدائرة الضيقة المحيطة به، إلا أنه رفض إرسال عشرات الآلاف من الجنود، كما طلبوا. ويشير أولئك المسؤولون، أيضًا، إلى أن ترامب بقراره هذا أظهر رئيسًا غير مرتبط بأيٍّ من مبادئ السياسة الخارجية، ولكنه مستعد لتبنّي وجهة نظر معيّنة طالما أنها تقدمه زعيمًا قويًا.
الاستراتيجية الجديدة
تحدث ترامب عن استراتيجية جديدة، لكن ما أعلنه خلا من التفاصيل، ولم يبد مختلفًا كثيرًا عما ظل يردده الرؤساء الأميركيون قبله من أن قواته "ستقاتل من أجل النصر"، وستسحق داعش والقاعدة، وتمنع طالبان من السيطرة على أفغانستان، وتوقف الهجمات الإرهابية الكبيرة ضد أميركا قبل وقوعها. مع ذلك حرص الرئيس الأميركي على أن يبدو مقدمًا الجديد في هذه الاستراتيجية من خلال:
• التشديد على أن الاستراتيجية الجديدة هي استراتيجية أوسع لجنوب آسيا، وليس أفغانستان فقط. بمعنى أنها تشمل باكستان التي اتهمها ترامب بضمان ملاذات آمنة لقادة طالبان وجماعات أخرى تهاجم القوات الأميركية في أفغانستان وحكومتها. كما أنها تشمل الهند التي طالبها ترامب بالمساعدة في تقديم دعم اقتصادي وتنموي في أفغانستان، فضلًا عن تعزيز الاستقرار الأمني في المنطقة.
• حرص ترامب على إبداء ثقته بجنرالات الجيش، من خلال ابتعاده عن التفاصيل، وترك الأمور الميدانية بين أيديهم.
• في خطاب ترامب حول أفغانستان إشارة إلى أن إدارته بدأت بتشكيل "عقيدة" لها في السياسة الخارجية؛ إذ أكد أن "الواقعية المبدئية ستوجه قراراتنا قدمًا". وضمن حديثه بأنه لن يكون مطلوبًا من الجيش الأميركي بعد الآن بناء ديمقراطيات في بلاد أجنبية، بقدر ما ستعمل الولايات المتحدة مع حلفائها على حماية المصالح المشتركة.
أما ملامح الاستراتيجية الجديدة، فقد حددها ترامب في التالي:
• التحول من مقاربة قائمة على الجداول الزمنية إلى أخرى يحددها تطور المعطيات على
الأرض. وكان ترامب يغمز على ما يبدو هنا من قناة سلفه أوباما الذي كان أعلن عن إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان، ولكنه ربط ذلك بجدول زمني لانسحابها. ووفق ما جاء في خطابه: "لقد قلت مرارًا من قبلُ إن إعلان الولايات المتحدة مسبقًا عن التواريخ التي نعتزم فيها أن نبدأ عملياتنا العسكرية أو ننهيها يأتي بنتائج عكسية. لن نتحدث عن أعداد القوات أو خططنا للقيام بنشاطات عسكرية أخرى. إن المعطيات على الأرض وليس الجداول الزمنية التعسفية هي ما سيوجه استراتيجيتنا من الآن فصاعدًا".
• دمج كل عناصر القوة الأميركية، الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، نحو تحقيق نتيجة ناجحة. ومع أنه شك في أن طالبان ستجلس إلى طاولة المفاوضات، فإنه عبّر عن اعتقاده بأن عملية عسكرية فعالة هي وحدها قد تدفع نحو تسوية سياسية محتملة تضم عناصر من طالبان.
• لن تفرض أميركا بعد اليوم أنظمة حكم معينة أو ما سمي "عملية بناء الأمة" في بلدان أخرى، وسوف تنحصر مهمتها في محاربة "الإرهابيين وقتلهم".
• الركيزة الأساسية الرابعة حددها ترامب في التشدد في التعامل مع باكستان؛ إذ هددها بأن لديها كثيرًا لتخسره إذا استمرت في "إيواء الإرهابيين"، وفي مطالبته الهند بالمساهمة في جهد تحقيق استقرار اقتصادي وأمني في أفغانستان وجنوب آسيا.
• إطلاق يد الجيش الأميركي في أفغانستان؛ فقد أكد ترامب أنه "رفع القيود التي فرضتها الإدارة السابقة على مقاتلينا، وحرمت وزير دفاعنا وقادتنا الميدانيين من شن حرب شاملة وسريعة ضد أعدائنا. تدخّل واشنطن في كل صغيرة وكبيرة لا يؤدي إلى كسب الحروب".
وفي أحاديث خاصة خلال فترة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، عبّر مسؤولون عسكريون أميركيون عن شعورهم بالإحباط لعجزهم عن ضرب أهداف كثيرة لطالبان من بينها معسكرات تدريب، إلا إذا ثبت أنها تمثّل تهديدًا مباشرًا للقوات الأميركية أو تأثيرًا بالغًا في الدولة الأفغانية.
خلاصة
قدّم وزير الخارجية تيلرسون الدليل على أن إدارة ترامب ليست لها استراتيجية واضحة ومتماسكة في أفغانستان، حين ناقض مزاعم ترامب بأن الولايات المتحدة ستنتصر هناك. فبعد خطاب ترامب، صرح تيلرسون بأن "الولايات المتحدة منفتحة على التفاوض مع طالبان بلا شروط مسبقة".
أما الدافع إلى ذلك، بحسب تيلرسون، فيتجسد في "أن هذا الجهد برمته (أي الاستراتيجية الجديدة) يهدف إلى الضغط على طالبان حتى تفهم أنها لن تنتصر في ساحة المعركة. قد لا ننتصر نحن، ولكنكم لن تنتصروا أنتم أيضًا".
وأضاف: "في مرحلة ما، يتعين علينا أن نجلس إلى طاولة المفاوضات، ونجد طريقة لإنهاء الصراع. نحن هناك لتسهيل وجود طريق للمصالحة ومحادثات السلام وضمانها. ونحن نعتقد أن ثمة بعض العناصر المعتدلة في طالبان".
ولم يقدم ترامب تفاصيل كثيرة عن استراتيجيته الجديدة، غير أنّه قرر إرسال حوالى 4000 جندي أميركي لينضموا إلى 8400 جندي أعلن أوباما في نهاية رئاسته أنهم سيبقون هناك، بعد أن صرّح في مطلعها أنّ التورط الأميركي في أفغانستان سينتهي في نهاية رئاسته الثانية.
وكان ترامب انتقد، خلال حملته الانتخابية، طريقة تعامل إدارة سلفيه جورج بوش وباراك أوباما مع الحرب في أفغانستان، داعيًا إلى الانسحاب منها وإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، كلفتها نحو 2400 قتيل من دون أن تهزم طالبان، بعد ستة عشر عامًا من القتال، بل على العكس باتت طالبان تسيطر اليوم على 40 في المائة من أفغانستان. لقد ناقض ترامب في إعلانه الأخير حول أفغانستان دعايته الانتخابية، وانصاع لموقف وزارة الدفاع والجيش الأميركي.
خلفيات القرار
في فبراير/شباط 2017، طالب قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال جون نيكلسون، في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، بزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان لكسر الجمود الذي يسيطر على الوضع فيها.
وبناءً عليه، قدمت وزارة الدفاع الأميركية توصية إلى البيت الأبيض بإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان. وقد أثار
• على الولايات المتحدة أن تسعى إلى نتيجة تتلاءم مع التضحيات الهائلة التي بُذلت هناك.
• ضمان "عواقب خروج سريع يمكن التنبؤ بها". فترامب يرى أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر تم التخطيط لها وتوجيهها من أفغانستان؛ بسبب تأمين حكومة طالبان مأوى "للإرهابيين". ومن ثمّ، فإن انسحابًا سريعًا سيخلق فراغًا لهؤلاء "الإرهابيين"، بما في ذلك "القاعدة" و"داعش". وأعاد التذكير بالانسحاب الأميركي "المتسرع والخاطئ" من العراق عام 2011، وأدى إلى "أن تنزلق مكاسبنا التي حصلنا عليها بصعوبة إلى أيدي أعدائنا الإرهابيين".
• تعاظم التهديدات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة في أفغانستان وعموم منطقة جنوب آسيا. وبحسب ترامب توجد "عشرون جماعة مصنفة أميركيًا منظمات أجنبية إرهابية ناشطة في أفغانستان وباكستان، وهذه النسبة هي الأعلى تركيزًا من أي منطقة أخرى في العالم".
جدل داخلي
قدّم ترامب عددًا من المبررات لقرار زيادة عدد القوات في أفغانستان، لكن هذه الخطوة لم تحظَ بإجماع داخل إدارته وبين مستشاريه. ويبدو واضحًا أنه اتخذ قرار زيادة القوات تحت تأثير
ويرى بعض حلفاء ترامب المطلعين على عملية اتخاذ قرار زيادة عدد القوات في أفغانستان، أنه اختار طريقًا تقليدية ومال إلى الجنرالات الذين باتوا يسيطرون على الدائرة الضيقة المحيطة به، إلا أنه رفض إرسال عشرات الآلاف من الجنود، كما طلبوا. ويشير أولئك المسؤولون، أيضًا، إلى أن ترامب بقراره هذا أظهر رئيسًا غير مرتبط بأيٍّ من مبادئ السياسة الخارجية، ولكنه مستعد لتبنّي وجهة نظر معيّنة طالما أنها تقدمه زعيمًا قويًا.
الاستراتيجية الجديدة
تحدث ترامب عن استراتيجية جديدة، لكن ما أعلنه خلا من التفاصيل، ولم يبد مختلفًا كثيرًا عما ظل يردده الرؤساء الأميركيون قبله من أن قواته "ستقاتل من أجل النصر"، وستسحق داعش والقاعدة، وتمنع طالبان من السيطرة على أفغانستان، وتوقف الهجمات الإرهابية الكبيرة ضد أميركا قبل وقوعها. مع ذلك حرص الرئيس الأميركي على أن يبدو مقدمًا الجديد في هذه الاستراتيجية من خلال:
• التشديد على أن الاستراتيجية الجديدة هي استراتيجية أوسع لجنوب آسيا، وليس أفغانستان فقط. بمعنى أنها تشمل باكستان التي اتهمها ترامب بضمان ملاذات آمنة لقادة طالبان وجماعات أخرى تهاجم القوات الأميركية في أفغانستان وحكومتها. كما أنها تشمل الهند التي طالبها ترامب بالمساعدة في تقديم دعم اقتصادي وتنموي في أفغانستان، فضلًا عن تعزيز الاستقرار الأمني في المنطقة.
• حرص ترامب على إبداء ثقته بجنرالات الجيش، من خلال ابتعاده عن التفاصيل، وترك الأمور الميدانية بين أيديهم.
• في خطاب ترامب حول أفغانستان إشارة إلى أن إدارته بدأت بتشكيل "عقيدة" لها في السياسة الخارجية؛ إذ أكد أن "الواقعية المبدئية ستوجه قراراتنا قدمًا". وضمن حديثه بأنه لن يكون مطلوبًا من الجيش الأميركي بعد الآن بناء ديمقراطيات في بلاد أجنبية، بقدر ما ستعمل الولايات المتحدة مع حلفائها على حماية المصالح المشتركة.
أما ملامح الاستراتيجية الجديدة، فقد حددها ترامب في التالي:
• التحول من مقاربة قائمة على الجداول الزمنية إلى أخرى يحددها تطور المعطيات على
• دمج كل عناصر القوة الأميركية، الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، نحو تحقيق نتيجة ناجحة. ومع أنه شك في أن طالبان ستجلس إلى طاولة المفاوضات، فإنه عبّر عن اعتقاده بأن عملية عسكرية فعالة هي وحدها قد تدفع نحو تسوية سياسية محتملة تضم عناصر من طالبان.
• لن تفرض أميركا بعد اليوم أنظمة حكم معينة أو ما سمي "عملية بناء الأمة" في بلدان أخرى، وسوف تنحصر مهمتها في محاربة "الإرهابيين وقتلهم".
• الركيزة الأساسية الرابعة حددها ترامب في التشدد في التعامل مع باكستان؛ إذ هددها بأن لديها كثيرًا لتخسره إذا استمرت في "إيواء الإرهابيين"، وفي مطالبته الهند بالمساهمة في جهد تحقيق استقرار اقتصادي وأمني في أفغانستان وجنوب آسيا.
• إطلاق يد الجيش الأميركي في أفغانستان؛ فقد أكد ترامب أنه "رفع القيود التي فرضتها الإدارة السابقة على مقاتلينا، وحرمت وزير دفاعنا وقادتنا الميدانيين من شن حرب شاملة وسريعة ضد أعدائنا. تدخّل واشنطن في كل صغيرة وكبيرة لا يؤدي إلى كسب الحروب".
وفي أحاديث خاصة خلال فترة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، عبّر مسؤولون عسكريون أميركيون عن شعورهم بالإحباط لعجزهم عن ضرب أهداف كثيرة لطالبان من بينها معسكرات تدريب، إلا إذا ثبت أنها تمثّل تهديدًا مباشرًا للقوات الأميركية أو تأثيرًا بالغًا في الدولة الأفغانية.
خلاصة
قدّم وزير الخارجية تيلرسون الدليل على أن إدارة ترامب ليست لها استراتيجية واضحة ومتماسكة في أفغانستان، حين ناقض مزاعم ترامب بأن الولايات المتحدة ستنتصر هناك. فبعد خطاب ترامب، صرح تيلرسون بأن "الولايات المتحدة منفتحة على التفاوض مع طالبان بلا شروط مسبقة".
أما الدافع إلى ذلك، بحسب تيلرسون، فيتجسد في "أن هذا الجهد برمته (أي الاستراتيجية الجديدة) يهدف إلى الضغط على طالبان حتى تفهم أنها لن تنتصر في ساحة المعركة. قد لا ننتصر نحن، ولكنكم لن تنتصروا أنتم أيضًا".
وأضاف: "في مرحلة ما، يتعين علينا أن نجلس إلى طاولة المفاوضات، ونجد طريقة لإنهاء الصراع. نحن هناك لتسهيل وجود طريق للمصالحة ومحادثات السلام وضمانها. ونحن نعتقد أن ثمة بعض العناصر المعتدلة في طالبان".