يشكّل الوقت تحدياً كبيراً بالنسبة للأهل، خصوصاً لناحية تحقيق التوازن بين الأمومة والأبوة والعمل، إضافة إلى الحفاظ على الرابط العاطفي بينهم وبين الأطفال، على الرغم من الحياة المليئة بالمشاكل والضغوط. وتظهر الأبحاث أن وجود علاقة وثيقة بين الطفل وأحد الوالدين يحمي الأول من الاكتئاب والقلق. وهناك العديد من الحيل التي تبقي الأهل على ترابط عاطفي مع الأطفال، على الرغم من ضيق الوقت.
لسوء الحظ، يبدو أن هناك تركيزاً كبيراً في هذه الأيام على عالم الطفل الخارجي بدلاً من عالمه الداخلي. على سبيل المثال، غالباً ما تكون سلوكيات الطفل وإنجازاته وأنشطته محوراً رئيسياً للوالدين. مع ذلك، فإنّ نوعية العالم الداخلي للطفل أكثر أهمية بكثير. اللانتباه إلى مشاعر الأطفال يجعل الأهل قادرين على مساعدتهم حين يشعرون بالقلق أو الخجل أو الخوف أو الإحباط أو الأذى. مساعدة الطفل على التعامل مع مشاعره السلبية تجعله أكثر قدرة على المضي قدماً ومن دون عوائق. تعاطف الأهل مع الأطفال يجعلهم أقرب من بعضهم بعضاً، بحسب موقع "سايكولوجي توداي".
تدعم نظرية التعلّق فكرة أن الأهل الذين يتفاعلون مع مشاعر الأطفال في الكثير من الأحيان يكونون أكثر قدرة على الاستجابة إليهم بالطريقة التي تريحهم. وهذا لا يعني الاستجابة المطلقة لرغبات الأطفال، بل فهم مشاعرهم قبل تحديد القواعد أو فرض الحدود. على سبيل المثال: يمكن استبدال هذه العبارة: "أعرف أنك غاضب. لكن هذا لا يعني أنه يمكنك رمي معطفك. الرجاء وضعه في مكانه"، بـ "اذهب إلى غرفتك حتى تهدأ". التفهّم يساعد الأطفال على الهدوء. وحين يكون الأطفال هادئين، يكونون أكثر قدرة على البوح بمشاعرهم.
وفي ما يلي تقنيتان تساعدان الأهل على البقاء قريبين من أطفالهم، على الرغم من الضغوط:
1 - الاستماع إلى المشاعر. غالباً ما يقاوم الأهل الاستماع إلى مشاكل أطفالهم لأن معالجتها قد تكون صعبة وتتطلب وقتاً. لكن تفهّم مشاعر الأطفال يريحهم إلى درجة كبيرة. على سبيل المثال، لنفترض أن الطفل لا يريد الذهاب إلى حفلة بسبب وزنه الزائد. بدلاً من شراء ثياب جديدة تريحه، يمكن للأم أن تقول إنها تشعر بذلك أحياناً، وهذا صعب. حينها، تتضاءل المشاعر السلبية.
2 - المساعدة في حال القلق أو مخاوف الأطفال المتعلقة بقدراتهم أو الخسارة أو غير ذلك. يتجاهل أحد الوالدين مخاوف الطفل تسبب ضرراً له. قلق الطفل شديد وعميق مثل البالغين. لذلك، من المهم أن يدرك الأطفال أن الأهل يشعرون بقلقهم.