وفي هذا الصدد كشفت مصادر دبلوماسية أن الجزائر قامت لصالح المجتمع الدولي بدور سياسي في سورية عبر الزيارة التي قام بها مساهل إلى دمشق قبل ثلاثة أيام، نقل خلالها رسالة سياسية إلى بشار الأسد، تتضمن دعوته إلى التعاطي الإيجابي مع مفاوضات جنيف وتشجيعه على فتح حوار مباشر مع قوى المعارضة السورية لتجاوز خطط غربية تستهدف تقسيم سورية.
وبخلاف كل التحليلات السياسية التي قرأت في الزيارة رد فعل سياسيا مباشرا من قبل الجزائر على بيان ومواقف مجلس التعاون الخليجي الداعمة للمغرب في قضية الصحراء، لفتت مصادر دبلوماسية جزائرية لـ"العربي الجديد" إلى أن زيارة مساهل كانت مقررة مباشرة بعد زيارته إلى ليبيا التي تمت يوم 20 أبريل/نيسان الجاري، وهو اليوم نفسه الذي أصدر فيه مجلس التعاون الخليجي بيانه المذكور، وكان مساهل نفسه أبلغ دبلوماسيين مقربين منه في الجزائر بزيارته إلى سورية، وهي الزيارة التي لم يكن مقررا الكشف عن تاريخها قبل إجرائها.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن زيارة الوزير الجزائري إلى دمشق لا علاقة لها بالبيان، موضحة أن الأمر يتعلق بخطوة سياسية محسوبة ومطلوبة من قبل المجتمع الدولي، الذي يحاول استغلال الثقل السياسي للجزائر لتحميلها دور المخاطب الموثوق باتجاه النظام السوري.
وأكدت المصادر الدبلوماسية الجزائرية أن أطرافا دولية اقتنعت بضرورة دخول الجزائر على خط الأزمة السورية، وأن زيارة مساهل تدخل في سياق دور سياسي رشحت الجزائر للعبه في الأزمة السورية، باعتبارها أكثر الدول التي تحظى بالقبول من قبل النظام السوري.
وتتعزز هذه المعلومات بالتصريحات السياسية التي أدلى بها الوزير مساهل خلال زيارته إلى دمشق، حيث قلل من الخلافات الجزائرية السعودية ووصف الأخيرة بـ"الشريكة وذات العلاقة المتميزة مع الجزائر"، وقبل أسبوعين أرسل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مستشاره السياسي الخاص الطيب بلعيز إلى الرياض لتهدئة الخلافات بين البلدين ووجه دعوة رسمية إلى العاهل السعودي لزيارة الجزائر، والذي أعلن عن قبول الدعوة.
وتأتي محاولات التهدئة بعد الخلافات المترتبة عن مواقف أعلنتها الجزائر واعترضت فيها على المبادرات السعودية داخل الجامعة العربية إزاء أزمات ليبيا واليمن وسورية، ورفضها مبادرة التحالف العربي والتحالف الإسلامي، ورفض القرار العربي باعتبار "حزب الله" تنظيما إرهابيا، وكذا التطورات المتصلة بشأن أزمة النفط.