هدف كرواتي وصدمة برازيلية
دخلت البرازيل المباراة ولا شيء يغنيها غير الفوز، نظراً لأن جماهيرها تراقب كل خطوة لها على البساط الأخضر، ولن ترضى إلا بهز الشباك الكرواتية من دون رحمة.
ومرت مرحلة جس النبض بهدوء تام في ظل سيطرة برازيلية على الكرة وتمريرات تكتيكية من أجل اختبار قوة الدفاع الكرواتي، الذي كان على أهبة الاستعداد من أجل صد "التسونامي" الأصفر في المباراة، لكن كرواتيا لم تنسَ أنها تملك أجنحة قوية وفعالة كادت تصدم البرازيل بهدف خاطف إثر كرة عرضية تابعها ييلافيتش، برأسه قريبة من المرمى (د.8).
لكن المنتخب الكرواتي أرادها حرباً يكوي فيها البرازيل في عقر دارها، بعد كرة عرضية من أوليتش، باغتت الدفاع البرازيلي، وفاجأت مارسيلو، الذي حول الكرة إلى الشباك (د.10)، لتتقدم كرواتيا في ليلة، ولا في الأحلام، وسيناريو غير متوقع تماماً.
نيمار يرد سريعاً
وعانى المنتخب البرازيلي كثيراً بعد تلقيه الهدف الذي صدمه ووضعه في موقف لا يُحسد عليه في ملعب "ساو باولو"، حيثُ طمعت كرواتيا وضغطت وحاولت تشكيل الخطورة على المرمى البرازيلي خصوصاً عبر الأجنحة واستغلال الكرات العرضية، في حين بدت البرازيل مهزوزة في حالة ضياع.
لكن النجم نيمار، أعاد التوازن إلى المباراة بإنقاذه إثر مجهود فردي رائع، ليحضر الكرة لنفسه ويسدد كرة لا تصد ولا ترد زاحفة، سكنت الجهة اليمنى للحارس بيليتيكوزا (د.28)، ليعيد الثقة إلى لاعبي "السامبا" من أجل العودة في المباراة التي فقدوا زمام الأمور فيها منذ صافرة الانطلاق.
في المقابل تميزت كرواتيا بالضغط العالي على أرض الملعب، الأمر الذي لم يترك للبرازيل أي متنفس من أجل استغلاله، في ظل وجود خلل فني في أطراف المنتخب البرازيلي، إذ أن أطراف كرواتيا أزعجت أظهرة "السيليساو"كثيراً، ورغم سيطرة "السامبا" الطفيفة، إلا أنها خلت من خطورة كبيرة على المرمى الكرواتي، لتقتصر على غارات وهمية من دون عنوان.
ثقة كرواتية وحذر برازيلي
جاءت انطلاقة الشوط الثاني هادئة تماماً على أرض الملعب، حيثُ انحصر اللعب في وسط الملعب، في ظل تمريرات من المنتخبين من دون إيجاد أي ثغرة في الدفاعين المتمركزين في الخط الخلفي، الامر الذي أثر على خلق الفرص الخطيرة على المرمى، مما أدى إلى انخفاض في الندية والحماس، في ظل سيطرة عنصر الحذر على البساط الأخضر من أجل عدم ارتكاب الأخطاء القاتلة.
في حين أن المنتخب الكرواتي ظهر بشكل قوي من خلال تمريراته المتقنة والمُميزة بالإضافة إلى عنصر الثقة الذي كان مصدر قوة "الفالتريني"، خصوصاً عبر الكرات العرضية التي كانت مزعجة للبرازيل، وبناء سلس ومدروس للهجمات، لكن إيقاع المباراة انخفض بشكل كبير في ظل إصرار البرازيل على عدم تكشير أنيابها الفتاكة.
ركلة جزاء مشبوهة تقتل كرواتيا
لكن أرض الملعب وقفت إلى جانب البرازيل بعد أن حصلت على ركلة جزاء مشكوك في أمرها، ليترجمها نيمار، بنجاح رغم محاولة بيليتيكوزا إنقاذها، لكن الحظ وقف إلى جانب نيمار وجماهير "السامبا"، لترتد الكرة من يد الحارس إلى الشباك (د.71).
وكادت البرازيل أن تضاعف النتيجة عبر كرة عرضية من المتألق أوسكار، ليتابعها دافيد لويز، قريبة من المرمى (د.76)، لكن ركلة الجزاء كان لها تأثير سلبي على أداء كرواتيا التي تراجع أداؤها وقلّ مردودها على أرض المعلب، في حين لم يتغير الأسلوب البرازيلي كثيراً بل ظل غير مقنع من دون فعالية هجومية تُذكر.
وفي الأمتار الأخيرة من عمر المباراة أطلق أوسكار، رصاصة الرحمة بعد مراوغة فردية تجاوز بها المدافعين، قبل أن يسددها زاحفة صوب المرمى الكرواتي لتسكن الكرة الشباك معلنة تسجيل الهدف الثالث (د.90).