في ظلّ ظروف صعبة وبرد قارس، يعيش الكثير من أطفال سورية. وتبدو المخيمات وكأنها "الملاذ الأخير" بعدما أجبرهم نظام الرئيس بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على ترك بيوتهم وبلداتهم بحثاً عن الأمان. وتشير إحصائيات أصدرتها جمعية إنقاذ الطفل الدولية، والتي تعنى بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم، إلى أن المعارك في سورية شردت نحو 2.6 مليون طفل على مدار الأعوام التسعة الماضية، مجبرة إياهم على العيش مع ذويهم في المخيمات والملاجئ، حيث يستحيل توفير حياة آمنة للأطفال، خصوصاً أنها تفتقر للكهرباء ولا تمنع البرد عن قاطنيها.
وفي مخيم الهول الواقع جنوب بلدة الهول في ريف محافظة الحسكة، الذي كان مخيماً مهجوراً حتى أعادت مليشيا قوات سورية الديمقراطية (قسد) افتتاحه بشكل رسمي في 21 إبريل/ نيسان عام 2016، والذي وصل عدد النازحين فيه إلى نحو 72 ألفاً قبل أشهر، يعيش الأطفال معاناة كبيرة. وتوضح إحدى العاملات في منظمة طبية داخل المخيم، فضلت عدم ذكر اسمها، في حديث لـ"العربي الجديد": "الكهرباء في المخيم مقطوعة، وهناك العديد من المنظمات الإنسانية التي تعمل على خدمة النازحين، الذين بدأت أعدادهم بالتناقص تدريجياً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2019، بالتنسيق بين الإدارة الذاتية وشيوخ العشائر. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من المنظمات الإنسانية والهلال الأحمر، ما زال الأطفال يعانون داخل المخيم".
وتوضح أنه "حين أتجوّل في المخيم، كثيراً ما أرى أطفالاً لا يرتدون ملابس تقيهم البرد. كما أن معظم القاطنين في المخيم يعانون من الفقر. وأقسى ما يمكن رؤيته هو أقدام الأطفال وقد بات لونها أزرق من شدة البرد. للأسف، الأمر يشمل كثيرين. ونرجو من المنظمات العاملة في المخيم التعامل بجدية أكبر، خصوصاً أن البرد قارس ويؤثر على صحة الأطفال وحديثي الولادة إلى درجة كبيرة". وتقول إنه قبل فترة توفي طفل (بعمر ستة أشهر) نتيجة البرد.
اقــرأ أيضاً
سلوى، وهي نازحة سورية تعيش في مخيم الهول، وهي أم لثلاثة أطفال، تقول لـ"العربي الجديد": "الفقر يخنق الجميع في المخيم. كما أن الخدمات الطبية السيئة تؤثّر على الأطفال. أسعار الحفاضات مرتفعة ولا أحد يوفرها. لا فرص عمل قد تعيننا على الحياة في المخيم، كما أن المساعدات لذوي الإعاقة تكاد تكون معدومة".
وتحكي عن معاناتها في فصل الشتاء الماضي مع أطفالها. تقول: "في الشتاء الماضي، غمر الفيضان المخيم بأكمله. غرقت خيمتنا وبالتالي كل ما نملك. كانت مأساة قاسية يصعب نسيانها".
وبالنسبة إلى هدى، أم أحمد، وهي نازحة من ريف دير الزور، لم تختلف ظروفها كثيراً عن السابق، فما زالت تسكن الخيمة نفسها، وليس لديها ما يساعدها على تدفئة أطفالها. وعن حاجاتها وحاجات أطفالها، الذين يبلغ أكبرهم 12 عاماً، تقول: "ليس لدى أولادي سترات تقيهم البرد، وفي الكثير من الأحيان يرتجفون ليلاً. الأغطية لا تكفي وترتعد مفاصلنا من البرد. كلّ ما أطلبه من المنظمات والمسؤولين في هذا المخيم، ملابس شتوية للأطفال وسترات وأحذية وقبعات صوف وقفازات. في الليل، ينامون وهم يرتدون كل ملابسهم، إذ إن إشعال النار أو المدفأة قد يؤدي إلى الاختناق".
يقول ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فران إكيثا، بعد زيارته مخيم الهول منتصف عام 2019: "لم يعرف آلاف الأطفال في المخيم طفولتهم. من حقهم الحصول على الرعاية والحماية والاهتمام والخدمات. بعد سنوات من التعرّض للعنف، يشعر العديد من الأطفال بأنه غير مرغوب بهم. مجتمعاتهم تُعيّرهم وحكوماتهم تتجنّبهم".
اقــرأ أيضاً
وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، توفي 390 طفلاً نتيجة سوء التغذية أو عدم تلقيهم العلاج. كما يواجه أكثر من 30 عاملاً في المجال الإنساني ضغوطاً كبيرة لتقديم الخدمات في مخيم الهول. ومن الحوادث الخطيرة التي سجلت في الرابع من يناير/ كانون الثاني الجاري، استناداً إلى مصدر تحدث إلى "العربي الجديد" رافضاً الكشف عن اسمه، مقتل طفل عراقي يبلغ من العمر ست سنوات بواسطة قضيب معدني مزّق أحشاءه.
ويشير إلى أن هذا الانتهاك الذي جرى في المخيم خطير جداً، ويجب معاقبة من ارتكبه.
قصة مأساوية أخرى في المخيّم بطلتها أم يامن (44 عاماً)، التي تقول لـ"العربي الجديد": "أشعر بألم كبير لأن ابني يعاني بسبب تشكّل كيس مائي في الدماغ، ويحتاج إلى عملية جراحية. لكن حتى الآن، لا أحد يرد على مناشداتنا. كما أنني أعاني من شلل في ذراعي وقدمي، وبالكاد أقوى على رعايته ورعاية أشقائه. وضعنا في المخيم يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والهواء شديد البرودة هنا. لا نعلم كيف نواجه مشاكلنا. كنازحة، أشكر وقف المرأة في المخيم الذي قدم لنا مساعدات كثيرة، وتبذل العاملات فيه جهوداً كبيرة لمساعدتنا على الصمود في هذه الظروف الصعبة". وناشدت أم يامن المنظمات الإنسانية لإيجاد علاج لطفلها الذي يفقد وعيه في الكثير من الأحيان، وقد تجاوز العاشرة من عمره حالياً. حالته تسوء مع مرور الأيام، ولا يوجد مستشفى قادر على إجراء عمل جراحي له في المنطقة.
وفي مخيم الهول الواقع جنوب بلدة الهول في ريف محافظة الحسكة، الذي كان مخيماً مهجوراً حتى أعادت مليشيا قوات سورية الديمقراطية (قسد) افتتاحه بشكل رسمي في 21 إبريل/ نيسان عام 2016، والذي وصل عدد النازحين فيه إلى نحو 72 ألفاً قبل أشهر، يعيش الأطفال معاناة كبيرة. وتوضح إحدى العاملات في منظمة طبية داخل المخيم، فضلت عدم ذكر اسمها، في حديث لـ"العربي الجديد": "الكهرباء في المخيم مقطوعة، وهناك العديد من المنظمات الإنسانية التي تعمل على خدمة النازحين، الذين بدأت أعدادهم بالتناقص تدريجياً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2019، بالتنسيق بين الإدارة الذاتية وشيوخ العشائر. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من المنظمات الإنسانية والهلال الأحمر، ما زال الأطفال يعانون داخل المخيم".
وتوضح أنه "حين أتجوّل في المخيم، كثيراً ما أرى أطفالاً لا يرتدون ملابس تقيهم البرد. كما أن معظم القاطنين في المخيم يعانون من الفقر. وأقسى ما يمكن رؤيته هو أقدام الأطفال وقد بات لونها أزرق من شدة البرد. للأسف، الأمر يشمل كثيرين. ونرجو من المنظمات العاملة في المخيم التعامل بجدية أكبر، خصوصاً أن البرد قارس ويؤثر على صحة الأطفال وحديثي الولادة إلى درجة كبيرة". وتقول إنه قبل فترة توفي طفل (بعمر ستة أشهر) نتيجة البرد.
سلوى، وهي نازحة سورية تعيش في مخيم الهول، وهي أم لثلاثة أطفال، تقول لـ"العربي الجديد": "الفقر يخنق الجميع في المخيم. كما أن الخدمات الطبية السيئة تؤثّر على الأطفال. أسعار الحفاضات مرتفعة ولا أحد يوفرها. لا فرص عمل قد تعيننا على الحياة في المخيم، كما أن المساعدات لذوي الإعاقة تكاد تكون معدومة".
وتحكي عن معاناتها في فصل الشتاء الماضي مع أطفالها. تقول: "في الشتاء الماضي، غمر الفيضان المخيم بأكمله. غرقت خيمتنا وبالتالي كل ما نملك. كانت مأساة قاسية يصعب نسيانها".
وبالنسبة إلى هدى، أم أحمد، وهي نازحة من ريف دير الزور، لم تختلف ظروفها كثيراً عن السابق، فما زالت تسكن الخيمة نفسها، وليس لديها ما يساعدها على تدفئة أطفالها. وعن حاجاتها وحاجات أطفالها، الذين يبلغ أكبرهم 12 عاماً، تقول: "ليس لدى أولادي سترات تقيهم البرد، وفي الكثير من الأحيان يرتجفون ليلاً. الأغطية لا تكفي وترتعد مفاصلنا من البرد. كلّ ما أطلبه من المنظمات والمسؤولين في هذا المخيم، ملابس شتوية للأطفال وسترات وأحذية وقبعات صوف وقفازات. في الليل، ينامون وهم يرتدون كل ملابسهم، إذ إن إشعال النار أو المدفأة قد يؤدي إلى الاختناق".
يقول ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فران إكيثا، بعد زيارته مخيم الهول منتصف عام 2019: "لم يعرف آلاف الأطفال في المخيم طفولتهم. من حقهم الحصول على الرعاية والحماية والاهتمام والخدمات. بعد سنوات من التعرّض للعنف، يشعر العديد من الأطفال بأنه غير مرغوب بهم. مجتمعاتهم تُعيّرهم وحكوماتهم تتجنّبهم".
وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، توفي 390 طفلاً نتيجة سوء التغذية أو عدم تلقيهم العلاج. كما يواجه أكثر من 30 عاملاً في المجال الإنساني ضغوطاً كبيرة لتقديم الخدمات في مخيم الهول. ومن الحوادث الخطيرة التي سجلت في الرابع من يناير/ كانون الثاني الجاري، استناداً إلى مصدر تحدث إلى "العربي الجديد" رافضاً الكشف عن اسمه، مقتل طفل عراقي يبلغ من العمر ست سنوات بواسطة قضيب معدني مزّق أحشاءه.
ويشير إلى أن هذا الانتهاك الذي جرى في المخيم خطير جداً، ويجب معاقبة من ارتكبه.
قصة مأساوية أخرى في المخيّم بطلتها أم يامن (44 عاماً)، التي تقول لـ"العربي الجديد": "أشعر بألم كبير لأن ابني يعاني بسبب تشكّل كيس مائي في الدماغ، ويحتاج إلى عملية جراحية. لكن حتى الآن، لا أحد يرد على مناشداتنا. كما أنني أعاني من شلل في ذراعي وقدمي، وبالكاد أقوى على رعايته ورعاية أشقائه. وضعنا في المخيم يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والهواء شديد البرودة هنا. لا نعلم كيف نواجه مشاكلنا. كنازحة، أشكر وقف المرأة في المخيم الذي قدم لنا مساعدات كثيرة، وتبذل العاملات فيه جهوداً كبيرة لمساعدتنا على الصمود في هذه الظروف الصعبة". وناشدت أم يامن المنظمات الإنسانية لإيجاد علاج لطفلها الذي يفقد وعيه في الكثير من الأحيان، وقد تجاوز العاشرة من عمره حالياً. حالته تسوء مع مرور الأيام، ولا يوجد مستشفى قادر على إجراء عمل جراحي له في المنطقة.