انتهت عملية فرز أصوات المقترعين في جولة إعادة الانتخابات التشريعية الإيرانية بدورتها العاشرة، والتي جرت الجمعة الماضي، ووصل 289 نائباً إلى مقاعد البرلمان، ومازال هناك مقعد واحد شاغر، حيث انتقلت الانتخابات في مدينة أصفهان الواقعة وسط البلاد إلى جولة جديدة، سيتم إجراؤها في الأيام القادمة.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية أن المرشحين عن التيارين المعتدل والإصلاحي والذين شاركوا في لوائح مشتركة قد فازوا بـ 120 مقعداً، بينما احتل المحافظون 115 مقعداً، في الوقت الذي ربح فيه المستقلون 49 مقعداً، وهو ما يجعل صورة البرلمان الجديد مختلطة ومركبة من كافة التيارات، بالإضافة لوجود خمسة مقاعد سيشغلها نواب الأقليات الدينية، والتي حسمت نتيجتها من الجولة الانتخابية الأولى والتي جرت في فبراير/شباط الفائت.
وقد اختلفت هذه الأرقام بين موقع وآخر، حيث اعتبرت بعض المواقع الإصلاحية أن مرشحي تيارها فضلاً عن مرشحي التيار المعتدل قد فازوا بالأغلبية، بينما رأى المحسوبون على المحافظين أنهم استطاعوا الإبقاء على تواجدهم القوي في البرلمان الجديد، ويعود السبب في هذا أن تيار الاعتدال يضم بالفعل بعض المحسوبين على خط الوسط من التيار الأصولي المحافظ.
ونجحت المرأة الإيرانية بتحطيم الرقم القياسي منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية ومجلس الشورى، فوصلت 17 مرشحة للبرلمان الجديد، غالبيتهن من تياري الاعتدال والإصلاح، وهذا بعد أن نجحت 14 منهن خلال الجولة الأولى، بينما تنافست ثماني مرشحات في جولة الإعادة.
بذات الوقت نجح 77 نائباً في المجلس الفعلي بالاحتفاظ بمقاعدهم، من أصل 290 مقعداً هي مقاعد مجلس الشورى الإسلامي برمتها، ولم تنجح أي نائبة محافظة بالإبقاء على كرسيها في الدورة البرلمانية الجديدة، وذكرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية أن 12 نائباً حالياً فقط من أصل ثمانين ترشحوا للانتخابات وكانوا من أشد مخالفي الاتفاق النووي، نجحوا بحجز مقاعدهم، وذكرت الصحيفة أيضاً أن عدد رجال الدين في البرلمان والذي كان يبلغ 27 شخصاً، بلغ الآن 16 نائباً.
وبعد أن فاجأ المعتدلون والإصلاحيون الجميع في الداخل الإيراني باكتساحهم دوائر انتخابية عديدة ولاسيما دائرة العاصمة طهران وهي الأثقل وزناً في البرلمان حيث احتلوا كافة مقاعدها الثلاثين، وهم كل من ترشحوا عن "لائحة الأمل"، نجح المحافظون بالإبقاء على شعبيتهم في بعض المناطق دون سواها.
ويعمل أعضاء "الأمل" على تشكيل جبهة جديدة لتكون جزءاً أساسياً من البرلمان القادم، وفق ما نقلت وكالة "فارس" عن النائب الجديد عن محافظة طهران محمود صادقي، وأضاف هذا الأخير أن النواب الإصلاحيين والمعتدلين سيعقدون اجتماعاً هاماً السبت القادم، وسيعلنون خلاله عن تشكيل جبهة الأمل البرلمانية.
وبعد حسم النتائج، ينتظر مجلس الشورى الإسلامي بدورته العاشرة انتخابات رئاسية حامية الوطيس كما توصف في الداخل الإيراني، ويرجح البعض أن يتقدم كل من رئيس المجلس الحالي علي لاريجاني ورئيس لائحة الأمل محمد رضا عارف لمنافسات الرئاسة، والتي قال عنها هذا الأخير إنها ستكون توافقية على الأغلب، حيث لن يحدث خلاف على شغل هذا المقعد، حسب تعبيره.
وقد استطاع لاريجاني والذي احتفظ بمنصبه هذا لثماني سنوات، أن يفوز بمقعده البرلماني بعد أن حل في المرتبة الثانية في دائرة مدينة قم والتي فاز بمقعدها الأول النائب أحمد فراهاني، كما تقدم لاريجاني للسباق الانتخابي كمرشح مستقل، رغم كونه محافظاً، فلم يوضع اسمه في لائحة الأصوليين، وقرأت الخطوة في حينه أنه يعد نفسه محافظاً معتدلاً وهو ما قد يعطيه أصوات عدد كبير من نواب تيار الاعتدال الذين تحالفوا مع الإصلاحيين خلال معركة الاستحقاق الانتخابي.