يناقش البرلمان الفرنسي، اليوم الثلاثاء، قرار الحكومة بشن غارات جوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الأراضي السورية، في وقتٍ كشفت فيه صحيفة "لوموند" أن الحكومة الفرنسية تضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ الغارات.
ويأتي النقاش البرلماني، ضمن خطة استشارية، كون قرار الغارات اتخذ سلفاً من قبل الرئاسة الفرنسية والمجلس الأعلى للدفاع، وحظي بتأييد شخصيات سياسية، معارضة، وفي الحكومة.
وتقوم مقاتلات "رافال" المتمركزة في قاعدة فرنسية في أبو ظبي، بطلعات استطلاعية شبه يومية في شمال سورية، منذ حوالي أسبوع، لجمع المعلومات حول قيادات التنظيم الميدانية، ورصد مراكز التموين والأسلحة والاتصالات، التي ستكون لاحقاً هدفاً للغارات.
وتجمع فرنسا، هذه المعلومات، بدل الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ قرار الغارات ضد تنظيم "داعش"، الذي أعلنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس الاثنين، بعد أيام على محاولة الاعتداء الفاشلة التي استهدفت قطار "تاليس"، الرابط بين أمستردام وباريس.
كما لفت وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، أمس الاثنين، إلى أن بلاده "لا تستطيع التغاضي عن الشمال السوري معقل تنظيم داعش"، مشيراً إلى أن " 800 عسكري وستة طائرات حربية مستنفرة في هذه الحرب الجوية ضد التنظيم".
ومنذ عدة شهور، باتت محاربة تنظيم "داعش" أولوية بالنسبة لأعلى مراكز القرار السياسي والعسكري في فرنسا، التي صارت من بين الدول الأكثر تعرضاً لهجمات إرهابية.
وكانت باريس، تكتفي بالمساهمة في الغارات الجوية ضد تنظيم "داعش" في الأراضي العراقية عبر مقاتلاتها الحربية "ميراج 2000" المتمركزة في قاعدة الأمير حسن بالأردن، ومقاتلات "رافال" المتواجدة في قاعدة الظفرة في أبو ظبي.
اقرأ أيضاً: هولاند: فرنسا تتجه لاستهداف "داعش" بسورية ولا دور للأسد
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "لوموند" أن "الحكومة تضع اللمسات الأخيرة على عملية تنفيذ غارات ضد "داعش" في سورية، بعد أن كانت الغارات تقتصر على العراق فقط".
وأوضحت الصحيفة أن "وزارة الدفاع كانت تتخوف أنه في حال تدخلت في الأراضي السورية من احتمال أن تشتبك مع سلاح الجو السوري، لكن التحريات الاستخباراتية التي قامت بها فرنسا، أظهرت أن طائرات بشار الأسد لم يعد لها أية قدرة على التحليق فوق الأراضي الخاضعة لسلطة "داعش".
ورغم أن الصحيفة، أعربت عن تشاؤمها من قدرة الضربات الفرنسية، على تغيير المعادلة في كل من سورية والعراق "لأن الوضع بلغ مرحلة كارثية"، فقد كشفت أن "الاستخبارات الفرنسية، جمعت معطيات تؤكد وجود شبان يتدربون حالياً في سورية على القيام بعمليات داخل فرنسا".
واستناداً إلى ذلك، فإنّ هدف الغارات، يتمثل بإحباط هذه المخططات، عبر قصف الأشخاص الموكلين تنفيذها سواء في العراق أو سورية، وذلك في إطار عملية أمنية استباقية.
ومن المقرر، أن تركز الضربات على تنظيم "داعش"، عبر وضع ملف عن الأهداف والأشخاص الذين يجب تصفيتهم، وفقاً لـ"لوموند"، التي أكدت أن القصف لن يطاول "أهدافاً للقوات التابعة لبشار الأسد، ولا تلك التابعة لجبهة النصرة".
اقرأ أيضاً: فرنسا تعتزم المشاركة في غارات التحالف ضد "داعش" بسورية