للبشر تأثير قاتل ومدمر على الطبيعة ما زال يتصاعد بالترافق مع ازدياد التطور الصناعي. لا يقتصر هذا الدمار على منطقة من دون سواها، ولو أنّ بعض الدول تحاول ما استطاعت مكافحته. ومن الإشارات العصرية المعروفة على هذا الدمار ملء السماء بالكربون وإغراق المحيطات والبحار والمجاري المائية بالفضلات البلاستيكية والنفطية.
ومع ذلك، يشير موقع "إنهابيتات" البيئي إلى أنّ الحياة العصرية ليست وحدها المسؤولة عن ذلك، فإرثنا البيئي المشين يمتد بنا عبر التاريخ. ومنذ بزوغ الحضارات تسبب البشر بالقضاء نهائياً على نحو نصف أشجار العالم.
الرقم الخطير هذا يعود إلى دراسة بيئية موسعة نشرتها مجلة "نيتشر" البيئية الأميركية، لتوفر بذلك أول إحصاء بيئي شامل لأشجار العالم. وتشير الدراسة إلى أنّ نحو 3 تريليونات و400 مليون شجرة موجودة في العالم اليوم، أي 422 شجرة مقابل كلّ إنسان. وقد خلص الباحثون إلى أنّ عدد الأشجار تقلص بنسبة 46 في المائة منذ بدأ الإنسان بزراعة الأرض، أي قبل 11 ألفاً و500 عام تقريباً.
وبهدف الوصول إلى هذه الخلاصة، قارن الباحثون ما بين 430 ألف نقطة قياس لكثافة الأشجار من كلّ قارة حول العالم في ما عدا القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا). وبدمج هذه النقاط مع معلومات الأقمار الاصطناعية حول المناخ والطوبوغرافيا (دراسة السطح) واستغلال الإنسان للأرض، بنوا سلسلة من النماذج التي تتوقع كثافة الأشجار عالمياً بوحدة قياس من كيلومتر مربع واحد.
وبدمج توقعات كثافة الأشجار مع خرائط الغابات، قدّر الباحثون أنّ البشر يقضون على 15.3 مليار شجرة حول العالم كلّ عام. ويظهر أنّ معدلات تقلص الغابات هي الأعلى في المناطق الاستوائية التي تملك بدورها حصة الأسد من أشجار العالم، أي نحو 1.39 تريليون شجرة. وهي تتناقص بمعدل 10 مليارات شجرة سنوياً. ولولا إعادة تشجير الغابات في بعض مناطق العالم المعتدلة لكانت الخسارة أكبر على الصعيد العالمي.
ويعلق مؤلف الدراسة ورئيس فريق البحث توماس كروثر على ذلك بالقول: "لم أتوقع أن يكون النشاط البشري هو الأكثر تحكماً بكثافة الأشجار. الدراسة تكشف عن خطورة التأثير البشري على الأرض عالمياً".
تبقى الإشارة إلى أنّ تقلص الكثافة الشجرية خطير للغاية. فالأشجار تنظف المياه، وتجعل التربة خصبة، وتزودنا بالغذاء والمواد الخام. والأهم أنّها تحمينا حتى اليوم من التغير المناخي عبر امتصاص كمية كبيرة من انبعاثات الكربون البشري. وببساطة، فإنّ مستقبلاً بأشجار أقل، هو مستقبل أقل أمناً على البشر.
إقرأ أيضاً: خطر التغيّرات المناخية على أشجار الميلاد
ومع ذلك، يشير موقع "إنهابيتات" البيئي إلى أنّ الحياة العصرية ليست وحدها المسؤولة عن ذلك، فإرثنا البيئي المشين يمتد بنا عبر التاريخ. ومنذ بزوغ الحضارات تسبب البشر بالقضاء نهائياً على نحو نصف أشجار العالم.
الرقم الخطير هذا يعود إلى دراسة بيئية موسعة نشرتها مجلة "نيتشر" البيئية الأميركية، لتوفر بذلك أول إحصاء بيئي شامل لأشجار العالم. وتشير الدراسة إلى أنّ نحو 3 تريليونات و400 مليون شجرة موجودة في العالم اليوم، أي 422 شجرة مقابل كلّ إنسان. وقد خلص الباحثون إلى أنّ عدد الأشجار تقلص بنسبة 46 في المائة منذ بدأ الإنسان بزراعة الأرض، أي قبل 11 ألفاً و500 عام تقريباً.
وبهدف الوصول إلى هذه الخلاصة، قارن الباحثون ما بين 430 ألف نقطة قياس لكثافة الأشجار من كلّ قارة حول العالم في ما عدا القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا). وبدمج هذه النقاط مع معلومات الأقمار الاصطناعية حول المناخ والطوبوغرافيا (دراسة السطح) واستغلال الإنسان للأرض، بنوا سلسلة من النماذج التي تتوقع كثافة الأشجار عالمياً بوحدة قياس من كيلومتر مربع واحد.
وبدمج توقعات كثافة الأشجار مع خرائط الغابات، قدّر الباحثون أنّ البشر يقضون على 15.3 مليار شجرة حول العالم كلّ عام. ويظهر أنّ معدلات تقلص الغابات هي الأعلى في المناطق الاستوائية التي تملك بدورها حصة الأسد من أشجار العالم، أي نحو 1.39 تريليون شجرة. وهي تتناقص بمعدل 10 مليارات شجرة سنوياً. ولولا إعادة تشجير الغابات في بعض مناطق العالم المعتدلة لكانت الخسارة أكبر على الصعيد العالمي.
ويعلق مؤلف الدراسة ورئيس فريق البحث توماس كروثر على ذلك بالقول: "لم أتوقع أن يكون النشاط البشري هو الأكثر تحكماً بكثافة الأشجار. الدراسة تكشف عن خطورة التأثير البشري على الأرض عالمياً".
تبقى الإشارة إلى أنّ تقلص الكثافة الشجرية خطير للغاية. فالأشجار تنظف المياه، وتجعل التربة خصبة، وتزودنا بالغذاء والمواد الخام. والأهم أنّها تحمينا حتى اليوم من التغير المناخي عبر امتصاص كمية كبيرة من انبعاثات الكربون البشري. وببساطة، فإنّ مستقبلاً بأشجار أقل، هو مستقبل أقل أمناً على البشر.
إقرأ أيضاً: خطر التغيّرات المناخية على أشجار الميلاد