أفاد مجلس الأمن في إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، بمقتل أكثر من 70 من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سلسلة هجمات بمحاور تقع شمال وشرق مدينة الموصل بشمال العراق، فيما قتل وأصيب 10 من البشمركة أحدهم ضابط برتبة عميد.
وذكر بيان لمجلس الأمن، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، إن "مسلحي تنظيم "داعش" شنوا يوم الأربعاء 16 ديسمبر/ كانون الأول هجمات ضد مواقع البشمركة في محاور ناوران، بعشيقة، تل الاسود، الخازر، جبل زرتك، استخدموا فيها العجلات المفخخة والعناصر الانتحاريين، وبعد اشتباكات مع قوات البشمركة تم صد جميع الهجمات وتم تكبيد "داعش" أكثر من 70 قتيلاً، كما تم تدمير 11 عجلة مفخخة للمسلحين".
كذلك أشار إلى أن طيران التحالف الدولي ساهم في قصف عناصر "داعش" وتدمير آلياته التي حاولوا استخدامها في ردم الخندق الأمني الذي يفصل بين البشمركة ومسلحي "داعش" بهدف اختراقها بالعجلات المفخخة. ولفت إلى أن قوات البشمركة خسرت في الهجمات عدداً من عناصرها، أبرزهم قائد إحدى الوحدات وهو برتبة عميد.
في السياق ذاته، قال قائد محور ناوران لقوات البشمركة، سربست تروانشي، في تصريح صحافي، إن المعارك كانت عنيفة بعد تأخر وصول طيران التحالف لقصف المهاجمين لنحو ساعتين بعد بدء الهجمات.
وأفادت مصادر كردية بأن خسائر البشمركة هي أربعة قتلى، بينهم ضابط كبير، وإصابة ستة آخرين بجروح.
وكان أربعة من عناصر "داعش" قد هاجموا بأحزمة ناسفة موقع البشمركة بمحور الكسك شمال الموصل، وعند اقترابهم من مواقع البشمركة فجروا أنفسهم ما أدى إلى مقتل ستة من البشمركة وإصابة أربعة آخرين.
وقالت مصادر في المحور المذكور أن المسلحين استغلوا الضباب في المنطقة وتمكنوا من الاقتراب من مواقع البشمركة.
وكان معسكر زليكان الذي يتمركز به مدربون من الجيش التركي في ناحية بعشيقة، قد تعرض لقصف مدفعي من "داعش" ما أدى إلى مقتل اثنين من المتدربين وإصابة ستة آخرين بجروح.
بدوره، أكّد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أنّ القوات التركية قامت بقصف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) التي أطلقت قذائف على معسكر الزليقان، في منطقة بعشيقة، التي تتواجد فيه وحدات من القوات التركية، والتي تقوم بمهام تدريبية بداخله.
وقال داود أوغلو: "إنّ ما جرى اليوم من سقوط قذائف لمعسكر بعشيقة، ناتج عن اشتداد المعارك بين عناصر التنظيم وقوات البشمركة في المناطق القريبة من المعسكر، وإنّ القوات التركية قامت بالرد المباشر والقضاء على عدد من مواقع التنظيم، وهذا مهم لإظهار قوة الردع التركية".
كما أوضح أن "تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة يأتي ضمن إطار احترام سيادة ووحدة الأراضي العراقية، إضافة إلى أداء مهمة مكافحة الإرهاب، وأنّ تركيا ستتخذ التدابير اللازمة ضد المخاطر الموجهة نحوها في هذه المنطقة، وذلك حتّى تتمكن القوات العراقية الشرعية ووحدات الأمن العراقية الشرعية من بسط سيطرتها الكاملة على هذه المناطق، كما أن قواتنا المسلحة هناك مخولة تماماً لاتخاذ خطوة جديدة إذا لزم الأمر".
وأشار داود أوغلو إلى أنه أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس هيئة الأركان خلوصي أكار الذي أكّد بدوره قيام القوات التركية بالرد المباشر على مصدر القذائف، وتدمير عدد من المواقع التابعة للتنظيم.
يأتي هذا بعد أيام من الأزمة التي اندلعت بين أنقرة وبغداد بسبب قيام الحكومة التركية بإرسال تعزيزات عسكرية للمعسكر الذي لا يبعد عن مدينة الموصل التي يسيطر عليها "داعش" أكثر من 30 كيلومتراً، لتتقدم بغداد بشكوى إلى الأمم المتحدة مطالبة مجلس الأمن بالضغط على تركيا لسحب قواتها، حيث قامت أنقرة، الإثنين الماضي، بسحب تعزيزاتها من المعسكر إلى إقليم كردستان، في إطار إعادة انتشار للقوات التركية المتواجدة في شمال العراق، بحسب رئيس الوزراء التركي.
اقرأ أيضاً: الجنرال مايكل فلين: معركة "داعش" ستستغرق سنوات..وغزو العراق "خطأ"