20 اغسطس 2017
البشير والتكامل مع إثيوبيا
تحظى زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى إثيوبيا باهتمامٍ كبير، سيما وأنّها تأتي في ظروف إقليمية معقدة، فالعلاقات السودانية المصرية شهدت توتراً غير مسبوق، وتراشقاً إعلامياً لم تُفلح بيانات التهدئة في احتوائه، أما إثيوبيا فهي تشهد احتفالات حاشدة بمرور ست سنوات على بداية العمل في سد النهضة، وإنجاز 57% من أعمال البناء والإنشاءات، في وقت لا تزال علاقات الأخيرة متوترةً مع جارتها إريتريا.
توقيت زيارة البشير التي تستمر أياماً لم يأتِ من فراغ، حيث يتزامن مع احتفال أديس أبابا بمرور الذكرى السادسة على انطلاق العمل في السد الذي كان حلماً يراود الإثيوبيين منذ عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي، فضلاً عن وجود رغبة لدى الحكومة السودانية في تحقيق تكامل اقتصادي وأمني مع الجارة الشرقية التي تربطها بالسودان علاقات وتداخل قبلي وتاريخي قديم.
الرسائل المُتبادلة بين البشير وديسالين بدت واضحة في المؤتمر الصحفي المشترك عقب المباحثات الأولى، إذ ذكر البشير "إنّ التكامل مع إثيوبيا يشمل كل المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وأضاف إنّ "أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر لأمن السودان"، كما شدّد الرئيس السوداني على دعمه سد النهضة الإثيوبي وأهمية الاستفادة من الموارد المائية لدول حوض النيل بصورة عادلة، أما ديسالين فقد مضى على نهج البشير، معتبراً أنّ "أي تهديد للسودان هو تهديد للأمن القومي الإثيوبي"، مؤكداً عمل الدولتين مع بعض برؤية مشتركة، خصوصا في التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي والسياسي"، وأوضح المسؤول الإثيوبي إنه اتفق مع الرئيس السوداني على "تعزيز التنمية في المنطقة وحلّ الصراعات والنزاعات، خصوصا في جنوب السودان والصومال".
يُتوّقع أن تتجه الخرطوم وأديس أبابا إلى إبرام اتفاقية دفاع مشترك، ويعزّز ذلك الرأي المباحثات المستمرة التي عقدها الجانبان في السنوات الأخيرة، وتُوِّجت أواخر مارس/ آذار الماضي بلقاءٍ رئيس الأركان السوداني عماد عدوي ونظيره الإثيوبي ابراهام ولد مريام، إضافة إلى أنّ الحدود بين السودان وإثيوبيا شاسعة وصعبة التضاريس تحتاج إلى ضبط لملاحقة عمليات الإتجار بالبشر والإرهاب، فضلاً عن وقوع سد النهضة في منطقة بني شنقول على الحدود السودانية، الأمر الذي قد يشكّل تهديداً على أمن البلدين، في حال تعرّض السد لهجوم محتمل.
ربما يؤدي دعم الرئيس السوداني الصريح سد النهضة إلى مزيد من التوتر في العلاقات مع مصر، لكن البشير يستند إلى رغبة شعبية لدى العقل الجمعي في السودان، لتعزيز العلاقات مع دول الجوار الإفريقي التي يرى مراقبون سودانيون أنّ الحكومات الوطنية أهملتها على حساب اهتمامها بتطوير العلاقات مع الدول العربية.
يؤمل أن يطلع عمر البشير في زيارته على تجربة إثيوبيا في إدارة شؤون الدولة ومكافحة الفساد، وكيف أنّ الشعب الإثيوبي يثق في حكومته إلى درجة إسهامه في تمويل سد النهضة عبر صكوك وسندات استقطعها المغتربون والموظفون، وحتى العمال من قوت يومهم، لأجل قيام السد الذي يعتبرونه مسألة حياة أو موت، كما ذكر الصحفي الإثيوبي أنور إبراهيم. كذلك، على البشير، وهو يتجوّل في أديس أبابا وما حولها، أن يبحث في أسباب النهضة الشاملة التي تعرفها إثيوبيا، ومعدل النمو الذي جذب المستثمرين من أصقاع الدنيا، بمن فيهم السودانيون الذين تركوا بلادهم، وأتوا ليستثمروا في أرض الحبشة.
أخيراً، لا يمكن أن تظل العلاقات متوترة بين دولتين شقيقتين، كإثيوبيا وإريتريا. بإمكان الرئيس البشير أن يقود عملية وساطة بين أديس أبابا وأسمرا، فهو يتمتع بعلاقات جيدة مع الطرفين، إلى جانب أنّه أقدم الرؤساء في المنطقة، ولديه قدرة على التأثير في العمق الإفريقي، فقد لعب دوراً كبيراً في تطوير العلاقات بين دول إفريقية ودول الخليج، خصوصاً السعودية.
توقيت زيارة البشير التي تستمر أياماً لم يأتِ من فراغ، حيث يتزامن مع احتفال أديس أبابا بمرور الذكرى السادسة على انطلاق العمل في السد الذي كان حلماً يراود الإثيوبيين منذ عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي، فضلاً عن وجود رغبة لدى الحكومة السودانية في تحقيق تكامل اقتصادي وأمني مع الجارة الشرقية التي تربطها بالسودان علاقات وتداخل قبلي وتاريخي قديم.
الرسائل المُتبادلة بين البشير وديسالين بدت واضحة في المؤتمر الصحفي المشترك عقب المباحثات الأولى، إذ ذكر البشير "إنّ التكامل مع إثيوبيا يشمل كل المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وأضاف إنّ "أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر لأمن السودان"، كما شدّد الرئيس السوداني على دعمه سد النهضة الإثيوبي وأهمية الاستفادة من الموارد المائية لدول حوض النيل بصورة عادلة، أما ديسالين فقد مضى على نهج البشير، معتبراً أنّ "أي تهديد للسودان هو تهديد للأمن القومي الإثيوبي"، مؤكداً عمل الدولتين مع بعض برؤية مشتركة، خصوصا في التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي والسياسي"، وأوضح المسؤول الإثيوبي إنه اتفق مع الرئيس السوداني على "تعزيز التنمية في المنطقة وحلّ الصراعات والنزاعات، خصوصا في جنوب السودان والصومال".
يُتوّقع أن تتجه الخرطوم وأديس أبابا إلى إبرام اتفاقية دفاع مشترك، ويعزّز ذلك الرأي المباحثات المستمرة التي عقدها الجانبان في السنوات الأخيرة، وتُوِّجت أواخر مارس/ آذار الماضي بلقاءٍ رئيس الأركان السوداني عماد عدوي ونظيره الإثيوبي ابراهام ولد مريام، إضافة إلى أنّ الحدود بين السودان وإثيوبيا شاسعة وصعبة التضاريس تحتاج إلى ضبط لملاحقة عمليات الإتجار بالبشر والإرهاب، فضلاً عن وقوع سد النهضة في منطقة بني شنقول على الحدود السودانية، الأمر الذي قد يشكّل تهديداً على أمن البلدين، في حال تعرّض السد لهجوم محتمل.
ربما يؤدي دعم الرئيس السوداني الصريح سد النهضة إلى مزيد من التوتر في العلاقات مع مصر، لكن البشير يستند إلى رغبة شعبية لدى العقل الجمعي في السودان، لتعزيز العلاقات مع دول الجوار الإفريقي التي يرى مراقبون سودانيون أنّ الحكومات الوطنية أهملتها على حساب اهتمامها بتطوير العلاقات مع الدول العربية.
يؤمل أن يطلع عمر البشير في زيارته على تجربة إثيوبيا في إدارة شؤون الدولة ومكافحة الفساد، وكيف أنّ الشعب الإثيوبي يثق في حكومته إلى درجة إسهامه في تمويل سد النهضة عبر صكوك وسندات استقطعها المغتربون والموظفون، وحتى العمال من قوت يومهم، لأجل قيام السد الذي يعتبرونه مسألة حياة أو موت، كما ذكر الصحفي الإثيوبي أنور إبراهيم. كذلك، على البشير، وهو يتجوّل في أديس أبابا وما حولها، أن يبحث في أسباب النهضة الشاملة التي تعرفها إثيوبيا، ومعدل النمو الذي جذب المستثمرين من أصقاع الدنيا، بمن فيهم السودانيون الذين تركوا بلادهم، وأتوا ليستثمروا في أرض الحبشة.
أخيراً، لا يمكن أن تظل العلاقات متوترة بين دولتين شقيقتين، كإثيوبيا وإريتريا. بإمكان الرئيس البشير أن يقود عملية وساطة بين أديس أبابا وأسمرا، فهو يتمتع بعلاقات جيدة مع الطرفين، إلى جانب أنّه أقدم الرؤساء في المنطقة، ولديه قدرة على التأثير في العمق الإفريقي، فقد لعب دوراً كبيراً في تطوير العلاقات بين دول إفريقية ودول الخليج، خصوصاً السعودية.
مقالات أخرى
19 يوليو 2017
22 مايو 2017
16 مايو 2017